استقالات ضبّاط صهاينة كبار لتهدئة غليان الشارع الإسرائيلي
صحف عبرية تحذر من استقالات بالجملة جراء حالة التخبط لحكومة الاحتلال
الثورة /متابعة/ ناصر جرادة
يعيش كيان الاحتلال الصهيوني حالة تخبط معقدة بسبب فشله العسكري والسياسي في حربه العدوانية على قطاع غزة خلال سبعة أشهر من جرائمه الوحشية بحق النساء والأطفال والمعالم المدنية، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين وتوفير لكل مناحي الحياة في القطاع.
وبحسب مراقبين فإن حالة التخبط التي يعيشها كيان الاحتلال طوال هذه الفترة الممتدة لثمانية تتواصل استقالات قيادات رفيعة في حكومة الكيان الصهيوني كان أخرها استقالت المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي في مجلس “الأمن القومي” التابع للاحتلال، يورام حِمو، وأوضحت وسائل إعلام عبرية أنّ حِمو قدّم استقالته من منصبه، أمس الأحد، مشيرةً إلى أنّه سيعلن مغادرته المنصب بسبب عدم التقدم في معالجة هذه المسألة.
في السياق، أكدت قناة “كان” العبرية أنّ استقالة حِمو “جاءت على خلفية عدم اتخاذ المستوى السياسي لقرارات بشأن قضية اليوم التالي في غزة”.
ويبدو جلياً ما ظهر في وسائل إعلام العدو الصهيوني مطلع أبريل الفائت، عن موجة استقالات جماعية في صفوف كبار ضباط جيش الاحتلال ممن يخدمون في الدائرة الإعلامية بوحدة الناطق بلسان الجيش.
وذكرت القناة 14 الصهيونية، أن الرجل الثاني في مؤسسة الناطق بلسان الجيش اللواء احتياط “بوتبول” قرر الاستقالة من مهام منصبه، كما استقالة إعلامية كبيرة أخرى في نفس المؤسسة تُدعى “موران كاتس” في أعقاب خلافات مع قادتها.
ومن بين الضباط الذين قرروا الاستقالة الناطق بلسان الجيش للإعلام الأجنبي “ريتشارد هخات”، الذي يعتبر من قدامى العاملين في السلك الإعلامي بالجيش، إذ اشتكى من الفوضى التي يعيشها الجيش في الفترة الأخيرة وخاصة في سلك التعيينات.
وقالت القناة “إن هناك حالة استياء من أداء الناطق بلسان الجيش “دانيال هاغاري”، وما يرافق ذلك من علاقات متوترة مع المحيطين به، إذ تم جلبه من قيادة وحدة الكوماندوز البحري “شاييطت 13? ليصبح ناطقاً بلسان الجيش دون خبرة إعلامية في هذا المجال”.
ووصفت القناة عدد ورتبة الضباط ممن قرروا الاستقالة بـ”غير المسبوق” وفي توقيت حرج.
في وقت سابق أعلن جيش الاحتلال، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قبِل استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهرون حاليفا، على خلفية فشله في كشف هجوم 7 أكتوبر الماضي.
وقال في بيان، إن حاليفا “طلب، بالتنسيق مع رئيس الأركان، التنحي عن منصبه بسبب مسؤوليته القيادية بصفته رئيسًا لهيئة الاستخبارات العسكرية خلال أحداث 7 أكتوبر”.
فيما رأى محللون أن الضابط المقال ليس أكثر من كبش فداء وأن آثار وتداعيات الفشل “الإسرائيلي” منذ 7 أكتوبر سيطال كبار المسؤولين الصهاينة سياسيين وعسكريين وأمنيين ولن تكون هذه الإقالة لضابط استخبارات كافية لتهدئة الشارع الصهيوني الذي يشهد غلياناً شعبيا متصاعدا ضد حكومة نتنياهو المتطرفة والعاجزة عن تحقيق أي من أهداف عدوانها على غزة وفي مقدمتها إعادة الأسرى أحياء.
وتعدّ استقالة حاليفا أول استقالة رسمية لقائد رفيع في كيان الاحتلال، وخصوصا في الجيش، فيما تتواصل المطالبات في الشارع الصهيوني بمحاسبة المسؤولين العسكريين والسياسيين، عن الفشل في الكشف والتعامل مع عملية السابع من أكتوبر لمجاهدي المقاومة الفلسطينية.
وكانت وسائل إعلام عبرية حذّرت، في الفترة الماضية، من استقالات بالجملة بعد قضية استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون حاليفا.
وتوقّع محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، في 23 أبريل الماضي، موجةً كبيرة من الاستقالات في صفوف القيادة السياسية والأمنية خلال الفترة المقبلة.
وقال هرئيل إنّ “هذه الاستقالات تحشر نتنياهو في الزاوية، لأنّه الوحيد الذي يرفض حتى الآن تحمّل أيّ مسؤولية عن الهزيمة في غزة”.
صحيفة “يديعوت أحرنوت”، تحدثّت، بدورها، عن تأثير “الدومينو” لاستقالة حاليفا، مؤكدةً أنّها “لن تكون الأخيرة” بين كبار ضباط الاحتلال.
وكشفت الصحيفة أنّ هناك ضباطاً كباراً آخرين، بما لا يقل عن 4 برتبة عقيد، على مستوى قادة الوحدات الميدانية، أبلغوا رفاقهم بنيتهم الاستقالة، بينهم قائد فرقة غزة العميد “آفي روزنفيلد”.
وكانت مصادر في “جيش” الاحتلال، رجّحت “أن يعلن مزيد من المسؤولين الكبار في الجيش الاستقالة بعد عيد الفصح”، في حديثها مع وسائل إعلام عبرية.
وتواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة.