من جديد ها هي غزة العزة، تفضح طابور النفاق والعمالة، أدعياء النصرة لها والتضامن معها، فضحتهم مواقفهم المخزية، وردود أفعالهم المهينة، التي عبّروا عنها عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم على محافظة الحديدة رداً على العملية النوعية التي نفذها سلاح الجو المسيّر بواسطة طائرة (يافا) اليمنية المسيّرة، والتي استهدفت تل أبيب، حيث تسابق هؤلاء السفلة على إظهار مظاهر الفرح والابتهاج بذلك، ولم يجدوا أي حرج في التعبير عن مباركتهم لهذا العدوان السافر، والبعض الآخر ذهبوا لتوجيه الدعوة لقطيع العملاء والمرتزقة للقيام بما أسموه توحيد الجهود من أجل الهجوم على الحديدة .
حقراء بامتياز، سفلة حد الدياثة، يدركون جيداً أن العدوان الإسرائيلي جاء في سياق ردة الفعل على العمليات المساندة لإخواننا في قطاع غزة، غزة التي لطالما جمعوا التبرعات تحت يافطة نصرتها، غزة التي لطالما تغنوا بها وبمقاومتها، غزة التي لطالما استرزقوا من وراء نصرتهم الزائفة لها، ودعمهم المزعوم لها، سقوط ديني وقيمي وأخلاقي غير مسبوق، وعلى غرابة فهؤلاء ومن على شاكلتهم كذبوا على الله ورسوله، وكذبوا على فلسطين والأقصى وغزة مرارا وتكرارا، خصومتهم مع أنصار الله تجعلهم يخرجون من الإسلام، ووالله إن هذا لهو الإفلاس والخزي والعار الذي لم يسبقهم إليه سابق .
العدوان الإسرائيلي على غزة، تعبير صريح عن الفشل والتخبط الإسرائيلي، وانعكاس لحالة الرعب والقلق التي خلفتها عملية (يافا) الحيدرية التي شكلت صدمة قوية لهذا الكيان المتغطرس، الذي يعربد منذ أشهر بحق أطفال ونساء غزة، ويريد أن نلزم الصمت، ونتفرج كما يفعل أدعياء العروبة والإسلام من قادة وأنظمة العمالة والخيانة والخنوع، لا والله لن نصمت، ولن نتفرج، وقالها لهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله في كلمته يوم أمس الأول : (نحن سعداء بالمعركة المباشرة بيننا وبين العدو الإسرائيلي وكذلك الأمريكي، لأن سياستهما كانت مقاتلتنا عبر العملاء)، ووالله يا سيدي إننا سعداء كل السعادة لأننا نسطر مواقف ترضي الله ورسوله، مواقف عزة وكرامة، مواقف إيمانية ترفع الرؤوس شامخة، في مقام نصرتنا لإخواننا في غزة .
يقصفون خزانات الوقود ومحطة كهرباء الحديدة في سياق الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها بلادنا وشعبنا منذ بدء العدوان وحتى اليوم، يتباهون بمشهد حريق المشتقات النفطية في البحر، ويذهبون لقصف ميناء الصليف لتحقيق ذات الغرض، يرون بأن ذلك سيجمّل وجههم القبيح، أمام الشارع الصهيوني المصعوق من عملية (يافا) التي كانت عملية افتتاحية لمرحلة خامسة من معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها قواتنا المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني وأمريكا وبريطانيا وتحالف البغي والعدوان على قطاع غزة، ولعمري بأن الخامسة التي افتتحتها الطائرة المسيّرة (يافا) اليمنية الهوى والهوية والانتماء ستكون أشد وجعا وفتكا وإيلاما لهذا العدو المتغطرس، وسيندم كثيراً لأنه في لحظة طيش وكبر، ارتكب المحظور وبلغت به الجرأة والوقاحة لشن عدوانه الغاشم على مدينة الحديدة .
نعم سيندم فالذنوب هي التي ساقته للدخول في مواجهة مباشرة مع اليمن، مواجهة مباشرة مع قيادة وجيش وشعب يتوقون لهذه اللحظة الفارقة التي يطل الإسرائيلي برأسه لمواجهتنا بشكل مباشر، بعد أن ظل وسيده الأمريكي يقاتلوننا عبر وكلاء وأدوات في المنطقة وقطع المرتزقة الذين يعملون لحسابهم، إنها ذنوب أطفال ونساء غزة، وسيلعنون أنفسهم ألف مرة لأنهم دخلوا في مواجهة مباشرة مع اليمن، وسنُريهم بقوة الله وعونه وتأييده من البأس اليماني الشديد ما تقر به أعين أسر شهداء وجرحى غزة، وشهداء وجرحى اليمن ومحور المقاومة الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة والعزة ضد كيان العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبريطانيا دعما وإسنادا لغزة العظمة، ومقاومتها البطلة، وأهلها العظماء .
مرحلة خامسة كتب أول سطر من سطورها، ونفذت أول عملية من عملياتها، بمسيّرة يمنية جديدة (من وحدة التصنيع الحربي إلى تل أبيب) بمواصفاتها الذكية العصية على المنظومات الدفاعية وأجهزة الرصد والمراقبة الدقيقة، مسيّرة ضربت عمق تل أبيب، هكذا كان المشهد الافتتاحي لخامسة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وفي الجعبة اليمانية ما يثلج الصدور بإذن الله، ومن السخف أن يظن العدو الإسرائيلي – وكل ظنه إثم – بأن عدوانه على الحديدة، سيحد من عملياتنا المساندة لغزة، أو ستؤثر في معنوياتنا، أو ستفت من عضدنا، وتُجبرنا على الخنوع، لقد رد عليهم سيد القول بالفعل مؤكدا على أن عدوانهم سيوسع دائرة الاستهداف لهم، وتركيز بنك الأهداف على المنشآت الحيوية والاستراتيجية، بمعنى أن المرحلة الخامسة ستكون بفضل الله وعونه وتأييده هي الحاسمة في المعركة مع هذا العدو المتغطرس، مع التأكيد على جهوزيتنا التامة للدخول في حرب طويلة الأمد مع هذا الكيان الغاصب دونما كلل أو ملل، وأن موقفنا المناصر والمساند لإخواننا في قطاع غزة، ثابت ثابت ثابت، مهما بلغ حجم التهديدات، ومهما بلغ الضرر، مع غزة حتى النصر، واثقون بالله، القوي المتين، الناصر والمعين، بأنه سيكتب لغزة ولنا النصر والتمكين، وسيخزي الصهاينة والأمريكان والبريطانيين والخونة المنافقين، وعلى العدو الإسرائيلي الباغي المعتدي تدور الدوائر .
“وما النصر إلا من عند الله”