الصوم.. رياضة للروح والبدن

د. محمد النظاري

 

لم يعد يفصلنا عن رمضان سوى أقل من يومين، فقد يكون بعد غد الاثنين هو الفاتح لشهر رمضان ١٤٤٥ه.. وهنا نقول للشباب والرياضيين : ماذا أعددتم لشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟.
في الغالب أن الشباب يجعلون من رمضان مساحة للعب سواء وقت الصيام (بعد الفجر أو قبيل المغرب) أو بعد الإفطار وحتى منتصف الليل!، وفي ذلك مضيعة للوقت في شهر الأجور فيه مضاعفة.
قبيل رمضان للأسف الشديد، تتضاعف مبيعات الكيرم والدمنة والبطة….. إلخ وغيرها من أدوات اللعب المضيعة للوقت والمال واكتساب الخيرات.
قلة قليلة من الشباب سطروا برنامجا تعبديا قبل بداية الشهر، ويسعون جاهدين لتطبيقه خلال الـ ٣٠ يوماً من الشهر الفضيل، ومنها :
كم مصحفا سيتم قراءاته بتمعن وتدبر، كون رمضان هو شهر القرآن الذي نزل فيه، ولأن لكل حرف حسنة وكل حسنة بعشر أمثالها، فمن الحسرة انقضاء الشهر، ومازال البعض لم يكمل حتى تلاوة جزء كامل، ما إن ذلك قليل.
المحافظة على الصلوات خاصة في جماعة، من أكثر القربات في رمضان، لاسيما وإن صلاة الجماعة تزيد عن صلاة الفرد بـ ٢٦ درجة.
الصوم عن الحرام، كأكل الحرام والسعي بين الناس بالنميمة، فالصوم (الامتناع عن المفطرات) هو صورة كبيرة للصوم، ولكنه ليس كل الصوم، لأن الصوم رياضة للروح والبدن.
الحرص على فعل السنن، كون السنة برمضان تعدل فرضا في غيره، والفرض فيه يعدل سبعين فيما سواه، فيا بخت من حرص على ذلك في الشهر الكريم.
سنتناول في هذا الشهر طيلة اسابيعه الأربعة في هذه المساحة، ما يتعلق برمضان من أحكام تعبدية تخص الشباب، وتساعدهم على فهم المقاصد المثلى للصوم.
نسأل الله تعالى أن يبارك لنا ولكم فيما بقي من شعبان وإن يبلغنا وإياكم شهر رمضان وإن يعيننا جميعا على صيامه وقيامه ويرزقنا ليلة قدره، ويعتق رقابنا فيه من النار وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

قد يعجبك ايضا