الحصان الأسود

حسن منصر

 

في نهائيات كاس الأمم الاسيوية والافريقية اللتين تقامان في قطر وساحل العاج لفت نظري اكثر من منتخب مغمور وحديث العهد بكرة القدم، ولكن تلك المنتخبات كانت ندا قويًا لمنتخبات لها صولات وجولات في هاتين البطولتين القاريتين.
فمثلا في البطولة الاسيوية برز منتخب طاجيكستان لكرة القدم الذي تأهل لأول مرة إلى النهائيات الاسيوية واستطاع التأهل إلى دور الـ١٦ وتمكن من الاطاحة بمنتخب الإمارات والعبور الى دور الثمانية ويعتبر ذلك تأهل تاريخي للمنتخب، وقد يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وليش لا وهم متسلحون بالعزيمة والطموح وتسجيل حضور يعطي دروسا للبعض الذين يتعذرون بالإمكانيات متناسين أن الإدارة الناجحة تعمل بما هو متاح أمامها، ولأنها تعلم علم اليقين أن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة.
لكي اكون صادقا معكم، قبل البطولة الافريقية لكرة القدم كنت لا اعرف دولة اسمها الرأس الأخضر.. ولكن من خلال منتخبها الوطني لكرة القدم المشارك لأول مرة في نهائيات كأس الامم الافريقية عرفت هذا البلد الذي هو عبارة عن أرخبيل من الجزر على المحيط الاطلسي وتعداد سكانها يتجاوز عددهم الخمسمائة الف نسمة وتعتمد في دخلها القومي على السياحة بنسبة 80 % والباقي على الزارعةبمعنى أن هذا البلد محدود الإمكانيات المالية.. ولكن هذا العائق لم يمثل مشكلة لاتحاد كرة القدم في الرأس الأخضر، وكان حضورهم مشرفا إلى حدود الابهار عندما استطاع المنتخب الوطني تجاوز كبار القوم وفطاحلة الكرة الافريقية وفي مقدمتها زعيم القارة الافريقية منتخب مصر ومنتخب غانا ويتصدر مجموعته بكل جدارة واقتدار، وها هو يتجاوز منتخب غانا ويصعد الى ربع النهائي ضاربًا بذلك اروع الامثلة للآخرين قائلا بصوت عال، لا يمكن أن يعيقنا عن تحقيق طموحنا في معانقة المجد لا الإمكانيات المالية ولا البشرية.. نحن نؤمن بحظوظنا وليس عندنا عقدة نقص من المنتخبات العريقة في لعبة كرة القدم وعازمون على الذهاب بعيدا في هذه البطولة الافريقية من اجل كتابة التاريخ ومعانقة المجد؟
الخلاصة، هل يتعلم اتحاد الكرة اليمني ويستخلص الدروس والعبر من هذه المنتخبات التي تقدم انموذجا يحتذى به ويستوعب الدرس جيدا أن الادارة الناجحة والمخلصة لبلادها في تحمل أمانة المسؤولية التي تعتبر بمثابة تكليف لخدمة الوطن ورفع شعاره عاليا في المحافل الدولية والقارية.

قد يعجبك ايضا