الأسرة /متابعات
قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث إنه في كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر، و7 نساء كل ساعتين، وإن ما يقرب من 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع.
النساء في قطاع غزة يعانين أنواعاً أخرى من العنف قد تكون هي الأبشع، منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل قبل نحو 50 يوماً.
وبين النزوح والتهجير والقتل والموت والفقدان والظروف الإنسانية القاسية، تواجه النساء في غزة أيامهن الصعبة، ورغم شعار “لا عذر” الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة لحملتها لمناهضة العنف ضد النساء لعام 2023، فإنّ كل الأعذار لم تُنجِ الفتيات والسيدات من المآسي اللاتي يتعرضن لها كل ساعة في غزة.
قتل وتهجير
وتقول المعلومات أن العدد الأكبر من ضحايا الحرب على غزة كان من النساء والأطفال، إذ ارتفع عدد الشهداء من الأطفال والنساء إلى ما نسبته 63بالمئة من إجمالي الشهداء حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ومن نجا من القصف والأنقاض من النساء خرجن للنزوح بأقل الإمكانيات مع مَن تبقى على قيد الحياة من ذويهم، إذ نزح نحو 1.7 مليون شخص في مختلف مناطق القطاع .
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإنّ ما يقرب من 884 ألف نازح يقيمون الآن في 154 منشأة تابعة للوكالة، في كل محافظات قطاع غزة الخمس، فيما يأوي نحو 724 ألف نازح في 97 منشأة في مناطق الوسط وخان يونس ورفح.
معاناة الحوامل
أما “السيدات الحوامل في غزة في سباق مع الموت”، هكذا وصفت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، الوضع في غزة.
ورغم أن جميع النساء يعانين في غزة، فإنّ الأمور مختلفة تماماً بالنسبة إلى الحوامل، إذ تسبب القصف الإسرائيلي بفقدان النساء الحوامل لأجنتهن، بعد استشهاد عدد كبير منهن، وأخريات تعرضن للإجهاض، ومن نجت تواجه مخاوف الولادة في ظل غياب الرعاية الصحية والتخدير أو المسكنات بعد خروج المستشفيات عن الخدمة في القطاع.
وفي وقت سابق أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة أن داخل غزة انهياراً متسارعاً للخدمة الصحية، حيث لا يوجد إمدادات طبية أو وقود، وأصبحت مستشفيات القطاع كلها خارج الخدمة، ولا يمكن إنقاذ من كان يمكن إنقاذه لو توفرت الموارد.
أزمات نفسية
رغم اعتياد الفلسطينيين على الظروف الصعبة التي يعيشون بها منذ عقود، فإنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي محت عائلات بكامل أفرادها هي الأعنف هذه المرة، والأمهات والأخوات التي حُفرت فيديوهاتهن في أذهاننا وهُنّ يبكين مَن فقدن، كيف حالهن؟
تحدَّثت كثير من الدراسات العلمية عن كسر القلب وآثاره النفسية التي قد تؤدي إلى بعض الأمراض وبدورها إلى الموت، وفي غزة تُكسر قلوب نسائها آلاف المرات مع كل فقيد أو بحياتها التي تسلب منها.
ويقول الدكتور محمد علي، الاستشاري النفسي، إنّ الظروف التي تواجهها المرأة الفلسطينية أغلب حياتها تجعلها قوية، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير وضع عليها ضغوطاً أكبر، نتيجة التهجير القسري وفقدان حياتهم واستقرارهم، ومحاولة بحث الأم عن كيفية توفير الأمان لعائلتها وأطفالها.
ويضيف الدكتور علي لـTRT عربي أن الإنسان العادي عندما يفقد مقرباً منه أو يتعرض لحزن، قد يدخل في نوبات قلق واكتئاب وعصبية مفرطة، والحالة النفسية مرتبطة بالعضوية، والاثنتان معاً تؤثران في الشخص في حالة وجود تهديد أو خطورة، كما يعيش أهل غزة الآن.
أما في المستقبل وبعد انتهاء الحرب، فيوضح الاستشاري النفسي أن هذه الأيام ستخلف آثاراً نفسية لن تُمحى، ومع اعتيادهم عدم الأمان يتوقعون دائماً تكرار مثل هذا العدوان أو القصف، وهو ما يضعهم في حالة نفسية غير مستقرة تلازمهم، رغم أنه أكسبهم نوعاً من المرونة النفسية في التعامل في أوقات الحروب.
ويلفت الدكتور علي إلى أن المرأة الفلسطينية رغم ما تتعرض له فإنها قوية في تكوينها، تستطيع وهي في كامل حزنها وقهرها أن تربي أجيالاً تدافع عن أرضها أمام معتدٍ غاصب.