برنامج الأغذية العالمي يعلّق تسليم المساعدات للمدنيين شمال قطاع غزة

الأمم المتحدة تحذر من انفجار عدد وفيات الأطفال في غزة

 

الثورة / اسكندر المريسي
يعيش سكان قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني ظروفًا مأساوية جراء القصف الإجرامي المتواصل من قبل الكيان اللقيط وما رافق ذلك القصف من الحصار المطبق الذي أدى إلى انعدام ابسط مقومات الحياة الضرورية واصبح سكان غزة يعانون الجوع والمجاعة وتفشي الأمراض جراء تدمير المشافي والمقار الطبية .
حيث حذرت الأمم المتحدة، من أن النقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشّي، والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى “انفجار” عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.
وقالت وكالات الأمم المتحدة، إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا “نادرين جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار يعانون أمراضا مُعدية.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان، إن غزة على وشك أن تشهد “انفجارا في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلا”.
ويتأثر ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. وكان 70% قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.
من جهته، قال المكلف بالأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، إن “الجوع والمرض مزيج قاتل”. وأضاف “الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضى، خصوصا منهم المصابون بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا”.
ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15% من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل ستة أطفال، يعانون “سوء تغذية حادا” في شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن “هذه البيانات جُمعت في كانون الثاني/يناير، ويُرجّح أن يكون الوضع حاليا أكثر خطورة”.
وفي جنوب قطاع غزة، يعاني 5% من الأطفال دون سن الثانية سوء تغذية حادا، وفقا للتقييم.
وقالت الوكالات الأممية إن “هذا التدهور في الوضع الغذائي” لشعب في خلال ثلاثة أشهر هو أمر “غير مسبوق على مستوى العالم.
وفي ذات السياق أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، تعليق تسليم المساعدات الغذائية إلى شمالي قطاع غزة مؤقتاً، إلى حين تهيئة الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن.
وقال البرنامج، في بيان، إن “قرار وقف عمليات التسليم لشمالي غزة… يعني أن الحالة هناك ستتدهور أكثر، وأن المزيد من الناس سيموتون من الجوع”.
وأضاف، أنه يبحث عن سبل لاستئناف عمليات التسليم بطريقة مسؤولة في أقرب وقت ممكن، موضحًا أن هناك حاجة ماسة لتوسيع نطاق تدفق المساعدات إلى شمالي قطاع غزة، لتجنب وقوع كارثة.
وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى كميات أكبر بكثير من الأغذية المقدمة لقطاع غزة، عبر طرق متعددة، كما يجب فتح نقاط العبور نحو شمالي غزة”، داعيًا إلى توفير نظام فعّال للإخطار الإنساني وشبكة اتصالات مستقرة.
وأوضح أنه تم استئناف عمليات تسليم الأغذية، يوم الأحد الماضي، عقب تعليق استمر لمدة 3 أسابيع، لكن عندما بدأت عملية التوزيع، كانت القافلة محاطة بحشود من الجياع بالقرب من نقطة التفتيش عند وادي غزة.
كما أكد البيان انزلاق غزة بشكل سريع نحو الجوع والمرض، حيث أصبح توفير الغذاء والمياه الآمنة، أمر نادر، فضلا عن انتشار الأمراض، ما يؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد.

قد يعجبك ايضا