تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني

يكتبها اليوم / وديع العبسي

 

 

عبثاً تستمر أمريكا في دوامة المحاولات الفاشلة لإخضاع اليمن، ومن حيث لا تعلم عزز توجهها هذا من وحدة الصف اليمني بصورة غير مسبوقة.
وفي النظر فقط إلى استمرار هذه الحيوية في الخروج المليوني كل أسبوع ما يكفي لأن يبث القناعة بأن التصعيد بأي شكل من الأشكال أصبح ورقة مهترأة لا يمكنها إحداث أي اختراق في جدار ثبات اليمنيين على مبادئهم الدينية والأخلاقية.
عشية الخروج في جمعة «مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات»، خابت الهجمات الأمريكية البريطانية في إرهاب اليمنيين رغم ما أسفرت عنه الغارات من سقوط للشهداء والجرحى، ليخرجوا بذاك الشكل الهادر في مظاهرات مليونية غاضبة ورافضة للسياسة الأمريكية التي تنكر على الآخرين حماية ثوابتهم، وتطالبهم فقط بالسمع والطاعة.. أمريكا التي تمنح نفسها حق وضع السياسات الدولية وشكل العلاقات البينية، بل وحتى تمنح نفسها الحق في تصنيف دول العالم تبعاً لمستوى التبعية الذي تبديه هذه الدول للبيت الأبيض.
المسيرات التي جاءت بعد ساعات من الهجمات الأمريكية البريطانية عززت العدائية لثالوث الشر، كما عززت القناعة بوجوب الانتقام، بما يعني أن المعركة مع المعتدين قد تستمر حتى يتم أخذ الثأر سواء بشكل مباشر على يد المقاتلين اليمنيين أو بأحكام تصدُر عن المحاكم الدولية إن ظننا فيها خيرا وتحررت من الارتهان لواشنطن.
عززت أمريكا بهذه العربدة العبثية من وحدة الهتاف اليمني ضد التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة واستمرار نهب ثرواتها، ومع هذا الالتفاف الكبير يتعثر على واشنطن حتى اليوم استبيان الرؤية الصحيحة في التعامل مع اليمن لتعود إلى نفس المحاولات اليائسة من التصعيد وإطلاق البيانات العنيفة التي فقدت أثرها منذ عقد من الزمن.
وبما هي عليه اليوم، صارت أمريكا أقرب إلى الانتحار والتلاشي بعد أن وصل وجع ضربات القوات المسلحة إلى مجلس الشيوخ، ليس فقط كنتاج لمستوى الأثر التدميري وإنما على مستوى انهيار الهيبة، وربما ما تلقته المقاتلة الأمريكية التي طالما أرعبت الدول «ايزنهاور» بعد ساعات قليلة من القصف الأمريكي البريطاني فجر الجمعة خير مثل، وشاهد حي على التدهور العظيم الذي وصلت إليه واشنطن بسبب استمرار عقدة التفوق التي صارت وهماً لا يزال الأمريكي يتشبث به.
أما على صعيد العودة إلى الاستهداف في القطاع الاقتصادي، فإن لكل فعل رد فعل، وما صدر عن البنك المركزي اليمني من قرارات، واستنفار القوات المسلحة لقول كلمتها في الدفاع عن مصالح الشعب اليمني إنما هي حقوق طبيعية، لا يمكن للهوامش إنكارها.
كما أنه لم يعد بمقدور غرف الرصد حرف الخروج اليمني المليوني عن مقاصده الحقيقية، وهي رفض وردّ أي عدوان أكان عسكرياً أو من خلال سياسات التضييق، ويندرج ضمن العدوان، تبني الموقف المعادي ضد الشعب اليمني بسبب موقفه الثابت من استهداف الشعب الفلسطيني في غزة.

قد يعجبك ايضا