فريضة النهوض الاقتصادي وارتباطها بمبدأ الموالاة والمعاداة

قراءة في الواقع مع الوقوف والربط بعدد من الموجهات الاقتصادية في محاضرات ودروس »قرناء القرآن«
تقدم السعودية لليهود وللرأسمالية خدمات ذات قيمة اقتصادية عالية منذ عقود
الحروب ونشر الصراعات وسيلة أمريكا والصهيونية لاستقطاب أموال المسلمين إلى الغرب

الثورة/ محمد محمد أحمد الآنسي*

الدين الإسلامي الحنيف منظومة متكاملة تهتم بأحوال الإنسان في كل المجالات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهنا يقدم الباحث محمد محمد الآنسي ورقة بحثية تتطرق إلى ما تمتلكه الأمة العربية والإسلامية من موارد وإمكانيات، وإلى الحرب التي تشنها أنظمة الاستكبار والتوسع الاستعماري من أجل تعطيل التنمية وتعطيل قدرات الإنسان العربي والمسلم.. وفيما يلي ملخص لهذه الورقة البحثية:
هل تمتلك الأمة الإسلامية مقومات النهوض الاقتصادي؟
لا تفتقر الأمة الإسلامية إلى مقومات القوة الاقتصادية ولا تنعدم في بلدانها الإمكانات المطلوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات الأساسية على رأسها المحاصيل الزراعية والمنتجات التي يتكون منها طعام الشعوب وغذاؤها؛ بل تتوفر لدى معظم البلدان الإسلامية كل المقومات المطلوبة للوصول إلى القوة الاقتصادية والقوة الشاملة في كافة المجالات لما في أيديها من نعم وثروات سخرها الله بأشكال وأحجام غير موجودة لدى الأمم والدول الأخرى.
الواقع يؤكد أن الأمة الإسلامية تمتلك ثروات كبيرة جداً، كلها ذات قيمة اقتصادية ضخمة، بالإضافة إلى مواقع جغرافية مهمة جداً وقوة بشرية ضخمة موزعة على سبع وخمسين دولة إسلامية، تصل أرقامها إلى ما يقارب ملياراً ونصف المليار نسمة، وهي بحد ذاتها تشكل قوة اقتصادية كبيرة وسوقاً استهلاكية عظمى ذات ثقل وتأثير واسع ومهم في الاقتصاد العالمي.
مصير الثروات والإمكانات الإسلامية الضخمة ومسؤولية المسلمـيـن عنها:
لقد سخر الله رب العالميـن الكريم من فضله الكثير من الثروات للمسلمين وجعل في أيديهم الكثير من إمكانات وأدوات القوة الاقتصادية والقوة الشاملة ليقوموا بدورهم ومسؤوليتهم التي منها وعلى رأسها إيصال الإسلام الحقيقي إلى الشعوب والبلدان الأخرى وإبلاغ رسالة الله المرتبط بها إنقاذ الشعوب من الضلال والظلم والانحطاط الذي يغرقون فيه، إضافة إلى إقامة دولة كريمة قوية عزيزة تمتلك الشاهد الجذاب الذي أراد الله لها، والوصول للمكانة التي منها تستطيع الوقوف على أقدامها عزيزة أمام عدوها.
معوقات وصول الأمة الإسلامية إلـى القوة الاقتصادية
السبب الأول هو عدم التزام المسلمين بالعمل بالمبدأ الإيماني الأساسي المهم، وهو مبدأ الموالاة والمعاداة، ولو كان هذا المبدأ قيد الفاعلية في الواقع لما رأينا اليهود يسيطرون على ثروات المسلمين وامكاناتهم الكبيرة جداً.
وبين يدي القارئ الكريم أضع ملخصاً موجزاً عن بعض الثروات والإمكانات الإسلامية التي وضعها المسلمون -تحديداً قادة الأنظمة في الدول الإسلامية هم من جعل هذه الإمكانات تحت خدمة اليهود واللوبي الصهيوني.
وهي إمكانات وثروات ذات حجم كبير وقيمة اقتصادية ضخمة جداً، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
حجم الأصول التي تديرها الصناديق الاستثمارية العربية وحدها كبيرة تعادل ثلث أصول الصناديق الحكومية للعالم أجمع، وفي هذا الإطار ورد في تقرير صادر بنهاية 2023م نشرته (Global Finance Magazine) ومعظم الأنشطة الاستثمارية لهذه الصناديق في الغرب، كما أن مدراؤها ومستشاروها كلهم من شركات مالية غربية.
