الأسواق التجارية

لعل إقامة أسواق تجارية شيء في العاصمة من علامات التقدم الذي تشهده العاصمة كنتيجة طبيعية للتطور الذي يشهده الوطن ولكن أن يتم إقامة أسواق تجارية بطريقة عشوائية دون تخطيط مسبق ودون مراعاة للتخطيط الحضري الذي يجب أن تكون عليه العاصمة شيء غير طبيعي ويلقي بظلاله على مجمل الحركة المرورية في العاصمة وينعكس بشكل سلبي على النشاط السكاني في العاصمة.
إن إقامة المباني الكبيرة والأسواق التجارية على الشوارع الرئيسية والفرعية دون أن يكون لها مواقف خاصة للسيارات يعتبر من أهم أسباب الاختناقات المرورية فهناك عشرات بل مات المباني الضخمة التي يتم إقامتها في صنعاء في أماكن ضيقة لا تحتمل وقوف السيارات بأعداد كبيرة فيها ومع ذلك نشاهد استمرار إقامة هذه المباني دون أن يفكر احد من المختصين في أين سيكون وقوف السيارات لمرتادي هذه العمائر الضخمة وساكنيها.
إن الناظر إلى شارع الزبيري كمثال يجد أن هناك ناطحات سحاب قامت فيه ولا زال بعضها تحت الإنشاء ومنظرها جميل ولكننا نتساءل أين ستقف السيارات عند الانتهاء من هذه المباني وهل يوجد هناك دوران أو ثلاثة أدوار أرضية مخصصة كمواقف للسيارات¿ وهل هناك مواقف حول هذه المباني الضخمة بإمكانها استيعاب العدد الكبير من سيارات المتسوقين والسكان¿.
أننا نعاني من هذه المشكلة أشد المعاناة وفي جميع دول العالم لا يمكن أن يتم السماح بإقامة أي مبنى سكني أو تجاري دون أن يكون هناك مساحة كافية لوقوف سيارات سكان ذلك المبنى ومرتاديه إلا نحن فإن أي إنسان يملك قطعة أرض صغيرة فإنه يقوم بالبناء عليها دون أن يترك سنتيمتر واحد لوقوف السيارات حولها لأنه يعتقد أن الشارع كفيل باستيعاب السيارات وليذهب الآخرون للجحيم فالمهم هو أن يستغل أرضية أقصى استغلال.
إن الناظر للمنطقة الواقعة حول تقاطع الدائري مع شارع الزبيري سوف يشاهد أن هناك مبان ضخمة حول ذلك التقاطع وبعضها لا مجال لحركة المشاة حولها بأمان فما بالك بحركة السيارات ومع ذلك فلا زالت العمائر تتلاصق وتتجاور دون أن يسألهم سائل ولا ندري إلى أين¿.
إن الأدهى والأمر هو أنه كان هناك أسواق تجارية ومبان سكنية تملك مواقف للسيارات في الدور الأرضي ولكن هذه المواقف تحولت إلى مخازن بدلا من أنها عامل مساعد على التحقق عليها.
إننا بحاجة إلى وقفة جادة ومخلصة في هذا الموضوع وعلينا أن نعلم أن هذه المباني الضخمة لا قيمة لها إذا لم تكن مجهزة تجهيزا متكاملا وتقدم لمرتاديها كل التسهيلات اللازمة فإنها تشكل عبئا كبيرا على الحركة المرورية وتتسبب بتعطيل مصالح الناس.
إننا في المرور نقف مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة العمائر الضخمة والأسواق الواسعة التي لا توجد لديها مواقف مناسبة للسيارات ونبقى طوال اليوم ندور حول هذه المباني في محاولة منا لتنظيم الحركة المرورية وجعلها أقل اختناقا وهيهات أن نفلح إذا لم تتعاون معنا جميع الجهات ذات العلاقة التي بيدها الحل والعقد وهي القادرة على وضع حد للكثير من مشاكلنا اليومية.
وللحديث بقية’’
مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء

قد يعجبك ايضا