قمة البحرين شاهد آخر على هوان الزعماء العرب!!

يحيى يحيى السريحي

 

عقدت القمة الثالثة والثلاثون للرؤساء والملوك والأمراء والشيوخ العرب في مملكة البحرين لتنتهي مخرجات تلك القمة برسالة مطمئنة لإسرائيل مفادها، لا تخافي ولا تحزني فما زلنا منقسمين ، متشرذمين ، سامعين لأسيادنا من الغرب والأمريكان طائعين مطيعين ، فاعبثي وتعربدي يا إسرائيل كما تشائين ، اقتلي من الشعب العربي الفلسطيني ما أردت ، وارتكبي من الجرائم ومجازر الإبادة الجماعية كما تشائين ، وانتهكي السيادة المصرية واجتاحي رفح متى أردت ، فنحن زعماء وقادة العرب قد صدق فينا قول الشاعر أبي الطيب المتنبي : مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ .. ربما قد كان هناك هاجس عند بعض من تبقى من المتفائلين من الجماهير العربية – وهم قليل – أن تتغير مخرجات القمة، ولو شكلا يرعد القادة العرب إسرائيل ويبرقوا، وليس بالضرورة يمطروا ، لا سيما بعد طوفان الأقصى الذي أظهرت فيه المقاومة الحماسية إسرائيل بأنها نمر من ورق ، وأظهرت القوة اليمنية التي ساندت غزة واهل غزة ورجال المقاومة في غزة بأن أمريكا ونسرها تؤكل (بضم التاء) ولا تأكل (بفتح التاء) وهي اضعف من بيت العنكبوت ، كان المتأملون في القمة – ولست منهم – يعتقدون أن القمة ستركز على العدوان الصهيوني الغاشم على غزة وأشكال الدعم الواجب تقديمه لأهل غزة ، وكيفية كسر الحصار اليهودي الصهيوني عليها ، وأن تكون القمة العربية أشبه بمؤتمر للمانحين لمساعدة ونصرة غزة ماديا وسياسيا وعسكريا وإعلاميا ، بيد أن تلك القمة قد أسقطت آخر حبة من ورق التوت في شجرة الزعماء والملوك الذين لا رجاء فيهم يرتجى ، ولا خير فيهم يؤمل ، قمة البحرين بيانها الختامي كباقي القمم السابقة ندين بأشد العبارات ، ونشجب ، ونستنكر ، وندعو ، ونطالب ، كلمات وجمل قد أصابنا الغثيان من كثرة ترديدها في كل قمة ، كلمات قد حفظها الجنين العربي في بطن أمه قبل أن يولد ويتمنى أن لا يولد ؟! ولكن الأمل في الله معقود ثم في رجال المقاومة في محور المقاومة من غزة وحتى لبنان والعراق وكل فلسطين ، من اليمن وسوريا وكل بلد حر يولد فيه أحرار ، ستطهر الأرض العربية من كل الأنجاس الصهاينة ، ومن كل البغال والحمير العميلة للغرب والأمريكان ، وان غداً لناظره لقريب .
اشتملت على اليأس القلوبُ
وضاق لما به الصدر الرحيبُ
وأوطأت المكاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر وجها
ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاك على قُنوط منك غَوثٌ
يمن به اللطيف المستجيبُ
وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول بها الفرج القري

قد يعجبك ايضا