من المؤسف أنّ المؤامرة التي قام بها هنري كيسنجر وفيصل بن عبدالعزيز في السبعينيات، شكلت انقاذاً فعلياً للدولار، ويمكن القول إنها قدمت حبل نجاة لقوى الاستكبار والنهب والإجرام الغربية وساعدت اللوبي الصهيوني على مواصلة هيمنته وحروبه ومؤامراته على العالم، ومنحت الدولار ما كان يفتقر إليه من دوران وتحقيق الطلب عليه، وأخطر من ذلك أنها أهم وأخطر الأدوات التي تقوم بتوزيع تضخم الدولار على الشعوب وبشكل خاص على الفئة العاملة والفئة المستهلكة الضحية الأكثر ظلماً ومعاناة في الحياة.
وإلى يومنا هذا مازال النفط العربي هو الأداة الداعمة للدولار، ومن خلاله تمكن اليهود والدولار من العودة إلى مربع الهيمنة، وكان قد تحول الدولار في السبعينيات إلى نقد ورقي ضعيف منفصل عن الذهب، لا وزن له، توشك الريح أن تعصف به.
والجريمة الكبرى أن النفط العربي وقادة الأنظمة العربية الخونة، يقدمون لليهود خدمة توزيع تضخم الدولار الأمريكي على الشعوب، وهذه جريمة بشعة وكارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لما يرتبط بها من أثر سلبي وضرر وظلم وتجويع وامتهان كبير وواسع، أصاب الملايين من البشر وأوجعهم في كرامتهم ومعيشتهم وفي حياتهم بشكل غير مسبوق في التاريخ.
أما عن إباحة الثروات العربية لليهود، يمكن جمع مجلدات كبيرة لتوثيقها، ولا يمكن نسيان زيارة ترامب للسعودية في 2017م، وكيف تمكن بسهولة بالغة من إبرام عقد اتفاقيات وصفقات تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار.
أموال الحكومات العربية في خدمة الدولار والرأسمالية ضمن اتفاقيات الطاعة وبروتوكولات الولاء العربي لليهود منذ عقود زمنية ماضية
ما صرح به ابن سلمان بشأن مبلغ 800 مليار دولار، إجمالي استثمارات السعودية في أمريكا، ما هو في الواقع إلاّ جزء واحد من الاستثمارات السعودية وتحديداً، الاستثمارات الحكومية في قطاع السندات (أذون الخزانة) فقط.
وتمتلك معظم البلدان العربية مبالغ كبيرة أخرى في أمريكا ودول الغرب وهناك مبالغ كبيرة جداً للقطاع التجاري الخاص لرجال أعمال مسلمين قاموا بنقلها إلى الغرب الكافر، حيث تقع معظم أموالهم في بنوك أمريكا وأوروبا التابعة للوبي الصهيوني.
ومعظم الشركات تتخذ من البلدان الغربية مقرات رئيسية لها، بينما تضع في بلدان الأمة الإسلامية شركات فرعية لأصول وشركات غربية وهي مجرد وكيل مختص بتسويق المواد الخام والمواد والمنتجات وإعادة تعبئتها فقط، تم إنشاؤها لمجرد الاستفادة من الأيادي العاملة الرخيصة لدينا والحصول على إعفاءات تحت عناوين الإنتاج المحلي الذي يخدعوننا به (كما قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وسنقوم بنقل حرفي للكثير من الموجهات التي قالها في عدد من المحاضرات والدروس).
وفي هذا الإطار هناك ثمة استراتيجية تعتمدها أمريكا واللوبي الصهيوني لضمان تدفق رؤوس الأموال العربية والإسلامية إليهم بشكل مستمر، حيث تقوم بزعزعة الاستقرار في البلدان الإسلامية بشكل دائم واختلاق الفتن والحروب والمؤامرات لأهداف اقتصادية ماكرة على رأسها إيجاد مبرر عدم الاستقرار لانتقال رؤوس أموال المسلمين من البلدان الإسلامية واستمرار استقرارها في الغرب.
