
كلب مسعور ومصاص دماء .. يتجول في ملاعب البرازيل دون رادع أو حارس دخل المدافع الشهير غرفة العناية الكروية المركزة تحت تأثير عضة أفقدته صوابه وتركيزه وساهمت في خروج منتخبه الآزوري العتيد المدافع الشرس الذي طالما قهر المهاجمين في أرجاء ايطاليا مع السيدة العجوز وخارجها يحتاج الآن إلى حقنة داء الكلب جراء عضة سنظل نتحدث عنها طويلا .. وليست المرة الأولى التي يقوم فيها النجم الأرجواني لويس سواريز بعض لاعب آخر لكن هذه المرة كانت في الحدث الأبرز وتحت مجهر الناس والفيفا ولاشك أن العقاب قادم .. ولو تنبه حكم المباراة المكسيكي ماركو رودريجز لهذه العضة لتغير مجرى المباراة إذا ما كانت البطاقة الحمراء قد أشهرت في وجه الأرجواني المشاغب .. فربما كان ذلك بمثابة طوق نجاة للطليان من مذبحة الكبار.. إلا أن سواريز نجا بفعلته وصعد بالأورغواي إلى ثاني ادوار البطولة المثيرة .. لكنها نجاة حتى إشعار آخر!!.
صورة تعبر عن واقع الحال
وأنا أتجول في شوارع ساو باولو وريو دي جانيرو وغيرهما من المدن التي تستضيف نهائيات كأس العالم لفت انتباهي صورة إعلان للنجم الأرغواني سواريز لشركة رياضية عملاقة .. ومن الصدف أني أشرت إلى هذه الصورة متحدثا مع الزميل الإعلامي الكبير مروان الخالد قبل أيام من مواجهة ايطاليا والأرغواي المصيرية: “هذا مهاجم خطير قد يصل ثمنه إلى أكثر من 120 مليون يورو في الانتقالات القادمة لكن شوف ملامح الصورة كأنه وحش قادم من الغابة” ثم ألا تنظر إلى أسنانه الواضح أن أمه كانت لا تشربه غير الحليب!! الله اعلم من سيكون الضحية.
هناك الكثير من الحوادث والمعارك الثنائية .. بل والخداع الذي يمارسه اللاعبون فيما بينهم من جهة وضد الحكام من جهة أخرى .. وبرغم ذلك باتت التقنية الحديثة تكشف الكثير من تلك الحيل والقليل من يفلت من العقاب خاصة في البطولات الكبيرة.
الحادثة الأشهر
وتضل الحادثة الأشهر في مونديال 2006 .. إذ لابد أنكم تذكرون أن حماقة العمالقة ذهبت بأحلام الديك الفرنسي أدراج الرياح في ذلك العام .. في اللحظة التي انتصر فيها زيدان لما يمكن أن نطلق عليه كبرياء النجوم وربما كان ينتصر لكرامته عندما سجل اشهر نطحة في تاريخ كرة القدم ونعرف أن الأشقاء الجزائريين (والطبع غلب التطبع) مشهورون بالنطح .. فإذا دخلت في لحظة عراك مع أيُ منهم فتنبه لجبهته لا ليده!! .. ففي لحظة استفزاز متبادلة وبعد 110دقيقة في نهائي كأس العالم 2006 سحب المدافع الايطالي ماركو ماتيرازي قميص زيدان الذي رد علية “لا تقلق سأعطيك القميص بعد المباراة” فرد المدافع الايطالي “لا أريد القميص بل أريد أختك” فكانت النطحة الشهيرة ولعلها المخالفة الأبرز في نهائي كأس العالم أثارت الكثير من ردود الفعل حينها.
متعاطفون!¿
فالرئيس الفرنسي جاك شيراك اعتبره بطلاٍ قومياٍ فيما بعث له الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة رسالة تضامن واعتذر زيدان وقتها للأطفال الذين شاهدو النطحة الشهيرة لكنه إلى اليوم يرفض الاعتذار لماركو ماتيرازي.
في 2006 أتذكر أني تابعت هذه المباراة وردود الفعل حولها في نيويورك بالولايات المتحدة ومع مجموعة من طيور اليمن المهاجرة علقت مازحا: من حسن الحظ أن زيدان لم يكن يحمل مسدسا!!
مصاص الدماء
تابعت يوم أمس جل القنوات الرياضية البرازيلية ورغم أنها تتحدث البرتغالية إلا أن اللبيب بالإشارة يفهم فثمة مشكلة في البرازيل .. أن كثيراٍ من الناس لا يجيدون اللغة الانجليزية .. ويتحدثون إليك بالبرتغالية بإسراف معتبرين انك فاهم ترد بالعربي والانجليزي وبلهجة بدو اليمن .. فيرد احدهم عفوا أنا لا أتحدث الاسبانية!! ننظر لبعضنا نتعجب ونقول ما شاء الله هل هذا الهراء الذي كنا نقوله هو الاسبانية.
على أي حال لم يكن لتلك القنوات من حديث غير عضة سواريز .. حتى أنها أخذت حيزا أكثر من الحديث عن تأهل الباراغوي وخروج ايطاليا المهين لتلحق بركب مذبحة الكبار التي تحدثنا عنها في عدد سابق من هذا الملحق الرياضي السباق .. حتى أن احد الإعلاميين التلفزيونيين يعمل لقناة ألمانية في نفس الفندق الذي اسكنه عندما رأيته يحمل معداته وكاميرته مع المصور وأحد مساعديه .. سألته لماذا تخطط¿ قال سأخرج إلى شاطئ كوباكبانا الشهير استطلع رأي الناس حول عضة سواريز.
بطل حوادث العض!!
ليست المرة الأولى التي يقوم سواريز بعض لاعب آخر .. ففي 2010م عض لاعب ايند هوفن الهولندي (اوتمان) في احدى مباريات الدوري الانجليزي وبعد ثلاث سنوات عض لاعب تشلسي برنسيلاف ايفانوفيتش في الدوري الانجليزي وأوقف سبع وعشر مباريات في الحادثتين وربما ينتظر عقوبة كبيرة إذا ما تأكد الفيفا من خلال الفيديو وتقارير الحكام ومراقب المباراة.
إلى ذلك فرغم انه مهاجم من الطراز الرفيع إلا انه أيضا يدخل في مشاكل وشتائم مع لاعبي الفرق الأخرى حدث ذلك مع ايفرا الفرنسي والانجليزي اشلي كول .. وصلت إلى حد الوصف بأنها شتائم عنصرية.
ولعل حوادث العض بين الرياضيين أثناء المنافسات غير جديدة وكان سواريز نفسه بطل إحدى تلك الحوادث بل أصبح بطلها المطلق بعد عضته الثالثة إذ كانت عضته الأولى في هولندا تصنف ضمن اشهر حوادث العض بين الرياضيين مع عضة الملاكم البلدوزر مايك تايسون لخصمه هوليفيلد في العام 1997 وكذلك عضة جيرمان ديفو للارجنتيني ماسكيرانو حينما كانا من نجوم “البرميم ليج” قبل عدة سنوات.
alsawdi@yahoo.com
