اهتز العالم صباح يوم الأربعاء الموافق٣٠يوليو بجريمة صهيو أمريكية بشعة ارتكبوها في قلب العاصمة الإيرانية طهران نتج عنها اغتيال القائد والمجاهد الكبير إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أتت هذه الجريمة بعد يوم واحد من جريمة صهيونية أخرى سبقتها استهدف العدو بها قائد عسكري كبير في حزب الله هو القائد فؤاد شكر، وبعد جريمتين عدوانيتين أخيريين ضد الحشد الشعبي بالعراق وعلى ميناء الحديدة باليمن، قرار تنفيذ هذه الجرائم اتخذ في واشنطن وبمشاركة أمريكية كاملة سواء في السابق منها أو اللاحق التي عاد المجرم نتن ياهو لتنفيذها مباشرة كأولوية بعد عودته من واشنطن.
تم اتخاذ هذه القرارات الجنونية في لحظة حرجة يفترض أن يكون فيها العدو الصهيوني والأمريكي- وفقا للعقل والمنطق- حريصين على التهدئة لا التصعيد، كون العدو اصبح في مأزق خطير لا يُحسد عليه، ربما أراد من خلالها محاولة إعادة هيبته المداسة تحت أقدام أبطال يوم السابع من أكتوبر الماضي وما تلاه من ضربات حيدرية أثبتت تآكل ردعه وضعف موقفه وفضحت هشاشة قدراته وقواته، لكن هذا ليس مبررا كافيا ليقدم على مثل هذه الحماقات الكبرى هو راعية الأمريكي لأسباب عديدة أولها أنه بجريمته الأخيرة خلق دوافع قوية جدا للجمهورية الإيرانية لا يمكن كبحها أو التخفيف من تأثيرها للمشاركة العسكرية المباشرة بكل قدراتها في معركة طوفان الأقصى كطرف محوري من اطراف محور المقاومة إلى جانب اليمن ولبنان والعراق، وثانيها أن هذه الجرائم تعزز وعي أحرار شعوب العالم الذين اكتشفوا حقيقته الوحشية وتحركوا في شوارع الدول الداعمة الرئيسية له، وتؤكد لهم أنه وباء خبيث على الإنسانية في العالم وليس على فلسطين والشرق الأوسط فقط وتزيد العدو الصهيوني بشاعة ووحشية.
أما ثالثها فجريمته الوحشية التي استهدف بها القائد المجاهد إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران، هي جريمة دولية مركبة تكتنف جريمتين عظيمتين.
الجريمة الأولى أنها تمثل عدوان، على الجمهورية الإسلامية في إيران وانتهاكاً لسيادتها بنص القانون الدولي حتى لو كان المستهدف فيها إبليس نفسه وليس قائداً كبيراً من قادة محور المقاومة فذلك لا يغير من هذه الحقيقة شيئا..
الجريمة الثانية؛ أنها جريمة ارتكبت في حق قائد مجاهد من قادة محور المقاومة ورمز من رموز الجهاد الفلسطيني وضيف مدعو رسميا من جمهورية ايران، فهذا لوحده سبب كاف لدفع ايران نخو الدخول في خط المواجهة العسكرية المباشرة للصهيونية المقيتة في ميدان معركة طوفان الأقصى، وهذا يعني أن أبسط عواقب هذه الجرائم الصهيونية هي أن المجرم نتن ياهو ومن ورائه العدو الأمريكي قد دفعوا بالمنطقة إلى حرب إقليمية واسعة بهذه الجرائم واشعلوا بقرارتهم الرعناء والحمقاء شرارة حرب إقليمية مستعرة بالمنطقة بأسرها لا يُستبعد أن تتمخض سريعا عن حرب عالمية ثالثة، ربما سول لهم الشيطان وزين لهم أن بإمكانهم وقفها باستخدام الضغط الدولي على اطراف المحور بعد تنفيذ هذه الجرائم ليعدلوا عن الرد عليها وهو فعلا ما قاموا به علنا وبكل وضوح للجميع، ما يعني أنهم أخطأوا التقدير فيما زينه الشيطان لهم لسببين الأول؛ أن جرائمهم أرتكبت في المواقع الخطأ لأن نتائجها في هذه المواقع بالضبط ستكون عكسية تماما عليهم، فهذه الجرائم لا تخيف الأطراف المستهدفة بل تزيدهم إصرارا وعزما على تصعيد المواجهة والرد عليها بكل قوتهم وإمكانياتهم، أما الثاني؛ أن قادة اطراف محور المقاومة ليسوا ممن يخضع لأي ضغوط مهما كانت قوتها ولا ممن يلين أمام أي إغراءات أيا كانت، وهذا ما أكده رسميا قادة المحور السيد على خامنئي في توجيهاته الصارمة والسيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك في خطابهما الخميس، والشعب اليمني في مسيرات وفاء لدماء الشهداء مع غزة حتى النصر عصر الجمعة. واعتقد انه حتى لو اعلن الصهيوني والأمريكي إيقاف عدوانهم والانسحاب من غزة والقبول بدولة فلسطينية كاملة السيادة مقابل إيقاف الرد فلن يقبل قادة المقاومة ذلك لأسباب كثيرة أهمها مبادئ المشروع الذي يحملونه ومشروعية الهدف الذي اجتمعوا له وعدالة القضية التي يناضلون من أجلها ضد الوجود الصهيوني.
والخلاصة أن اعتداءات هذا الكيان وجرائمه في حق دول المحور ليست سوى فتيل حرب إقليمية أشعلته تل أبيب فعلا لا مجازا لأن المحور لن يسكت ولن يدعها تمر مرور الكرام، بل إن الأمر المؤكد أن رد محور المقاومة على جرائم الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة سيكون ابعد مما يتوقعونه واكبر مما يعتقدونه، وسيشارك فيه كل طرف من اطراف محور المقاومة بأقوى الأسلحة التي يمتلكها وأقدرها على الفتك والتنكيل به والوصول اليه وبأعداد تفوق قدرة كل منظوماته الدفاعية عن صد ما يمكنه رصدها ولا أستبعد أبدا أن يكون رد محور المقاومة بالحجم الذي يجعل الكيان الصهيوني يستنفذ ردعه في الدقائق الأولى من بدء الرد، لأن كل المؤشرات تشير إلى ذلك، ولن تجدي أي ضغوط في إيقافهم أو التخفيف من ردهم، ولأن هدف محور المقاومة لن يكون مجرد الرد فقط بل سيكون ابعد واكبر من ذلك وربما يكون بالنسبة لقيادات المحور الخطوة العملية الأولى في تدشين معركة الوعد الصادق والجهاد المقدس ويرونها فرصتهم الثمينة التي طالما انتظروها .
وهو ما يعني أن المجرم نتن ياهو هو والنظام الأمريكي بحماقاتهم الرعناء إنما يقودون بالكيان المجرم نحو تحقيق لعنة العقد الثامن دون أن يشعروا، بل قد يكونوا هم لعنة العقد الثامن على الصهيونية بأسرها في هذا العصر، فأعداء الله يخططون للأحداث وينفذونها وهم يرون في ظاهرها مصالحهم ودلالة على قوتهم لكن باطنها يكون وبالا عليهم وجحيما لهم وزوالا.
Prev Post
Next Post