الثورة / إسكندر المريسي
في ظل تشدق العالم بحقوق الإنسان والحريات العامة وكذلك الشعارات الزائفة التي تنشدها المنظمات الدولية، فقد اظهر العدوان الصهيوني على قطاع غزة زيف تلك الشعارات واليافطات.
حيث يتعرض سكان غزة منذ تسعة أشهر لأبشع عدوان عرفته البشرية منذ الحرب العالمية الثانية جراء المجازر التي يرتكبها العدو بشكل يومي ضد المدنيين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي ظهرا عاجزا عن وقف تلك المجازر ما سمح للعدو ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
وبمناسبة اليوم العالمي للسكان الموافق للحادي عشر من يوليو من كل سنة، أصدر الإحصاء الفلسطيني تقريرا مفصلا استعرض فيه أوضاع السكان في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر على غزة.
ويقدر عدد السكان الفلسطينيين في أنحاء العالم -حسب تقديرات منتصف عام 2024- بـ14.8 مليون نصفهم في الخارج، ويتوزعون بين 5.6 مليون في دولة فلسطين، و1.8 مليون في أراضي الـ48، و7.4 مليون في الشتات، حسب المصدر نفسه.
وفي غزة، أشار التقرير إلى أنه عشية العدوان يوم 7 أكتوبر 2023 كان يقيم فيها نحو 2.2 مليون فلسطيني في مساحة تبلغ 365 كيلومترا مربعا يمثلون قرابة 41% من سكان دولة فلسطين، و66% منهم لاجئون هُجّروا من قراهم ومدنهم إثر حرب 1948.
سوء التغذية
ومنذ انطلاق الحرب على غزة، استُشهد نحو 39 ألفا يشكلون 1.7% من إجمالي سكان القطاع، منهم نحو 16 ألف شهيد من الأطفال وقرابة 11 ألف امرأة، فضلا عن نحو 10 آلاف مفقود، كما غادر القطاع آلاف منذ بداية العدوان، واستُشهد 34 شخصا نتيجة المجاعة.
وأشارت بيانات الإحصاء الفلسطيني إلى استشهاد 500 من الطواقم الطبية واعتقال 310 آخرين، ووجود حوالي 3500 طفل معرضين للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء. وبحسب المصدر نفسه، فإن نسبة النمو السكاني في القطاع ستنخفض من نحو 2.7% -وفق تقديرات عام 2023- إلى نحو 1% فقط خلال عام 2024.
وبلغ عدد جرحى القطاع حوالي 88 ألفا، 70% منهم من النساء والأطفال، في حين بلغ عدد شهداء الضفة الغربية 570 شهيدا، ويواجه 10 آلاف مريض سرطان خطر الموت وهم بحاجة للعلاج، كما أن 3 آلاف مصابين بأمراض مختلفة بحاجة للعلاج بالخارج.
وقد تفشت الأمراض المعدية بين النازحين وأصابت أكثر من مليون و660 ألفا، إلى جانب إخراج 33 مستشفى و64 مركزا صحيا و161 مؤسسة صحية عن الخدمة، وتدمير 131 سيارة إسعاف.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى استشهاد 8294 من الطلبة الملتحقين بالمدارس في فلسطين، منهم أكثر من 8227 في قطاع غزة، و67 في الضفة، بينما بلغ عدد الجرحى منهم في فلسطين 13 ألفا و582، بينهم 13 ألفا و200 في غزة، و382 في الضفة، إلى جانب اعتقال 178 طالبا جميعهم من الضفة.
من جانب آخر، دمر الاحتلال 150 ألف وحدة سكنية تدميرا كليا، وأصبحت 80 ألف وحدة أخرى غير صالحة للسكن ودُمرت 200 ألف وحدة سكنية و195 مقرا حكوميا بشكل جزئي، بالإضافة إلى تدمير 206 مواقع أثرية وتراثية.
وتحدث تقرير الإحصاء الفلسطيني عن تدمير الاحتلال 93 مدرسة وجامعة بشكل كلي و330 مدرسة وجامعة بشكل جزئي مع تعطيل جميع المدارس والجامعات في قطاع غزة منذ بدء العدوان، وحرمان نحو 620 ألف طالب وطالبة من حقهم بالتعليم المدرسي.
كما حُرم حوالي 88 ألف طالب وطالبة من الذهاب إلى جامعاتهم، في حين حُرم قرابة 39 ألفا آخرين من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة في قطاع غزة لهذا العام.
وفي ما يتعلق بأزمة المياه والجوع في غزة، أفاد التقرير بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أشارت إلى أن ما لا يقل عن 70% من سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة، وأنهم يعانون من جوع كارثي، وهذا يعني أن غزة تُعدّ الآن “من أكثر المناطق مجاعة في العالم”.
وتشير البيانات إلى أن 90% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرا وكذلك الحوامل يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية، كما يعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الحصول على المياه.
ففي ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل السابع من أكتوبر الماضي كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع خلال عام 2022 يقدر بنحو 84.6 لتر للفرد الواحد في اليوم.
ومع اندلاع عدوان الاحتلال، أشارت التقديرات إلى أن سكان القطاع يكادون يستطيعون الوصول إلى ما بين 3 و15 لترا للفرد الواحد في اليوم.