الظرافي أكثر من ملعب

د. محمد النظاري

 

من شاهد ملعب الظرافي وما وصل إليه من حال، لا بد أنه قد حزن عليه، فالظرافي أكثر من ملعب بالنسبة للرياضيين، ليس فقط في أمانة العاصمة، بل لكل المحافظات.
ظل ملعب الظرافي في التحرير رمزا رياضيا، شهد نجومية العديد من اللاعبين في مختلف الأندية، وكانوا يمثلون اليمن في مختلف المنتخبات الكروية بمختلف الفئات العمرية.
مدرجات الظرافي تجمع الصغير المرافق لوالده وكبار السن الذين اعتادوا للمجيء إليه منذ كانوا صغارا، وتكونت لدى الجميع ذكريات جميلة.
على الصعيد الشخصي، لي في ملعب الظرافي ذكريات لن أنساها في تحكيم العديد من المباريات، على مستوى الساحة والحكم المساعد، ومنها مباريات حاسمة تم تتويج بعضهم فيها بالدوري والكأس، فكانت دموع الفرح على وجوه اللاعبين، ومباريات انتهت بهبوط فرق سقط لاعبوها على الأرض من شدة الحسرة، ومباريات لم تنتهي لاعتداء اللاعبين علينا كطاقم تحكيم، من المدرجات كنا نتلقى التحية من البعض والحجار والشتم من البعض الآخر، ومع هذا فإن هذه الذكريات لا تنسى بحلوها ومرها.
تحول الظرافي من التصحر للحلة الخضراء التي اكتساها بالعشب الصناعي، بدعم من صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، والمجلس المحلي بأمانة العاصمة، مما جعله في أحسن مظهر.
مع عودة اللون الأخضر للملعب، وجب زيادة الاهتمام به ورعايته، وحصر استخدامه فيما خصص له العشب الصناعي، حتى يبقى في خدمة اللاعبين للسنوات الافتراضية التي حددها المصنع له.
ما شاهدناه في ملعب الظرافي، متى سنشاهده في ملعب الكبسي بإب؟ فهو يحظى بنفس الرمزية التي يحظى الظرافي، ومنه عرفنا النجوم في أندية إب والمنتخبات.. نتمنى أن نرى ذلك قريبا.

قد يعجبك ايضا