الموجهات الاقتصادية الواردة في محاضرات ودروس الشهيد القائد
الآن بين يديكم مجموعة عددها (15) من الموجهات الاقتصادية الواردة في محاضرات ودروس الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهي كما يلي:
(1)
(قادة الدول العربية والإسلامية يخدمون العدو بتحويل أكثر من مليار مسلم وجعلهم سوقاً استهلاكية لمنتجات الشركات العالمية التي يمتلكها اليهود)، لديك الآن -57 قائداً- ماذا عمل هؤلاء أمام مجموعة من اليهود؟ لا شيء، و-57 قائداً- تحتهم كم؟ مليار وثلاثمائة مليون مسلم، وتحتهم ثروات هائلة جداً، وتحت أقدامهم منطقة استراتيجية هامة جداً، وتراهم لا شيء، لا يجرؤون بكلمة واحدة.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-سورة البقرة ــ الدرس السابع/ص:14-
(2)
عن موضوع الحصار الاقتصادي ولماذا العرب يخافون منه وأمامهم فرصة إنشاء سوق إسلامية مشتركة؟، قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في محاضرة يوم القدس العالمي رقم (1) صـ (24):
«إذا كان العرب يخافون من أي حصار اقتصادي على دولة ما – لماذا لا يعملون على إقامة سوق إسلامية مشتركة؟ الإمام الخميني تبنى هذه الفكرة، وإيران تبنت هذه الفكرة، ودعت إليها وألحت عليها: أن العرب، أن المسلمين لا بد لهم في أن يكونوا متمكنين، من أن يملكوا قرارهم السياسي، لا بد من أن يكون لهم سوق إسلامية مشتركة بحيث يحصل تبادل اقتصادي فيما بين البلدان الإسلامية، ومع بلدان أخرى».
وعن أهمية السوق المشتركة قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في (المحاضرة الخامسة عشرة) رمضان 1443 هـ أيضاً:
«لا يوجد للمسلمين سوق مشتركة، ليس لهم سوقٌ مشتركة، الوضع الاقتصادي فيما بينهم في العلاقات الاقتصادية، والتبادل التجاري، تحت سقف ما تريده أمريكا، ويستجيب تماماً لأي توجهات أمريكية، أو عقوبات أمريكية، أو حصار أمريكي على شعبٍ من شعوب الأمة الإسلامية».
(3 )
في هذا الموجه يتحدث الشهيد القائد عن حاجتنا إلى الغذاء بشكل واضح وبطريقة يفترض أن تكون دافعاً كافياً للاستنهاض والتصحيح، حيث يؤكد أن حاجتنا للغذاء في هذا الزمن هو أشد من حاجتنا إلى السلاح في ميدان المواجهة مع عدونا.
إن طرح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بهذه الطريقة وبهذا الكلام القوي مرتبط بقضية العزة الإيمانية التي تحتاج إليها الشعوب والأمة الإسلامية ومتعلق بمسألة الانتصار على العدو؛ لأن الشهيد القائد كان يدرك خطورة المؤامرات الأمريكية في بلدان الأمة الإسلامية التي عملت خلال المرحلة الماضية على تعطيل الإنتاج الزراعي فيها، ويدرك خطورة قبول قادة الأنظمة العربية والإسلامية بتحويل شعوبهم إلى أسواق استهلاكية للخارج.
(4)
تنميتهم لا تخرج عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة
لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية-إنتاج محلي- والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم، التنمية لهم هنا.
وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ، لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فليكن -الدخان- هنا منتجاً محلياً -صنع في اليمن-، -سمن البنت صنع في اليمن، صابون كذا صنع في اليمن-، لكن بترخيص من شركة من؟ زر المصنع وانظر أين يصنَّع حتى الغلاف، وانظر من أين تأتي المواد الأولية، لترى في الأخير مع من يعمل الجميع؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى، هل هذه تنمية؟
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً/ص:9-
(5)
(اليهود) هم من عطلوا البلاد الإسلامية من أن تنتج الخيرات من داخلها، فيحصل أبناؤها على الاكتفاء الذاتي في أغذيتهم، وفي ملابسهم، وفي غيرها، هم الذين عطلوا البلاد الإسلامية من أن تنتج الخيرات من داخلها، فيحصل أبناؤها على الاكتفاء الذاتي في أغذيتهم، وفي ملابسهم، وفي غيرها. هم الذين أوصلوا المسألة وطوروا القضية من صراع عسكري إلى صراع حضاري يحتاج إلى أن تنهض الأمة من جديد، وتبني نفسها من جديد، حتى تكون بمستوى المواجهة للغرب، والمواجهة لربيبة الغرب إسرائيل.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-يوم القدس العالمي رقم (1)/ص:24-
(6)
(استراتيجية الأعداء) أن تبقى الشعوب مستهلكة وأيادي عاملة داخل مصانعهم في بلداننا
لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية-إنتاج محلي- والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم، التنمية لهم هنا، وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ، لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فليكن -الدخان- هنا منتجاً محلياً -صنع في اليمن-، -سمن البنت صنع في اليمن، صابون كذا صنع في اليمن-، لكن بترخيص من شركة من؟ زر المصنع وانظر أين يصنَّع حتى الغلاف، وانظر من أين تأتي المواد الأولية، لترى في الأخير من الجميع يعملون معه؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى، هل هذه تنمية؟!.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً/ص:9-
(7)
(استراتيجية الأعداء) كيف يتم خداعنا بما يسمى “منتج وطني”
هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة، في مختلف شئون الحياة لا يودون لنا أي خير، يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم، وليضعوا مصنعاً هنا في هذا البلد العربي، أو في ذلك البلد العربي المصنع لنفس الشركة اسم المنتج يحمل نفس اسم الشركة صابون -آريال- صابون -كريستال- صابون كذا، كلها نفس الأسماء بسكويت أبو ولد وغيره، هي نفس الأسماء لنفس الشركات والمنتج لها الرئيسي، والشركة يكون مقرها في بريطانيا أو في أي مكان في دول الغرب أو في أمريكا، وهنا مصنع يوفر عليهم كثيراً من الأموال عندما يكون مصنع هنا.. وليخدعونا نحن بأن هذا هو منتج وطني، واقرأ على كثير من المنتجات -بترخيص من شركة كذا- التي مقرها في نيويورك أو مقرها في لندن أو في أي دولة من الدول الأخرى، فكل ما نستهلك معظمه يصب إلى جيوب اليهود.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-يوم القدس العالمي رقم (1)/ص:8-
(8)
(خطورة اليهود) البلاد العربية التي هي منبع الثروات
وبعد أن يهيمن اليهود على البلاد العربية التي هي منبع الثروات، سيهيمنون على الغرب؛ لأن عندهم فكرة أن يقيموا حكومة عالمية، فإذا مسكوا المنطقة هذه وهيمنوا عليها استطاعوا من خلال التحكم في ثرواتها، التحكم في منافذها؛ ولذلك تحصِّل إسرائيل قد معها قاعدة في البحر الأحمر، بالقرب من باب المندب، قد معهم قواعد هناك، إذا مسكوا المنطقة هذه، استطاعوا أن يتحكموا على بلدان أوروبا وعلى بلدان.. تصبح أمريكا نفسها تابعة لإسرائيل، مثلما هي الآن إسرائيل في الصورة تابعة لأمريكا.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-الشعار سلاح وموقف/ص:3-
(9)
أمريكا أحوج إلينا ودول الغرب أحوج إلينا كسوق استهلاكية، ويحتاج إلى ثرواتنا البترولية
فلماذا لا يفهمون بأن عليهم إذا كانت أمريكا أحوج إلينا ودول الغرب أحوج إلينا كسوق استهلاكية، ويحتاجون إلى ثرواتنا البترولية وغيرها، لا يستطيعون أن يستخدموا هذا كوسيلة ضغط على أمريكا وبريطانيا وغيرها لأن تجعل إسرائيل تكف عما تقوم به على أقل تقدير؟ لا، إسرائيل تضرب الآن السلطة الفلسطينية، تضرب الفلسطينيين والعرب يعلنون وقوفهم مع أمريكا في قيادتها للتحالف ضد الإرهاب كما يسمونه.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-
-يوم القدس العالمي رقم (1)/ص:24-
(10)
(استراتيجية العدو) عندما يصدر لك كميات مدعومة أرخص من الناتج المحلي.. يعطل زراعتك أنت، سيستعيد ما خسره بأضعاف مضاعفة، سيرفع السعر قليلاً.. قليلاً، في وقت أنت محتاج إليه.
