قبل أيام تابعنا سجالاً إعلامياً افتقد لأخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية وللأسف أن على رأسه من يفترض أنهم قادة رياضيون لكنهم كانوا صغاراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهذا الأمر جعلنا نعيد ما طرحناه وما نطرحه دوماً عن حاجتنا لميثاق شرف إعلامي رياضي يحدد إطارا لكل ما نطرحه، ليس في موضوع حرية الكلمة ولكن في الكلمة نفسها التي يجب أن تكون في حدود الأخلاقيات المهنية.
الأهم من وجهة نظري أن ما وصلنا إليه من تدهور في جانب الإعلام الرياضي هو غياب كيان إعلامي رياضي يكون هو الناظم للعمل من خلال لوائح وميثاق شرف إعلامي ومدونة سلوك لأخلاقيات المهنة، ومن هنا يجب علينا جميعا كإعلاميين رياضيين أن نسعى الآن لأن يكون لدينا كيان إعلامي رياضي مستقل بعيدا عن الوصاية من أي كان، سواء وزارة الشباب أو الإعلام أو حتى نقابة الصحفيين أو اتحاد الإعلاميين.. وهذه دعوة لكل الزملاء أن يهتموا بهذه القضية ويعيروها الاهتمام الكافي بحيث نعمل على هذا الموضوع بكل جد واجتهاد والعمل على تأسيس كيان حر يعيد الاعتبار للإعلام الرياضي ومهنيته ومكانته ومصداقيته ويكون له دور فاعل في تطوير الرياضة كشريك وليس تابعا، وأنا متأكد أننا سنحصل على كل حقوقنا المهدورة والقضية مطروحة للنقاش مع رجائي من الجميع أن يتفاعلوا وأن لا نظل ننفخ القربة المقطوعة.
وبالتأكيد أن قضية الإعلام الرياضي في اليمن يجب أن تعود إلى واجهة الاهتمام من قبل الإعلاميين الرياضيين باعتبارها القضية المحورية لعملهم، لكن ما يحدث من الزملاء الإعلاميين يجعلني أخشى كثيرا على ضياع حقوقنا كإعلاميين وصحفيين رياضيين، لأننا نساهم في هذا الضياع بتنازلنا عن هذه الحقوق لمصلحة أناس آخرين، بعضهم لا ينتمي إلى الإعلام الرياضي بتاتا، حيث استغلوا تساهلنا وركودنا وملأوا المكان بمساعدة مسؤولي وزارة الشباب والرياضة الذين اغلقوا اتحاد الإعلام الرياضي ودمروه لأنهم يريدونه هكذا.
طبعاً خلال الفترة الماضية تم تأسيس جمعية للإعلام الرياضي على أساس أنها مستقلة وبعيدة عن التبعية لأي جهة حكومية أو نقابة الصحفيين أو اتحاد الإعلاميين، لكنها في نهاية الأمر وقعت في الفخ ولم تقدم للإعلاميين الرياضيين أي شيء واستغلها البعض لتحقيق أهداف شخصية وهنا تكمن المشكلة، بل الكارثة وأصبح الإعلامي الرياضي بين اتحاده المنقسم والغائب وبين جمعية خاصة، وضاعت حقوقه تماماً.
من وجهة نظري المتواضعة أن الإعلام الرياضي أحد الأسباب الرئيسية في ما وصلت إليه الرياضة من تدهور ودمار وضياع وتسلط قيادات عمياء صماء لا تفهم شيئاً على مقاليد الرياضة وأصبحت تقودها نحو الهاوية مع احترامي وتقديري لكل وجهات النظر، إلا أن وجود أشخاص على مهنة الإعلام الرياضي وتسلط وزارة الشباب والرياضة عليه أفقده دوره وقيمته وتأثيره في الواقع بل إن بعض الدخلاء عليه أصبحوا لعبة في أيادي المسؤولين في وزارة الشباب والاتحادات يحركونهم متى شاءوا وكيفما أرادوا، ليدافعوا عنهم وعن فسادهم وتدميرهم للرياضة.
ربما نتفق على أن وجود إعلام رياضي قوي يخلق رياضة قوية والعكس هو الصحيح، فرياضتنا التي تعاني الكثير من الإهمال الرسمي الذي جعل الرياضة في آأخر سلم الاهتمامات الحكومية بسبب ضعف الإعلام الرياضي وغيابه، إلا من التجاذبات بين الإعلاميين الرياضيين أنفسهم وانقسامهم، والقضية الأهم هي تأسيس كيان مستقل يحافظ على حقوقناً وأن لا نترك الموضوع لاجتهادات تضيع معها أخلاقيات العمل الإعلامي ومهنيته وأتمنى أن تصل الرسالة وأن لا نبقى ننفخ في قربة مقطوعة.