هناك سخط عالمي كبير على أمريكا وهي في طريقها لتكون معزولة وكل ما ذهبت إليه ليس من أجل مصلحة دولية

عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في حوار مع قناة “العالم”: لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية ولا نستهدف إلا السفن الإسرائيلية أو المتّجهة إلى إسرائيل بعد المناداة والتحذيرات النارية

 

من يريد أن يحافظ على الملاحة الدولية فليقل لأمريكا كفى إثارةً للمشاكل وإثارةً للحروب وتوسيعاً للمعركة

عندما نتحرك في البحر الأحمر أو نرسل الصواريخ إلى فلسطين المحتلة إنما من أجل أن نوقف حرب الإبادة في غزة

أمريكا لا تقود هذا التحالف اليوم من أجل خدمة الإنسانية وإنما من أجل استمرار الجرائم ضد الإنسانية

لو كان السلاح الأمريكي قادراً على حماية السفن التجارية البحرية لما ذهب للبحث عن الدول ليشكّل معها تحالفاً

الدول العربية يجب أن تفهم أن الأمن القومي يتصدر المشهد من خلال حفاظنا جميعاً على ذلك

التحالف الأمريكي هو دليل على فشلها قوة وأحقية القضية الفلسطينية وإن تحركنا هو التحرك المطلوب والمسؤول

أمريكا تشجع الكيان على الإبادة في فلسطين لأنها دولة قامت على إبادة الهنود الحمر الشعبَ الأصلي في أمريكا

حمّل عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية عسكرة البحر الأحمر والاعتداء على الملاحة الدولية فيه وما يترتب على ذلك من عواقب.
وقال عضو السياسي الأعلى في حوار مع قناة العالم بثته الليلة الماضية “نقول للأمريكيين أنتم تعتدون على الملاحة الدولية بعسكرة البحر الأحمر ونحملكم مسؤولية أي عواقب قد تحصل “.
وأضاف:”سيكون هناك رد يمني على أي خطوات تقدم عليها أمريكا وتحالفها المزعوم تجاه الأراضي اليمنية وسيتم استهداف سفن أي دولة تتحرك ضد اليمن وتتجه إلى استهداف شعبنا وستتضرر ملاحتها، ونتمنى ألّا نصل إلى هذه الخطوات التصعيدية”.
وأكد أن هدف أمريكا من تحالفها المزعوم تضليل الرأي العام العالمي ومساندة الكيان الصهيوني ليستمر في إبادة الفلسطينيين دون إزعاج.
وأشار إلى أن “المسمى الصحيح لهذا التحالف هو تحالف حماية السفن الإسرائيلية لاستمرار المجازر والجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني”.
ولفت عضو السياسي الأعلى، إلى أن كيان العدو الإسرائيلي هو من دعا لإقامة تحالفٍ بحري في البحر الأحمر وليست الدول المشاطئة للبحر التي لم تنضم لهذا التحالف.
واستطرد : “لو كان هناك قلق لتحدثت عنه أولاً الدول المشاطئة للبحر الأحمر، كما أن تصريح مدير قناة السويس أكد عدم وجود خطر”، مبيناً أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر والاستهداف المباشر بالصواريخ لأهداف لكيان العدو في الأراضي المحتلة الفلسطينية تهدف إلى وقف جرائم أمريكا والصهاينة بحق أبناء غزة وفلسطين عامة .
وحول التحركات قبالة سواحل بعض الدول المشاطئة للبحر الأحمر قال عضو السياسي الأعلى :”لا علم لنا بشأن التحركات قبالة سواحل الصومال أو جيبوتي أو بمن يقوم بها، ولو كانت عملياتنا لأعلنتها قواتنا المسلحة فهي تعلن عن أي عملية تقوم بها، وقد تكون تلك التحركات مسرحية أمريكية كعادتها في تحريك أوراق هنا أو هناك من أجل حشد العالم للوقوف مع ما يريده الكيان الإسرائيلي” .
وتطرق عضو السياسي الأعلى إلى عدد من القضايا حول التحرك اليمني لنصرة الشعب الفلسطيني، وسلامة الملاحة الدولية والموقف العربي والإسلامي ومحور الجهاد والمقاومة بالإضافة إلى وحشية أمريكا وعلاقتها بالكيان الصهيوني وغيرها من الملفات والرسائل والتحذيرات .
الثورة / سبأ

وفيما يأتي نص المقابلة :-

قناة العالم: أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لما أسماها حماية التجارة في البحر الأحمر، وخلال زيارته إلى المنامة قال أوستن “إن الدول المشاركة في الحماية البحرية تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشمل إسبانيا، وستقوم بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن”، وأضاف “إن العمليات اليمنية ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر تُعَدُ تحدياً دولياً يتطلب عملاً جماعياً” على حد تعبيره.