إهلاك الحرث والنسل يكون أحياناً على ما نلمس، يكون بالطرق هذه المتعددة، يحاولون فعلاً أن يهلكوا حرث الناس هذا، فلا يعتبر منتجاً، لا نعد نشكل بالنسبة لهم شيئاً، ويريدون أن نصبح في الأخير مجرد مستهلكين، وما خسره في عملية إهلاك حرثك، عندما يحاول أن يصدر لك كميات مدعومة تراها رخيصة، أرخص من الناتج المحلي، في الأخير عندما يعطل زراعتك أنت، سيستعيد ما خسره بأضعاف مضاعفة، سيرفع السعر قليلاً.. قليلاً، في وقت قد أنت محتاج إليه! هذه سياسة عندهم ثابتة، للأسف لا توجد هناك رعاية من نفس الحكومات القائمة، تشجيع للمزارعين، تشجيع للناتج المحلي، تسهيلات كبيرة حتى يمكن للمزارع أنه ينتج، ويبيع برخص، ومازال مستفيداً ما يغطي تكلفته، ووقته، ما يساوي وقته، وتكلفة الإنفاق على المزروعات في حراثة الأرض حتى يحصل ثمرته، ويسوقها، لا توجد رعاية بهذا الشكل، لماذا؟ لأنه يكون بعض الشركات الأجنبية، وبعض الدول الأجنبية، تعمل رشاوى كبيرة.. رشاوى كبيرة لمسؤولين معينين، وحاول يضرب هو، يساعد في ضرب الناتج المحلي، ويستورد منتجات من البلدان الأخرى، في الأخير: زراعة التفاح، زراعة هذه الحمضيات بشكل عام، زراعة البُن، زراعة أشياء كثيرة، تكون معرضة للتلاشي، ليبقى الناس في الأخير سوقاً استهلاكية، ولا حتى الخضرة، أو الفاكهة لا تعد تحصلها من بلادك.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه–سورة البقرة ــ الدرس التاسع/ص:21-
(11)
لا نستطيع أن نقف على أقدامنا إذا الجانب الاقتصادي منهار
الإنسان إذا كانت معيشته صعبة، المجتمع إذا كانت معيشته قلقة، يكاد هذا هو ما يصرفه حتى أن يرجع هو نفسيا إلى الله، منشغل بكيف يوفر لأهله القوت، كيف يوفر لأسرته حاجياتهم، ولا يفكر بأن يستمع إلى مواعظ إلى أن يهتدي إلى أن يحضر إلى مجلس علم، أو يحضر إلى مدرسة يستفيد منها، بل تأتي لتعظه وذهنه مشغول، ذهنه مشغول، تأتي الأمة في زمن كزماننا هذا، فترى أعداءها يهددونها وترى الضربات داخلها هنا وهناك، ثم ننظر إلى أنفسنا فإذا بنا لا نستطيع أن نقف على أقدامنا، الجانب الاقتصادي لنا منهار.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه–معرفة الله ــ وعده ووعيده ــ الدرس الرابع عشر/ص:6-
(12)
وعن خطورة الاستيراد لما كنا ننتجه وأصبحنا نشتريه من الخارج وخاصة المحاصيل الزراعية، حتى العدس والفاصوليا والقمح والذرة من استراليا نستوردها من الصين وغيرها؛ وبلادنا بلدة طيبة سخر الله لنا فيها أرضاً صالحاً للزراعة.
وفي إطار هذا الموضوع هناك ثمة كلام مهم جداً للشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في محاضرة يوم القدس العالمي رقم (1) صـ (20) يقول فيه ما يلي:
«تجد وزارة الزراعة في أي بلد عربي هي أحط الوزارات، وأقل الوزارات نشاطاً.. في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة، ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من استراليا ومن الصين وغيرها؟ واليمن يكفي لو زُرع لليمن ولغير اليمن، لماذا يستورد اليمنيون كل شيء مما هو خاضع لهيمنة أمريكا وإسرائيل»؟
(13)
وهنا نجد الشهيد القائد يربط قضية الاكتفاء الذاتي بكمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط بالجانب الاقتصادي، وله كلام غاية في الأهمية في الدرس الثاني من مكارم الأخلاق صـ (3) يقول فيه الشهيد القائد -رضوان الله عليه- ما يلي:
«كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط به تماماً ارتباطا كبيراً، الاهتمام بالجانب الاقتصادي؛ ستكون الأمة التي تريد أن تنطلق في مواجهة أعدائها، وأن تقف مواقف مشرفة في مواجهة أعدائها قادرة على ذلك؛ لأنها مكتفية بنفسها في قوتها الضروري، في حاجاتها الضرورية».
