في السادس والعشرين من شهر مارس عام 2015م كانت بداية العدوان (السعودي – الأمريكي) على اليمن، وبصمود وتحدي وصبر وثبات الشعب اليمني، ومع كل عام وكل شهر وكل يوم من استمرار العدوان والحصار، يستمر الشعب اليمني بنضاله وتضحياته وبطولاته ضد أكبر ترسانه في العالم للمال والسلاح والإرهاب بقيادة أمريكا، حتى سقطت قوة وهيبة ومكانة أمريكا والسعودية من عقول وذهنية كل المستضعفين وكل البشر في جميع دول العالم، تسعة أعوام من التوكل على الله وتضحيات اليمن بقيادتها وجيشها وشعبها وبطولاتهم وثباتهم وصمودهم، واليمن يفتح لكافة شعوب الأمة من أقصاها إلى أقصاها ولكافة شعوب العالم المستضعف الباب للتحرر والاستقلال من الهيمنة الأمريكية، ومع كل عام يمر ربما يضعف البصر، ولكن كان المهم هو أن تتقوى البصيرة بالصمود والتحدي والثبات، وها هي المقاومة الفلسطينية تتخذ من اليمن نموذجا في التصدي والثبات لمواجهة كيان العدو الصهيوني وها هو الشعب العراقي اليوم ينتصر لوطنيته ويتحدى بشجاعة منقطعة الاحتلال الأمريكي ويقصف قواعدة، في العراق وسوريا، وها هي المقاومة اللبنانية تفتح بابا آخر أمام الأمة والشعوب المستضعفة، لرفع رايات التحرر والاستقلال في دك معسكرات الصهيونية العالمية..
ما يهمنا في هذا المقام هو سلاح (وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني)، سلاح البصيرة اليمنية والهوية الايمانية اليمنية التي بدأت تنتقل لشعوب الأمه كلها، ففي هذه التسعة الأعوام، تعلمنا وفهمنا وعرفنا الوعي، أصبحنا لا نتقبل أي شيء على عواهنه، وأن نقلب الأمر على وجوهه المتعددة، الظاهرة والباطنة، وأن نلتمس جوهر الحقيقة ، واكتشفنا ان مراوغة وديمقراطية السياسة الأمريكية أكبر باب للأكاذيب، وأن المماطلة الغربية مدخل لخداع لا ينتهي، وأن الحق يحتاج شيئين، الإيمان والقوة، وأن ما لله فهو لله وحده لا شريك له، وفي المحصلة ها هو وعي المقاتل اليمني بهدى الله يغلق بابا المندب ويفتح أبواب الجحيم على أمريكا واساطيلها في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، ويغلق باب المندب في وجه العدو الصهيوني، ويجبرهم على الانسحاب من المنطقة كلها، وإعلان الهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة..
إن الوعي والقيم والمشروع اليمني، سلاح إيماني يمني لا يقهر ولن يقهر أو يهزم، وهذا ما يحتم علينا اليوم ان نكون اكثر نضجا واكثر معرفة وأكثر خبرة وحذرا، فها نحن نجد أن ممالك الرمال الخليجية ومصر والأردن فخ صهيوني محكم، للقضاء على الأمة، ولإضعاف الأصدقاء، ولإلهاء الآخرين، وإنهم القوى المضادة لثورة الوعي اليمني وثورة التحرر والاستقلال اليمني ولشعوب الأمه، دائما ما يحاولوا أن يستبقوا الوعي الثوري بخطوة أو خطوات، خاصة أنهم عادة ما يملكون من النفوذ والقوة والمال ما يسمح لهم بذلك، مستغلين بذلك انهماك قوى المقاومة الثورية في التخطيط لتصحيح المسارات الخاصة بها من دون الالتفات لتصحيح علاقتها بمجتمعها وشعوب أمتها، أو الانشغال في لملمة شظايا التحالفات السياسية الداخلية، وهذا يعني أن أي تقدم لثورات التيه والتضليل المضادة يعني تثبيط مجتمعات وشعوب الأمة وقهرهم وإحراز نصر حاسم يعمل على انتصار أمريكا وإسرائيل من جديد، بعد هزيمتهم المدوية..