على ضوء هذا الحدث نرحب بضيفنا الكريم الأستاذ محمد علي الحوثي القيادي في حركة أنصار الله وعضو المجلس السياسي الأعلى الحاكم في اليمن. نرحب بكم أستاذ محمد وشكراً لكم لتلبية هذه الدعوة ولحضوركم معنا عبر شاشة قناة العالم الفضائية. طبعاً في ظل هذه التطورات المهمة في المنطقة وبالتحديد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بدايةً كيف تنظرون إلى هذا الإعلان من قِبل الإدارة الأمريكية بأنها تقوم بتشكيل قوة بحرية، عبارة عن تحالف دولي بحري تزعم بأن هذه القوة تكون لحماية البحر الأحمر من الهجمات الحوثية وتسميها طبعاً اسم “حارس الازدهار” ما هو الرد الرسمي اليمني على هذا الإعلان وعلى هذه الخطوة؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، أولاً يجب أن يفهم العالم جميعاً أن هذا التحالف جاء نتيجةً لدعوة إسرائيل لإقامة هذا التحالف من أجل أن تواجه كل من يقف مع الإخوة الفلسطينيين في مواجهة الإبادة التي يواجهونها من قِبل الكيان الغاصب. إسرائيل هي من دعت إلى هذا التحالف وليست الدول المشاطئة للبحر الأحمر. فلذلك يتبين من خلاله أنه تحالف لحماية السفن الإسرائيلية لدعم استمرار المجازر والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. فيجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها. لا يوجد هناك أي خوف ولا قلق على الملاحة الدولية التي يتحدث عنها الأمريكي، لو كان هناك خوف أو قلق على الملاحة الدولية التي يتحدث عنها الأمريكي لكانت الدول المشاطئة هي أول من تتحدث عن هذا، لكن من يتحدث ومن يشعر بالضغط ومن يشعر بأهمية ما نقوم به هو الكيان الغاصب المحتل، فهو الذي يتحدث وهو الذي يدعو وهو الذي يحرض الأمريكيين. والأمريكي معروف بأنه مشارك مع إسرائيل في كل شيء وفي كل التفاصيل، وإسرائيل بالنسبة له كالابن المدلل فيعمل الأمريكي كل ما تريد إسرائيل.

قناة العالم: ماذا عن باقي الدول التي ستشارك في هذا التحالف، هناك هدف جماعي من أجل حماية الكيان الصهيوني وتقديم الدعم لهذا الكيان في استمراره في مجازره تحت حُجّة حماية التجارة العالمية في البحر الأحمر، لأن واشنطن تقول بأن ما يقوم به اليمنيون يشكّل خطراً على التجارة العالمية؟
عضو المجلس السياسي الأعلى: هذا فقط مبرر للتضليل على العالم. لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية، ولو كان هناك خطر على الملاحة الدولية بشكلها العام لما خرج مدير قناة السويس يتحدث بالأمس ويصرّح بأنه “لا يوجد أي ضرر بل أن هناك ارتفاع وزيادة في الإيرادات في هذا الشهر”. كل ما في الأمر أن أمريكا تبحث عن كيف تساند إسرائيل حتى تستمر إسرائيل في المجازر والإبادة للشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك إزعاج. كما أن هذا التحالف أيضاً لا يشمل الدول المشاطئة. وكل ما ذهبت إليه أمريكا ليس من أجل مصلحة دولية، فلو كانت تعلم أن هناك مصلحة دولية منه لذهبت بقرارها إلى مجلس الأمن فهي تهيمن عليه، وكان بإمكانها أن تقدم هذا القرار لتