الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الصحافة الرياضية

د. جابر يحيى البواب

 

ما أكثر الصادقين الشرفاء وما اقل الكاذبين الخبثاء وإن كثرت صفحاتهم الصفراء وفضائحهم السوداء، فلن تجد لهم ذكراً طيباً ولن تجد لهم سيرة عطرة ولن تجد لهم مكاناً بين الشرفاء، منبوذين في الماضي والحاضر والمستقبل، قراءهم ومعجبيهم من أصحاب المصالح الفاسدة والأغراض الدنيئة، يشترون بثمن بخس ويبيعون أقلامهم وكلماتهم بأرخص الأثمان، تذكرتهم يوم السبت وأنا أتبادل التهاني بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتذكرت بعض من الشخصيات الإعلامية النزيهة التي تركت فينا علامات بارزة من الأعمال الإعلامية الصحفية سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرائية، أعمال عملاقة اتصفت بالمصداقية والحياد والعمل من أجل بناء وتنمية المجتمعات ومحاربة الجهل والفساد والاستغلال المالي والإداري، ومحاربة جماعات تدمير مؤسسات الدولة وناهبي ثروات البلاد، وتعطيل مسيرة بناء الدولة المدنية الحديثة التي تنادي بها وثيقة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة «يد تبني ويد تحمي».
يعتبر العمل الصحفي في مختلف دول العالم من وسائل الإعلام الأكثر أهمية للتحكم في الأوضاع وتوجيهها لخدمة أغراض وأهداف وطنية أو لخدمة السلطة أو الجهة المالكة للصحافة، ومع التطور الهائل في تكنولوجيا وسائل الاتصال، من أقمار صناعية وشبكات عنكبوتية وحديثا الذكاء الاصطناعي، تحول العالم إلى قرية صغيرة بحيث أصبحت تغطي كل أرجاء الكرة الأرضية، متيحة للعاملين في مجال الأخبار الرياضية نقل أدق تفاصيل الخبر الرياضي وآخر تطوراته لحظة بلحظة، والتعليق عليه وتحليله على الهواء مباشرة من موقع الحدث، بالتوازي مع أجهزة الهاتف الجوال التي أضحت ناقلا مهما للأخبار الطارئة التي تأتينا عبر الرسائل القصيرة، ونقل الأخبار بالجوالات على المباشر ودون الحاجة إلى عربات نقل البث المباشر واستخدام المعدات والثقيلة، ولقد وصل الأمر إلى محاكاة الماضي الإخباري وتجسيد شخصيات إعلامية قديمة من خلال استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، هذه التقنية المخيفة جدا والتي أن استخدمت بصور لا أخلاقية قد تفسد الكثير من الأخبار، وتفقد المهنية الأخلاقية للعمل الصحفي وتضع الصحافة العالمية في دائرة الشك والتخوين، ما لم يكن هناك شفافية مهنية أخلاقية إعلامية، وضمير حي لدى الإعلامي.
قد يتوجب على الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الإعلام، البحث والنقاش حول أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي «تقنية الذكاء الاصطناعي» ليقدموا معالجات منطقية علمية للتحديات التي تواجه الصحافة العالمية والأخلاقيات المهنية الإعلامية، كما يجب عليهم صياغة نهج معرفي مفاهيمي يساهم في تفكيك تلك الإشكاليات الإعلامية الطارئة، وجعلها متسقة مع المبادئ الأخلاقية الجوهرية للعمل الصحفي العالمي والمحلي اليمني على وجه الخصوص، وهي فرص لدعوة كل الباحثين والاكاديميين الإعلاميين إلى المشاركة في المؤتمر العلمي الخامس لجامعة البيضاء الذي ينظم تحت عنوان «دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز مكانة البحث العلمي وأثر ذلك على المجتمع»، وفرصة لنتوجه بالشكر للأستاذ الدكتور أحمد العرامي والأستاذ الدكتور محمد النظاري وكل القائمين على تنظيم المؤتمر العلمي لجامعة البيضاء في نسخته الخامسة أغسطس 2024م، على إصرارهم الدائم على استمرار تنظيم المؤتمر منذ انطلاق نسخته الأولى قبل خمس سنوات، وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن من حصار وعدوان وعجز مالي بالكاد يغطي تكاليف تشغيل جامعة البيضاء واستمرار عملية التعليم فيها.
في الأسابيع الماضية كان للإعلام اليمني الرياضي حضور مشرف في احتفاليات الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي تزامن مع الذكرى التأسيسية لنادي برشلونة ومرور مائة عام على ذلك، بحضور المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي وبعض أعضاء الجمعية، وتم خلال هذا الاحتفال تكريم اليمن بعد فوزها بالمركز الأولى عالميا في فئة المصورين الصحفيين الشباب، والتي فاز بها المصور اليمني اكرم عبدالله المتفوق على اكثر من مصور عالمي لأكثر من الدول المشاركة في هذه المنافسة الإعلامية التصويرية، تهانينا لجمعية الإعلامي الرياضي اليمني، وللمصور اكرم عبدالله، ولليمن عامة.

قد يعجبك ايضا