الثورة /
مئات الآلاف من الفلسطينيين يتكدسون في بقعة جغرافية ضيقة بفعل سياسة التهجير القسري التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في قطاع غزة قبل شهر من بدء فصل الصيف، ومع انقطاع الكهرباء بشكل كامل، تبدو خيام النازحين والمنازل كأفران ملتهبة.
وهنا، لا يجد النازحون متنفساً إلا البحر يهربون إليه، لعلّ ماءه يلطّف حرّ أجسادهم، ولعلّ نسيمه يخفف من أوجاع قلوبهم التي أثقلتها الحرب.
يكتظ شاطئ البحر من النصيرات ودير البلح في وسط القطاع، إلى خان يونس جنوباً، بالنازحين الباحثين عن فسحة من الحياة وسط ضجيج الحرب والموت.
نساء ورجال وأطفال يستجمّون في مياه البحر، في ظل الحرّ اللاهب، وآخرون يجلسون قبالة الشاطئ يسترقون لحظات من حياة.
ورغم هذا، تنغّص زوارق الاحتلال وبوارجه الحربية صفو النازحين بإطلاق كثيف للرصاص، وأحياناً يطلقون القذائف.
وبرغم حمم القصف، يصرّ أهل غزة على الصمود، وكلّهم عزم على مواجهة الاحتلال لينتزعوا حقّهم في الحياة.