في المياه اليمنية – سواء في البحر الأحمر أو البحر العربي وخليج عدن وباب المندب – حشدت أمريكا أساطيلها وبارجاتها ومدمراتها وسفنها الحربية وحشدت معها قوات بريطانية وأخرى أوروبية وغير ذلك لحماية المصالح الإسرائيلية من العمليات والضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة وشعب فلسطين، ولكن تلك القوات متعددة الجنسيات – وفي مقدمتها القوات الأمريكية – تحولت بقدرة الله القادر إلى فريسة للصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة والغواصات البحرية العسكرية اليمنية وغيرها من الأسلحة اليمنية التي تنكل بثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا في المياه اليمنية نصرة ومساندة لغزة، بل نصرة للأمة بشكل عام، ويمكن القول: إن العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف ثلاثي الشر أعادت الأمل للأمة من جديد وجعلت الكثير منها يدركون أنه بالإمكان مواجهة الغطرسة الأمريكية والطغيان الصهيوني وأنه بالإمكان التحرر من الهيمنة الغربية بالثقة بالله تعالى وبالجهاد في سبيله والتحرك على أساس كتابه.
على المستوى العسكري لم تفشل القوات الأمريكية أمام الضربات العسكرية اليمنية فحسب بل خسرت وهزمت شر هزيمة، فعلى الرغم من حجم تلك الحشود العسكرية التي جلبتها أمريكا من أساطيل ومدمرات وسفن عسكرية طائرات حربية مقاتلة وطائرات تجسس وغير ذلك، إلى جانب قوات حلفائها وأدواتها، وعلى الرغم مما تمتلكه أمريكا وبريطانيا من منظومات عسكرية دفاعية وهجومية حديثة ومتطورة، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها التي أبرزها حماية سفن ومصالح كيان العدو الصهيوني ومنع الموقف اليمني المساند لغزة، إلا أن مشيئة الله تعالى وجهوزية وعزيمة الجيش اليمني جعلت تلك الأساطيل والمدمرات والسفن فريسة للصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة اليمنية وجعلت تلك المنظومات العسكرية تفشل في حماية نفسها وفي التصدي للأسلحة والضربات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، وهذا نصر عسكري استراتيجي كبير لليمن وجيشه وقيادته وشعبه ونصر لغزة ونصر للأمة بكلها وهزيمة مدوية لمحور الشر الثلاثي.
على المستوى الأمني والاستخباراتي والمعلوماتي كشفت معطيات المعركة في المياه اليمنية أن القوات المسلحة اليمنية تملك معلومات عسكرية وملاحية عن السفن التابعة لكيان العدو الصهيوني والسفن الأمريكية والبريطانية، رغم التمويه والتعتيم ورفع أعلام دول أخرى مثل مارشال واليونان وبارباس وغيرها من الدول ورغم المسارات البحرية التي تسلكها تلك السفن من حيث المسافة، إلا أنها لا تنجو من الضربات العسكرية الصاروخية اليمنية، وهذا بحد ذاته انتصار أمني ومعلوماتي واستخباراتي استراتيجي كبير للقوات المسلحة اليمنية وهزيمة استخباراتية ومعلوماتية كبرى للقوات الأمريكية والبريطانية وللكيان الصهيوني ومحور الشر بشكل عام الذي يملك أضخم أجهزة تجسس وأقمار صناعية وخلايا تجسسية عالمية إلا أنها عجزت وفشلت فشلا ذريعا أمام القوات المسلحة اليمنية التي تدير المعركة بكل جدارة في كل مساراتها وأبعادها ومضامينها وحيثيتها، وهذا فضل ونصر كبير من الله تعالى.
لقد استطاعت القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى أن تمرِّغ أنف أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في البحر وأن تُلحق بهم الخسائر الكبيرة والهزيمة المدوية على المستوى العسكري والمعنوي وعلى مختلف الأصعدة، فتلك العمليات العسكرية اليمنية التي تنكل بثلاثي الشر انتصاراً ومساندة لغزة هي بداية المشوار للتحرر من الهيمنة الأمريكية وبداية الطريق نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني وبداية المشوار نحو بناء أمة قوية حرة مستقلة عزيزة كريمة كما يريد الله لها أن تكون، فهذه المعركة التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية إلى جانب المقاومة الفلسطينية وحزب الله والمقاومة العراقية هي الخطوة الأولى نحو الاعتصام الجماعي بحبل الله تعالى الذي يترتب عليه فلاح الأمة في الدنيا ونجاتها في الآخرة وصدق الله تعالى القائل (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص).