الثورة نت../ وكالات
مع دخول الحرب العدوانية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة ، يومها الـ246 على التوالي أقدَمَ جيش العدو الصهيوني الإرهابي على ارتكاب مجزرة مروّعة بحق المدنيين الأبرياء، تركّزت في مخيم النصيرات للاجئين، وامتدّت إلى باقي مناطق المحافظة الوسطى، وأدّت إلى ارتقاء وإصابة المئات من الشهداء والجرحى، وتدمير أحياء سكنية في تصعيد متوحّش لحرب الإبادة التي ينفّذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ففي نية مبيتة لكيان العدو الصهيوني بارتكاب مجازر همجية ضد المدنيين الآمنين في منازلهم وفي مراكز النزوح نفّذ جيش العدو اليوم السبت، مجزرة جديدة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، بعد أن حول ساحات المخيم وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب تزامناً مع قصف جوي ومدفعي وتسلل لقوات خاصة صهيونية داخله، في حدث غير اعتيادي عايشه السكان.
وعمد جيش العدو الصهيوني خلال العملية إلى إبادة كل مَن يتحرك من المدنيين لتحقيق صورة إنجاز يستثمرها نتنياهو في السياسة، فيما تحاول وسائل الإعلام ووكالات الأنباء إغفال المجزرة المرتكبة بحق المدنيين، بالتوازي تتصدى المقاومة لقوات العدو الصهيوني على محاور القتال في غزة وجبهات الإسناد وتكبّدها خسائر فادحة في العديد والعتاد.
وبمشاركة أمريكية شن جيش العدو العدوان الوحشي من خلال عشرات الطائرات الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية بينما تقوم الدبابات في ذات الوقت بقصف منازل المواطنين الآمنين .
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس تعليقا على استعادة الكيان الصهيوني أربعة من أسراه: إن المقاومة ما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها من الأسرى الصهاينة وهي قادرة على زيادة غلتها منهم.
وأكدت الحركة في بيان عبر قناتها في “تلغرام”، أن “ما كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية وصهيونية حول مشاركة أمريكية في العملية الإجرامية التي نفذت اليوم، يثبت مجددا دور الإدارة الأمريكية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة، وكذب مواقفها المعلنة حول الوضع الإنساني، وحرصها على حياة المدنيين”.
وأضاف البيان: “ما أعلنه جيش الاحتلال النازي، من تخليص عدد من أسراه في غزة، بعد أكثر من ثمانية أشهر من عدوان استخدم فيه كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجية، وارتكب خلاله كل الجرائم من مجازر وإبادة وحصار وتجويع لن يغير من فشله الاستراتيجي في قطاع غزة، فمقاومتنا الباسلة لا زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها، وهي قادرة على زيادة غلتها من الأسرى كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفذتها في مخيم جباليا في نهاية الشهر الماضي”.
وشددت حركة حماس على أن المقاومة الباسلة سطرت، ومن خلفها الشعب الفلسطيني الصامد، أروع البطولات في معركة تصديها للعدوان الهمجي الصهيوني، المدعوم من قوى الشر والعدوان، وأخذت على عاتقها، مواصلة طريقها بكل إصرار وتحدي حتى دحره، وإفشال أهدافه.
هذا وأعلنت كتائب القسام عن مصرع عدد من الأسرى الصهاينة المحتجزين في قطاع غزة أثناء العملية التي نفذها جيش العدو الصهيوني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، في بيان صحفي نشره على منصة “تيليغرام” تعليقا على تحرير أربعة رهائن صهاينة كانوا محتجزين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة: إن جيش العدو الصهيوني “تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية”.
واعتبر أن ما نفذه جيش العدو في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة هي “جريمة حرب مركبة وأول من تضرر بها هم أسراه”.
وأضاف: إن العملية “ستشكل خطراً كبيراً على الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم”.
ووفق ما رشح عن وسائل إعلام العدو الصهيوني، فإن خلية أزمة أمريكية كانت شريكة مع العدو الصهيوني في تجميع المعلومات عن الأسرى وإدارة الهجوم الدامي للإفراج عنهم.
وفي هذا الصدد يشير محللون عسكريون إلى أن من أهداف إنشاء الميناء العائم (الذي أقامه الجيش الأمريكي) والذي تم توظيفه في عملية النصيرات، وقد تم إعلان إعادة صيانته بالأمس، تؤكد أنه تم توظيفه لتدشين هذه العملية، ما يعني شراكة أمريكية كاملة في التخطيط والتنفيذ؛ ولعله يفتح مساراً جديداً للمقاومة الفلسطينية في التعامل الواضح والمعلن مع هذا الميناء بعد أن كان الأمر ظاهره إغاثياً دون إثبات عكس ذلك (أمام المجتمعات)، وهي فرصة ثمينة لكشف ادعاءات إدارة بايدن وتعريتها.
وتعليقا على ذلك أفاد موقع أكسيوس -نقلا عن مسؤول بالإدارة الأمريكية- أن ما وصفها بخلية المختطفين الأمريكية في الكيان الصهيوني ساعدت في إعادة المحتجزين الأربعة.
من جهتها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي -لم تسمّه- قوله: إن خلية أمريكية في “إسرائيل” ساهمت في العملية مع جيش العدو الصهيوني.
ولم يستبعد مدير مكتب “الجزيرة” وليد العمري أن تكون الولايات المتحدة قد ساعدت في استعادة المحتجزين الأربعة.. وقال: إنه منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة استقبلت “تل أبيب” جنرالات أمريكيين مدربين كانوا قد خاضوا المعارك في الفلوجة والموصل بالعراق، وأشرفوا ووجهوا الطواقم الصهيونية خلال حرب غزة.
ورغم أن العدو الصهيوني لم يعلن أنه تلقى دعما أمريكيا من أجل استعادة أسراه، فإن المسؤولين الأمريكيين، السياسيين والعسكريين، سبق لهم وأن أعلنوا أنهم سيساعدون الكيان الصهيوني في الوصول إلى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وذكرت مواقع صهيونية أن مسؤولا أمريكيا وصل أمس “تل أبيب” لمتابعة العملية.. وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاؤه لحظة تنفيذ العملية.
وتعليقا على ما تم الإعلان عنه من قبل العدو الصهيوني بشأن تحرير أربعة أسرى أحياء كانوا داخل مخيم النصيرات قلل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي من أهمية العملية الصهيونية وقال: إنه بعد 246 يومًا من الحرب، يحاول العدو الصهيوني تقديم صورة نصر للداخل الصهيوني.
واستبعد اللواء الصمادي، في حديث متلفز، أن تؤثر عملية استعادة أربعة محتجزين على المقاومة.. مضيفا: “حتى لو بقي عشرة جنود من جيش الاحتلال من ضمن الأسرى ستكون هناك ورقة ضغط بيد المقاومة للتفاوض عليهم”.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل بسام المناصرة أنه من المبكر الحديث عن تفاصيل الحدث في النصيرات، بخصوص ما أعلنه العدو الصهيوني عن تحرير أربعة من أسراه، ذلك أن المقاومة لم تقل كلمتها بعد، ولم تعلن روايتها التي بالتأكيد ستكون لديها تفاصيل عدة، ويشير إلى أن الحدث يضعنا أمام عدة دلالات.
ويشدد المناصرة في تصريحات صحفية، على أن ما جرى نقطة في سجل معركة مفتوحة، ولا يمثل إنجازاً نوعياً لجيشٍ يمتلك أعتى أسلحة القوة والمدعوم من أجهزة الاستخبارات العالمية، أمام مقاومة محدودة القدرات ومن الإجحاف عقد هذه المقارنة.