(14)
من المعلوم أن البلدان والشعوب التي تعتمد على نفسها في توفير الغذاء من خلال الاكتفاء الذاتي، تبقى شعوباً ودولاً عصية على الكسر والهيمنة والاحتلال والمؤامرات الخارجية.
ولقد كان الشهيد القائد -رضوان الله عليه- يرى في وضع بلادنا ويشاهد في الأسواق أن المحاصيل الزراعية التي يأكل الشعب منها ويعتمد عليها في طعامه كلها مستوردة من الخارج؛ ويتحدث متحسراً وموجوعاً من عدم تساؤل أبناء الشعب والعقلاء فيه بشأن هذه المشكلة التي تهدد اليمن واليمنيين وتجعلهم في يد العدو، مدركاً بل وهو على يقين أن هذا الوضع يندرج ضمن استراتيجية أمريكا في إخضاع الشعوب، ومنعها من القدرة على اتخاذ أي موقف تجاه كرامتها وتجاه ثرواتها أو مقدساتها.
لنتوقف معاً على هذه التساؤلات التي أطلقها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- في إطار تحركه ونشاطه بهدف التوعية والاستنهاض للشعب وللأمة حيث يقول الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-في الدرس الثاني من دروس في ظلال دعاء مكارم الأخلاق صـ (3) ما يلي:
«ومن العجيب أن توجهنا الآن أصبح إلى أنه ماذا يمكن أن يبني في مجال توفير خدمات: كهرباء، صحة، مدارس، ولا نقول لأنفسنا لماذا؟ لماذا نحن نرى قوتنا كله ليس من بلدنا؟ لماذا لا تهتم الدولة بأن تزرع تلك الأراضي الواسعة، أن تهتم بالجانب الزراعي ليتوفر لنا القوت الضروري من بلدنا؟ لا نتساءل، بل الكل مرتاحون بأن -الحَب: القمح- متوفر في الأسواق، ويأتي من استراليا، ويأتي من بلدان أخرى، وكأن المشاريع التي تهمنا هي تلك المشاريع»!
(15)
(المشكلة الاقتصادية) كلها من عند القائمين على الناس
المشكلة كلها من عند القائمين على الناس، من عند من يحكمون الناس، هم الذين يكونون بشكل يجعل الفساد ينتشر فتقل البركات، تكون خططهم الاقتصادية فاشلة، ليس عندهم اهتمام بالناس، ليس عندهم خبرة في رعاية الناس، لا تربوياً، ولا غذائياً، وإلا فالله سبحانه وتعالى قد جعل الأرض واسعة، جعلها واسعة، ثم إنه بالنسبة للشعوب، بالنسبة للأمم، غير صحيح أنه إذا ازدحم الناس، أصبح شعب من الشعوب، عدده عشرون مليوناً شعباً ضعيفاً. لا.
بل يقولون فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي: إن الشعوب الكبيرة تصبح هي سوق، هي سوق لنفسها، سوق استهلاكية هي، إذا أنت شعب صغير مثلاً عدده مليون أو مليونان ونصف، وعندك قدرات رأس مالية، عندك أفراد لديهم رؤوس أموال كبيرة، يُصَنِّع قليلاً واكتفى السوق التابع له، يحتاج يحاول كيف يبحث عن أسواق أخرى، لكن لاحظ -الصين- مثلاً مما ساعد الصين على نهوضها ما هو؟ سوق عالمية في نفس البلد، مليار وزيادة يعني: سوق استهلاكية كاملة، تنهض الشركات، وتنهض المصانع، وتنهض رؤوس الأموال، وتحرك رؤوس الأموال بشكل كبير.
الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-.
-سورة البقرة ــ الدرس التاسع/ص:6-

*باحث في الشؤون الاقتصادية

قد يعجبك ايضا