الثورة /إبراهيم الوادعي
تتصاعد العمليات العسكرية اليمنية في المرحلة الرابعة خلال أيام فقط نحو 9 سفن بالإضافة إلى مدمرتين أمريكيتين استهدفتهما القوات المسلحة اليمنية، وهو رقم يتسارع كل يوم مع اتساع قائمة الأهداف في المرحلة الرابعة. تشمل المرحلة الرابعة بالإضافة إلى السفن الإسرائيلية والأمريكية ضمن المرحلتين الأولى والثانية في نوفمبر 2023م أطلقت البحرية اليمنية المرحلة الأولى ضمن جدول عمليات الحصار البحري على لعدو الإسرائيلي، وشملت منع السفن الإسرائيلية من العبور عبر باب المندب.
في 19 نوفمبر 2023م، انطلقت المرحلة الأولى من عمليات الحصار البحري اليمني على الكيان الصهيوني، في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وشملت الاستيلاء ومنع السفن الإسرائيلية سواء كانت هذه السفن مملوكة أو مستأجرة بشكل رئيسي من قبل النظام الصهيوني أو التجار الصهاينة. وكان أشهر ما حدث في هذه المرحلة هو الاستيلاء على سفينة “جالاكسي رايدر” وهي أول سفينة يتم الاستيلاء عليها.
ومع إصرار العدو الصهيوني على استمرار الحرب على قطاع غزة وفرض المجاعة هناك، في 10 ديسمبر أعلنت القيادة السياسية توسيع الحصار ليشمل جميع السفن التي تحركت من فلسطين المحتلة أو التي تتجه نحو موانئ فلسطين المحتلة، وفي هذه المرحلة تم استهداف السفن التي لم تكن مملوكة أو مستأجرة للصهاينة، ولكن كانت وجهتها أحد موانئ فلسطين المحتلة وكانت حمولتها للصهاينة.
وفي 12 يناير 2024 م دخلت المرحلة الثالثة من الحصار البحري على الكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ على خطوتين، فتم إدخال السفن الأمريكية والبريطانية تحت قائمة الحصار اليمني مع شن الدولتين عدوانا على اليمن، وأخذهما البحر الأحمر رهينة بيدها إما أن تمر سفن إسرائيل أو المتجهة إليها أو يغلق البحر أمام الجميع في محاولة لصنع تبرم دولي ضد اليمن،غير أن التوضيح اليمني افشل المساعي الأمريكية والبريطانية، ومن على منبر مجلس الأمن سمعت الدولتان توضيحا بأن الحصار البحري اليمني مرتبط بما يجري في غزة، وان وقف العدوان على غزة هو الحل وليس الذهاب إلى تشكيل تحالفات تهدد حركة التجارة الدولية والخطوة الثانية ضمن المرحلة الثالثة شملت توسيع منطقة العمليات إلى المحيط الهندي في منتصف مارس 2024م، بنفس قائمة الأستهدافات ضمن المراحل الثلاث الأولى وفي منتصف مايو أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي دخول الحصار البحري مرحلة رابعة مع إصرار العدو الصهيوني على حربه على غزة ونيته اجتياح رفح، وهنا توجد ملاحظتان في المرحلة الرابعة، الأولى : اتساع قائمة السفن التي سيتم استهدافها لتشمل سفن الشركات المستمرة في تعاملها مع الكيان الصهيوني .
الثانية : دخول كامل مياه المنطقة العربية في ميدان عمليات الحصار البحري اليمني، وثالثا: تزخيم الحصار إذا ما انضمت المقاومة العراقية عبر ميدانها القريب من المتوسط إلى عمليات الحصار البحري اليمني. وواقع الآن يمكن القول أن العدو الصهيوني تحت حصار بحري كامل، وان نسبة الأضرار الاقتصادية سترتفع مجددا على الكيان بنسبة 20 في المائة وفق توقع اقتصاديين وبالفعل شركةُ الأغذيةِ الإسرائيلية «ليمان شليسل» أعلنت الأحد الماضي رفعَ أسعارِ الكثيرِ من السلع بنسبٍ متفاوتةٍ تصل إلى عشرين في المائة. – أين تحالف الازدهار ؟ويذهب السؤال هنا مالذي تبقى لتحالف حارس الازدهار أن يفعله مع توسع الحصار اليمني، والإجابة تأتي من صحيفة واشنطن بوست التي قالت في عددها الصادر الاثنين الماضي عن تحالف الازدهار تحول اكبر فشل أمريكي منذ عقود، وأن العملية برمتها أساءت إلى القدرات العسكرية الأميركية وهيبة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مسبوق، وهي تدفع دولا في مناطق أخرى من العالم – في إشارة إلى الصين التي اطلقت مناورات كبيرة باتجاه تايوان- تدفعها إلى أن تتجرأ على الولايات المتحدة واتخاذ مواقف لم تكن لتجرؤ على اتخاذها قبل ما حصل في مواجهة اليمنيين وعمليات تحالف الازدهار. – ماذا عن مهمة اسبيدس الأوروبي ؟وضع التحالف الأوروبي في البحر الأحمر ليس بأفضل من حال التحالف الأمريكي البريطاني، صحيفة دير شبيغل الألمانية ذكرت في الـ 6 من مايو الحالي، أن قائد المهمة الأميرال فاسيليوس جريباريس أكد عدم قدرتهم على الاستمرار في حماية السفن في البحر الأحمر من العمليات اليمنية بعد 3 اشهر من انطلاق العملية في البحر الأحمر .
