دور الإعلام في التغذية الصحية والنشاط البدني

فايز حيدر –
تعاني اليمن من عبء مرضي مزدوج يتمثل في انتشار الأمراض المزمنة والمعدية معا وهو الأمر الذي يتطلب جملة من التدخلات الوقائية والعلاجية والتي تأتي في مقدمتها الجوانب المرتبطة بالتغذية السليمة وأنماط الحياة الصحية فيما يجدد فرص المجتمع في تعزيز حالته المناعية وتوفير حد أدنى من الرعاية الصحية لأفراده.
انبثاقا من الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة والذي أقرته جمعية الصحة العالمية السابعة والخمسون في مايو 2004م بعد سلسلة من المشاورات التي تطرقت إلى مواضيع متعددة في مجال الصحة العامة مع جميع أصحاب الشأن ومطالبة جميع دول أعضاء جمعية الصحة العالمية تفعيل الإستراتيجية العالمية بشان التغذية الصحية والنشاط البدني كان لوزارة الصحة الدور في تفعيل هذه الإستراتيجية على المستوى الوطني وعملت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في وضع إستراتيجية وطنية بشان التغذية الصحية والنشاط البدني في اليمن وعلى أن يتم تنفيذها خلال الفترة ابتدءاٍ من 2011م وحتى 2015م.
ونلاحظ وبحسب مسح صحة الأسرة 2003م إن 53,1% من أطفال اليمن دون الخامسة يعانون من التقزم و46% تقريباٍ يعانون من نقص الوزن و12,5% يعانون من النحافة وهي مؤشرات حرجة وتعتبر من أعلى المعدلات في إقليم شرق المتوسط مما يؤكد ضرورة التدخل في هذا المجالكما أن معدل نقص الوزن عند الولادة يزيد على 30% إلى جانب ضعف الممارسات التغذوية خاصة فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة الأشهر الستة الأولى بعد الولادة والتغذية التكميلية المناسبة مع استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة عامين وهنا فإن المؤشرات الوطنية تبين أن معدل الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة خالصة لمدة ستة أشهر لا يتجاوز 12% على المستوى الوطني.
كما أن الأمهات في الفئة العمرية 15-45 يعانين من سوء التغذية وبتفاوت بين الريف والحضر مما يؤثر في السلامة الإنجابية ويهدد صحة الأم والجنين معاٍ حيث أن معدل وفيات الأمهات بلغ بحسب المرجع المذكور 365 وفاة لكل مئة ألف ولادة حية.
ولابد من الوقوف هنا على النمط الحياتي السائد في بلادنا والمتمثل في حياة القعدة ويرتبط ذلك بوثاقة بتناول القات الذي يعتبر عادة اجتماعية سائدة في الريف والحضر على حد سواء.
وبالتالي فإن مشكلة القات ترتبط بعوامل اجتماعية واقتصادية وتغذوية تؤثر جميعها على الصحة العامة سلباٍ فحياة القعدة المرتبطة بتعاطي القات تفرض الجلوس لمدد تتجاوز الأربع والخمس الساعات يومياٍ وفي مكان واحد مغلق يفتقد إلى معايير البيئة الصحية إلى جانب مايرتبط بذلك من تعاطي التبغ بمختلف أنواعه مما يفرض جواٍ مرضياٍ يعاني منه المجتمعون في مجالس القات وتنسحب آثاره السلبية إلى بقية أفراد الأسرة إما من خلال انبعاثات الدخان الذي تمتلئ به هذه المجالس أو من خلال تمرير سلوكيات سلبية إلى الأبناء الذين يرقبون أهاليهم وهم يتعاطون القات والدخان ويحرمون أنفسهم من ممارسة الرياضة.
وهنا يبرز الدور الكبير الإعلامي الذي يجب أن تقدمه جميع وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة من نشر المعارف والتثقيف الصحي لتغير الأنماط السلوكية التي تؤثر سلبا على الصحة وبما يعزز دور الإستراتيجيةفي السعي نحو التحسين في الوضع الغذائي والصحي مما يتواءم مع السياسات والتوجيهات العامة خاصة في مجال الرعاية الصحية الأولية ومكافحة الأمراض السارية المنتشرة بين أوساط المجتمع اليمني مع السعي نحو رفع بنسبة الوعي لدي أفراد المجتمع اليمني في الدور الذي سوف يؤول إليه من حيث تغييره للسلوك السوي في ممارساته اليومية من نشاط بدني وتغذية صحية وسليمة تساعد اليمن من مواجهة المشاكل الصحية الكثيرة والمترتبة على هذا النشاطين.
وهناك إجراءات أقرتها الإستراتيجية لكن كان أهمها وأبرزها هي الإجراءات الإعلامية التي تمثلت في عدد من النقاط التي يمكن أن نذكر أهمها وهي:
< عمل برامج إعلامية متنوعة ومختلفة يكون الهدف منها رفع نسبة الوعي في أهمية التغذية الصحية والنشاط البدني للجسم .
< تكثيف عمل برنامج التثقيف والإعلام الصحي في نشر التوعية والإرشاد على مدى عامين على الأقل .
< تنفيذ برامج إعلامية تعرف المجتمع بالممارسات الخاطئة التي تهدد صحة الإنسان كمحاربتها للقات وتناوله وإبراز أهم مشاكله الصحية التي يسببها في صحة المجتمع المتعاطي للقات في اليمن.
< تقوية وتعزيز العمل في الأنشطة والبرامج التي يقدمها برنامج مكافحة التدخين والعمل جنبا إلى جنب مع الجهات المسؤولة في نشر التوعية عن مسببات سوء التغذية في المجتمع وعمل الرسائل التي يدرك منها المتلقي بالعزول عن المسببات على الصحة والاتجاه إلي ممارسة الرياضة وتناوله الغذاء السليم.
< إنتاج المواد التثقيفية والإرشادات الصحية على شكل مطبوعات يتم توزيعها في المؤسسات الحكومية والخاصة لاسيما استهداف المدارس والجامعات والمعسكرات وغيرها.
< العمل على استهداف أئمة المساجد والاستهداف للمجتمع من الإيحاء الديني حول نشر وتعزيز التوعية بالتغذية الصحية والنشاط البدني وما يعود على الإنسان من نفع في حالة ممارسته لهذه العادة.
إضافة إلى التنسيق بين كل من وزارة الصحة والصحافة اليومية الرسمية والإذاعات والقنوات التلفزيونية بعمل الحملات الإعلامية والتسويقية للأفكار والمعارف الصحية التي تخدم تنفيذ هذه الاستراتيجية التي لها مردود كبير في تغير الأنماط السلوكية الخاطئة التي سبق التحدث عنها.
واعلم جيدا مدى حرص وزارة الصحة العامة والسكان في الشروع في تنفيذها لكن ما يحيط البلاد من أحداث تشهدها البلاد كانت هي السبب في التأخر بالقيام بذلك.
أخصائي إعلام صحي

قد يعجبك ايضا