الثورة /متابعة / ابراهيم الاشموري
يتجرع كيان الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والإنسانية جراء عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ ثمانين يوما بدعم أمريكي وغربي فاضح.
وعلى المستوى الاقتصادي تبدو خسائر العدو كبيرة ومتعددة..
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2%، بسبب تأثير الحرب على العمالة، حيث تم تسريح مئات الآلاف من العمال، بعد الحرب على غزة، أو تم استدعاؤهم كجنود احتياطيين.
وكان نحو 20% من قوة العمل الإسرائيلية خارج سوق العمل في أكتوبر، مقارنةً بـ 3% قبل بدء القتال، وفقاً لتقرير صادر عن مركز “تاوب” لدراسات السياسة الاجتماعية، وهو مركز أبحاث غير حزبي في “إسرائيل».
وبحسب الصحيفة، يعكس الارتفاع الكبير في معدلات البطالة، حقيقة أنّ نحو 900 ألف شخص تم استدعاؤهم للقتال أو بقوا في منازلهم لرعاية الأطفال، بسبب إغلاق المدارس، أو تم إجلاؤهم من البلدات القريبة من الحدود مع لبنان وغزة، أو لم يتمكنوا من العمل بسبب الأضرار المادية التي لحقت بصناعاتهم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ أكتوبر، تمكن بعض الطلاب من العودة إلى المدرسة، وتمكن بعض الإسرائيليين النازحين من العمل عن بعد.
ومع ذلك، فإنّ التداعيات الاقتصادية لمثل هذا الاضطراب الكبير يمكن أن تكون كبيرة، خاصة مع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق.
وتابعت، فإنه حتى يوم الأحد، قدّم 191.666 شخصاً في “إسرائيل”، طلبات للحصول على إعانات البطالة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، وقالت الغالبية العظمى منهم إنهم تعرضوا لإجازة قسرية غير مدفوعة الأجر، وفقاً لمركز “تاوب”.
وقال المركز إنّ ما يصل إلى خُمس العاملين في الشركات المتوسطة والكبيرة، كانوا في خدمة الاحتياط اعتباراً من أكتوبر، نقلاً عن بيانات من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.. وتوظف هذه الشركات أكثر من نصف القوى العاملة الإسرائيلية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد نشرت تقريراً يتضمن معطيات رقمية، بشأن حال الاقتصاد الإسرائيلي بعد تقلّص أعداد العمال في إثر معركة طوفان الأقصى.
ومما جاء في التقرير، أنّ “نحو 20% من الموظفين الإسرائيليين لا يعملون بسبب الخدمة العسكرية، أو الانتقال إلى مكان آخر، وأنّ التكلفة على الاقتصاد، بسبب غياب العمال الإسرائيليين، قد وصلت إلى نحو 3.6 مليار دولار بحلول منتصف نوفمبر”.
وعلى صعيد الخسائر الفادحة في صفوف جيش الاحتلال، يتوالى سقوط عشرات من الضباط والجنود بشكل يومي على أيدي مجاهدي المقاومة الفلسطينية.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن قسم التأهيل في جيش العدو الصهيوني قرر إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب الحرب في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في قسم التأهيل، أنه “سيتم تشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية”.
وأضافت أن “الحرب على غزة تفرض ثمنا باهظا لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، خصوصا بين المعاقين من جنود جيش الاحتلال”.
وكشفت تقارير “إسرائيلية” النقاب أن 500 جندي “إسرائيلي” أصيبوا بصدمات نفسية منذ بداية معركة طوفان الأقصى والعدوان البري على غزة.
وقالت صحيفة “هآرتس” في وقت سابق، إن 500 جندي من جيش العدو يعيشون حاليا صعوبات نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة، منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
ونوهت مصادر طبية “إسرائيلية” ، بأن جنود العدو الذين أصيبوا في معارك غزة يعانون من صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من “هول مشاهد الحرب”.
ونقلا عن عائلات الجنود، قال موقع “واللا الإخباري” العبري في نوفمبر الماضي، إن شراسة المقاومة الفلسطينية سببت صدمات واضطرابات للجنود العائدين من غزة.
وحسب تقارير عبرية، فإن المستشفيات تحقن الجنود المصدومين نفسيا بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم.
يذكر أن جيش العدو الإسرائيلي اعترف بمقتل “489 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب، بينهم 162 قتلوا منذ بدء العملية البرية في غزة”، مشيرا إلى إصابة 189ضابطا وجنديا بجروح خطيرة في العمليات البرية بالقطاع، و310 جروحهم متوسطة، و327، إصاباتهم طفيفة.
لكن وسائل الإعلام العبرية، تتحدث عن خسائر فادحة تفوق هذه الأرقام بكثير، حيث تقول إن المستشفيات تكتظ بالجرحى من العسكريين، وإن المقابر تستقبل أعدادا هائلة من الجثث.
وتشير التقارير إلى افتتاح مراكز لتأهيل أعداد كبيرة من العسكريين الذين أصيبوا بعاهات مستديمة جراء المعارك، ومن بين هؤلاء أكثر من 100 أصيبوا بالعمى.
السنوار: كتائب القسام هشّمت جيش الاحتلال وماضية في مسار تهشيمه ولن تخضع لشُروط الاحتلال
في سياق متصل أكّد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار- في رسالة بعثها إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة- إن كتائب عز الدين القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجيش الاحتلال تكبد خسائر باهظة في الأرواح والمعدات.
وقال السنوار، إن كتائب القسام هشمت جيش الاحتلال، وهي ماضية في مسار تهشيمه، وإنها لن تخضع لشروط الاحتلال.
وتابع السنوار، إن كتائب القسام استهدفت خلال الحرب البرية ما لا يقل عن 5 آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم، وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة، والثلث الأخير بإعاقات دائمة، أما على صعيد الآليات العسكرية، فقد تم تدمير 750 منها، بين تدمير كلي وجزئي.