وقالت الصحيفة إنه بعد مرور ثلاثة أشهر على إطلاق مهمة الاتحاد الأوروبي اسبيدس، لم يعد لديها ما يكفي من السفن الحربية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر. وحصلت الصحيفة الألمانية الشهيرة، على معلومات خاصة، تقول فيها إن الأميرال فاسيليوس جريباريس، قائد عمليات المهمة، “حذر بشكل عاجل في اجتماع سري في بروكسل نهاية أبريل الماضي من أنه بعد انسحاب الفرقاطة الألمانية “هيسن” لم يعد لديه سوى ثلاث سفن حربية تحت تصرفه للأشهر المقبلة، ولم يعد قادراً على القيام بمهمة حماية السفن. وبهذا الأسطول الصغير يمكنه مرافقة أربع سفن تجارية كحد أقصى يوميًا عبر مضيق باب المندب قبالة الساحل اليمني. ومع ذلك، فهو يحتاج لمهمته إلى عشر سفن حربية على الأقل، كما أن الدعم الجوي من طائرة بدون طيار أو طائرة دورية بحرية ضروري أيضًا.” وأشارت الصحيفة إلى أن “الخطر الناجم عن هجمات الحوثيين أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى، وفق قوله.
وقالت دير شبيغل، من غير المرجح أن يتلقى القائد اليوناني سفنًا إضافية. – تأثير مراحل الحصار على إسرائيل إسرائيليا، أفضت المرحلتان الأولى والثانية إلى تعطيل ميناء إيلات بشكل كامل، وخلق ارتفاع مضطرد في الأسعار، وضغط على الشركات الصهيونية لخفض عامليها المباشرين أو رفع أسعارها مع تقليص قاعدة المستهلكين والمستفيدين من أنشطتها، وبالتالي ارتفاع نسب البطالة وتقلص أرباح القطاع التجاري. ووفق مؤشرات من داخل الكيان الصهيوني تدفع المرحلتان الثالثة والرابعة حاليا إلى هجرة لكبريات الشركات الاستثمارية والمتوسطة والصغيرة غير الإسرائيلية وبحسب دراسة بحثية حديثة نشرتها صحيفة هآرتس في عددها الصادر في التاسع من شهر مايو الجاري أن هذه الهجرة غير مسبوقة وإن استمرت فستفضي إلى تحطيم الاقتصاد الإسرائيلي مع استمرار الحرب على غزة شركة Chain Reaction واحدة من نماذج كبريات الشركات الاستثمارية غادرت تل أبيب في الثاني والعشرين من مايو الجاري، قالت إنها أن وصلت إلى النقطة التي ستلاقي فيها الإعدام إن هي بقت وفريق عمل الشركة في الأرض المحتلة وقال ألون ويبمان – الرئيس التنفيذي للشركة: (أفضل شيء تريد القيام به عندما يكون لديك فريق عظيم هو أن تمتلك مصيرك. وهذا هو ما نحن فيه. «لقد وصلنا إلى النقطة التي أصبح فيها الإعدام هو الملك بالنسبة لنا. سنقوم بالتنفيذ. سنكون الشركة الضخمة التالية التي ستخرج من إسرائيل) وقامت شركة Orbotech الإسرائيلية بإلغاء أكثر من 100 وظيفة وتسريح كبار الموظفين وتسريح 130 عاملا وارجأت هذه الشركة الأسباب لانغلاق أسواق مبيعاتها في الأرض المحتلة وتحدث تقرير اقتصادي نشرته صحيفة غلوبس الإسرائيلية الثلاثاء إلى أن الوتيرة تتسارع في تحويل الاستثمارات والأموال الإسرائيلية إلى الخارج وأن نسبة التعرض للأصول الخارجية من قبل المؤسسات المالية التي تدير المدخرات العامة قد وصلت إلى 42% ومرشحة للزيادة وانخفض النشاط الاستثماري بنسبة تصل تقريبا إلى 75% خلال مايو الجاري بعد أن كان 67.9% نهاية مارس الماضي كما انخفض النشاط الصناعي الإسرائيلي بشكل كبير وتكبد الاقتصاد خسارة وصلت إلى أكثر من 25 مليار شيكل بحسب تقرير لبنك إسرائيل، يقابله نسبة ارتفاع الإنفاق الحكومي إلى 83.7% بسبب نفقات الحرب على غزة والتعويضات المقدمة للشركات والأسر المتضررة من المستوطنين. والى جانب الكيان الصهيوني فهناك القطاعات الاقتصادية في بريطانيا خاصة والتي تأثرت بدخول السفن البريطانية والأمريكية ضمن القائمة، وفرض إغلاق طريق البحر الأحمر أمام حركة الشحن إلى بريطانيا تحديدا ارتفاعا في الأسعار والطاقة .