أحد أهم الشبامات الحميرية المشهورة في اليمن: حصن “ذي مرمر” بشبام الغراس بني حشيش.. معلم تاريخي من بقايا أقيال حمير الأثرية


الثورة /
حصن ذي مرمر وهو حصن تاريخي قديم يوجد في وادي السر في شبام الغراس وهي مدينة قديمة نسبة إلى شبام -سخيم يعود تاريخها إلى (القرون الثلاثة الميلادية الأولى) وهي المدينة التي اكتشفت فيها الموميات عام ١٩٨٣م والموجودة الآن في كلية الآثار جامعة صنعاء، والمومياوات المحنطة يعود عمر بعضها إلى 3200 سنة.
وجثث ” شبام الغراس ” قد قاومت الانحلال، وهي الآن معروضة في متحف قسم الآثار – جامعة صنعاء – ولكن الكثير من مقابر ” شبام الغراس” الصخرية قد تعرضت للانتهاك، ويمكن أن نلقي ضوءاً على إحدى الجثث السليمة، فقد تم لفها بطبقة من الكتان تعلوها سبع طبقات رقيقة من الجلد الخفيف ثم طبقة كتان خشن، وفوق ذلك جلد سميك يغطي الجسم كله محاط بطريقة فنية مدهشة، أما بالنسبة للأجزاء القابلة للتلف من الجثة خاصة الأمعاء والمعدة وغيرها فقد نزعت من الجثة، وتم حشو منطقة البطن بنبات الراء المعـروف، وهي مادة فعالة في امتصاص المواد السائلة والدهون والرطوبة من الجسم، أما طريقة الدفن في المقبرة، فالميت يرقد على هيئـة وضع القرفصاء والركبتان مضمومتان إلى البطن .
ويوجد وادي السر في مديرية بني حشيش محافظة صنعاء والذي ذكره الهمداني في كتابه “صفة جزيرة العرب” بقوله: “سر بن الروية فيه العيون والآبار وهو من عيون اليمن، وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبل مراد جبل برجام(رجام)، ومن السر منازل الروية بأعفاف وحذان”.
” وبنو حشيش” هي إحدى مديريات محافظة صنعاء، تقع شرقي العاصمة صنعاء قال عنها القاضي الحجري في كتابه “مجموعة بلدان اليمن وقبائلها” المجلد الأول: “بنو حشيش بن خولان العالية من نواحي صنعاء في الشرق من صنعاء متصلة بجبلي نقم وبراش المطلين على صنعاء من شرقها وتتصل بنو حشيش من شمالها ببلاد نهم وبني الحارث ومن جنوبها وشرقها ببلاد خولان العالية وهي في الأصل منها ومن غربها بني الحارث وصنعاء”، انتهى ما ذكره الحجري.
ومن جبال وادي السر المعروفة في بني حشيش ذَباب وصرع وسامك والفلكة وأذير.

مدينة الصناعة
منطقة ” شبام الغراس ” تنتج الجص أو الجير الأبيض المحروق واشتهرت به كصناعة وتجارة تدر عائداً اقتصادياً على المدينة وقاطنيها، كما كان أهلها يعملون على زراعة السهل الفسيح والخصب الذي يقع في شمالها فأقاموا بعض السدود ومدوا قنوات الري إلى ذلك السهل .
لقد أطلقت النقوش اليمنية القديمة على هذه المدينة مصطلح (هـ ج ر) بمعنى أنها كانت تحتوي على كافة مقومات المدينة اليمنية القديمة، حيث كانت محصنة طبيعياً، إضافة إلى السور الجزئي الذي مازالت أجزاء منه ظاهرة فيما بين جبلي قهال وذي مرمر، أما بقايا خرائب المدينة فهي مجرد بقايا أساسات للمباني التي كانت قائمة، وقد اشتهرت هذه المدينة بقصرها ومقابرها الصخرية الفريدة .
تقع ” شبام الغراس ” إلى الشمال الشرقي من مدينة صنعاء بمسافة (25 كيلومتراً) تقريباً على الجانب الأيمن للطريق الإسفلتي الذي يصل ما بين مدينة صنعاء ومدينة مارب، وتقع عند سفحي جبلين يطلق عليهما جبل ذي مرمر، وجبل قهال، وخاصة في سفحيهما الشمالي، والشمالي الغربي، وفي الجنوب الغربي من المدينة يوجد وادي السِّر الذي تصب مياهه في اتجاه الشرق إلى وادي الخارد في الجوف .
وتشرف ” مدينة شبام الغراس الأثرية “على سهل فسيح يحيط بها من شمالها الشرقي إلى شمالها الغربي .
واسم ” شبام الغراس ” الآن يطلق على قريتي رحابة وشبام الغراس إضافة إلى التل الأثري الذي يفصل بينهما، وتشكل المواقع الثلاثة الموقع القديم لمدينة يمنية قديمة عرفت في النقوش اليمنية القديمة باسم ( ش ب م )، وتعرف في المصادر الإخبارية باسم ( شبام ـ سخيم ) نسبة إلى ” بني سخيم ” الذين كانوا في فترة ( القرون الميلادية الأولى ) أقيال هذه المدينة .
ومقابر ” شبام الغراس ” كانت مقابر عائلية أي أنها تضم معظم أفراد العائلة حيث وجدت في تلك المقابر على عظام لرجال ونساء وأطفال، وقد وجدت بعض الأثاث الجنائزية إلى جوار تلك الجثث، منها أوانٍ فخارية، تمائم خشبية كتبت عليها اسم المتوفى بخط المسند، وتعلق إلى رقبة المتوفـى، إضافة إلى رؤوس سهام، وحِراب، ونعال ـ أحذية ـ جلدية، وأكياس جلدية لحفظ الأدوات .

قد يعجبك ايضا