عند الحديث عن شخصية بعظمة وشموخ الشهيد المناضل صالح علي الصماد “طيب الله ثراه” لا بد أن نبدأ الكلام بالحديث عن من هو الأعظم والأكثر قدرة وعطاء والأستاذ المعلم لهذه الشخصية كما كان الشهيد يردد قائلاً (ما أنا إلا تلميذ صغير في أعظم مدرسة أطلقها الشهيد المناضل العلامة المجتهد حسين بدر الدين الحوثي في الزمن الحديث)، إنها فعلاً المدرسة التي ربطت بين معاني الدين والارتقاء بشؤون الحياة بجوانبهما المختلفة، أي تبنت التغيير بمعناه الجذري والشمولي، ومن ثم نعرف كيف بدأت حياة الشهيد الصماد حتى وصل إلى ما وصل إليه من السمو وعظمة الأخلاق والتمسك الصادق بالدين والقيم، فالرجل نهل فكره ومعارفه من هذه المدرسة العظيمة التي أسسها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “قدس الله روحه الطاهرة في الجنة وأعلى مقامه” وهي المدرسة الواسعة بأفقها الأخلاقي والقيمي الممتدة إلى أبعاد عميقة في الدين وسمو السلوك وعظمة الارتباط بهذا الدين الحنيف.
كان الشهيد الصماد يُردد دائماً (أتمنى أن أموت شهيداً في فلسطين الجريحة على يد الصهاينة )، ولقد نال ما تمنى عندما استهدفته أقذر دولة في العالم وهي أمريكا ومن يتبعونها القذة بالقذة من العملاء والخونة، كما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” في كلمة التأبين الأخيرة للشهيد الصماد حيث قال ( لقد ضاقت أمريكا وعملاؤها ذرعاً بقوة الحضور الذي حققه الشهيد الصماد في زمن قياسي ومستويات التأثير التي بلغها في نفوس الناس فخططوا للخلاص منه بذلك الأسلوب الهمجي الحقير، غير مُدركين أنهم أنما حققوا رغبة للشهيد في نيل الشهادة والارتقاء إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين )، واليوم ها هو الموقف الذي اتخذته القيادة من غزة يُقدم دليل آخر على معنى الارتباط بالدين وبالقرآن الكريم وبمعنى التوكل على الله سبحانه وتعالى باعتباره الناصر والمؤيد والسند لعباده المؤمنين، وهذا هو دأب الشهيد الصماد وديدنه الذي ظل يتمنى الوصول إليه، لأن فكرة الثورة عند الشهيد القائد كما قلنا أساسها التغيير وبناء الذات لامتلاك القدرة على تحقيق الانتصارات العظيمة وسحق الأعداء المتربصين بالأوطان والبشر، كما هو حال الصهاينة ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا وما يقترفونه من مجازر بشعة في الأرض المحتلة .
إذاً لتهنأ أيها الشهيد الصماد وتقر عيناً وأنت في المقام الرفيع الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لك وندب أحقر عباده لكي يحققوا لك تلك الرغبة العظيمة، واليوم رفاقك الأبطال من المجاهدين من باعوا نفوسهم لله يترجمون رغباتك واحدة تلو الأخرى سواءً بشكل مباشر أو عن طريق منع السفن الصهيونية أو المتعاملة مع الكيان الصهيوني من المرور في البحرين الأحمر والعربي وهي الخطوة التي أفزعت أمريكا وبريطانيا وتحولت إلى شبة حرب عالمية ضد اليمن، الكل يتسابقون لإثناء القيادة عن هذه المواقف وأنّى لهم ذلك، لأن الهدف الانتصار للشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقه السليب من الصهاينة إخوان القردة والخنازير، هذه العبارة الأخيرة أوردتُها لأن الرئيس الصماد كان دائماً يُرددها، واليوم والشعب اليمني بقيادته الحكيمة يُشارك في هذا المخاض العظيم المتمثل في مواجهة أصلف وأشرس عدو عرفه التاريخ المتمثل في الصهاينة وأمريكا وبريطانيا والكثير من دول أوروبا .
نقول لتهنأ أيها الرئيس الصماد وقد ارتقت روحك الطاهرة إلى بارئها شهيداً من قبل نفس الأعداء وأشرس الخلق الأشد عداوة للإسلام والمسلمين، لا بد أنك سعيد بهذه المشاركة وهذا الدور العظيم من قبل رفاق سلاحك الأبطال الذين لا يزالون يناضلون في الميدان وهم يحملون رؤوسهم على أكفهم غير عابئين بإرهاصات العملاء والخونة الذين يخوِّفون العالم بأمريكا وبريطانيا ويحاولون وضع الكثير من الأشواك على طريق المجاهدين للحيلولة دون مشاركتهم في نصرة الشعب الفلسطيني، لأنهم لم يدركوا معنى الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة في أشرف مواقع الكرامة و التضحية، الرحمة والمغفرة للشهيد الصماد وكل المجاهدين الأبطال الذين ساروا على دربه ورووا درب المسيرة بالدماء الزكية، وإننا إن شاء الله على موعد مع النصر المبين والتغلب على أعداء الأمة أجمعين طالما أننا نسير على خطى الشهداء وفي المقدمة شهيد الحقيقة وثورة التغيير السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي “قدس الله روحه الطاهرة في الجنة” ومن نصر إلى نصر، والله من وراء القصد …