الرئيس الصماد.. السياسي المحنك

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، سياسي محنك من الطراز الأول، خبر السياسة وخبرته، صقلته الأحداث التي شهدتها البلاد مع بزوغ فجر المسيرة القرآنية وما أعقبها من حروب ظالمة غاشمة على محافظة صعدة، حيث برز اسمه في صدارة المشهد السياسي لأنصار الله من خلال سلسلة المفاوضات التي جرت مع السلطة بوساطة قطرية أو من خلال لجان الوساطة المحلية، حيث عرف بحكمته وحنكته السياسية، وهو ما جعله يحظى باحترام وتقدير كافة الأطراف التي لمست فيه رجاحة العقل وقوة الفطنة والدهاء السياسي الذي أحرج الخصوم وأفحهم في كثير من جولات التفاوض بقوة حجته وصوابيه طرحه .
الحنكة السياسية التي تحلى بها الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، فرضته رقما صعبا في المعترك السياسي اليمني، وجعلت منه انموذجا يحتذى به في عالم السياسة، حيث كان من أبرز الساسة في أنصار الله الذين نجحوا في عرض مظلومية أبناء صعدة وما تعرضوا له من قتل وتنكيل وجور وتعسف، وكان من مهندسي الاتفاقات التي أبرمت مع السلطة خلال حروب صعدة، وكان له حضوره الفاعل خلال أحداث ١١فبراير وما أعقب ذلك من متغيرات، وصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني، وصولا إلى ثورة 21 سبتمبر وما أعقبها من صياغة للإعلان الدستوري، واتفاق السلم والشراكة الوطنية، والاتفاق الثنائي بين المؤتمر وأنصاره وأنصار الله والقوى المتحالفة معهم والذي توج بتشكيل المجلس السياسي الأعلى، الذي نال الشهيد الصماد رضوان الله عليه شرف رئاسته بعد عملية انتقال السلطة من اللجنة الثورية العليا .
حيث أجمع أعضاء المجلس السياسي على اختياره رئيسا للمجلس، وأوكلوا له مهمة قيادة البلاد في مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد في ظل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم، وكلهم ثقة بأنه الأجدر بهذا المنصب، والأقدر على القيام بهذه المسؤولية، حيث كان عند حسن ظنهم، وخلال فترة وجيزة أثبت للعدو قبل الصديق بأنه السياسي الفذ الغيور على دينه وأرضه وعرضه، القادر على العبور بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان رغم الأعاصير والزوابع التي تعترضها، أقنع الجميع برؤيته الحكيمة، وسياسته المتزنة، وحكمته المشهودة، ووسطيته واعتداله، وانفتاحه على الآخر، فكان بحق رئيسا لكل اليمنيين، ولمس منه الشعب بوادر إيجابية أشعرتهم بالتفاؤل بأن القادم في ظل قيادته أفضل بفضل الله وعونه وتأييده .
كان القاسم المشترك بين كل الأطراف السياسية اليمنية، حيث عمل على تقريب وجهات النظر، وحل الخلافات والتباينات التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى، كان قريبا من الجميع، ولم ينتصر لجماعة أو طرف أو مكون سياسي، ولكنه انتصر للوطن والمواطن، وقدم النموذج المشرف للمسؤول المسؤول، فحاز على احترام وتقدير السواد الأعظم من اليمنيين الذين عبروا عن ارتياحهم له ولتوجهاته الحكيمة التي بشرتهم بخير واعد وخصوصا عقب إطلاقه مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة ( يد تحمي ويد تبني ) هذا المشروع الذي سعى لترجمته على أرض الواقع، حرصا منه على تعزيز روح الصمود الوطني، والمضي قدما في بناء الدولة والتصدي لقوى العدوان والإجرام والتوحش .
بالمختصر المفيد الرئيس الشهيد صالح الصماد شكل علامة فارقة في تاريخ اليمن، وكان لحنكته السياسية بالغ الأثر في الوصول إلى ما نحن عليه من عزة وكرامة، كثمرة من ثمار الصمود والمواجهة والتي نجح في تعزيزها من خلال سياسته الحكيمة التي تفوق من خلالها على فطاحله السياسة الذين وقفوا أمامه في حالة انبهار وإعجاب لعظيم ما شاهدوه فيه من حنكة ودهاء وفطنة وفراسة سياسية، دفعت قوى الغدر والمكر والخديعة والإجرام للتآمر عليه واغتياله، بغية وأد مشروعه الوطني الرائد .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا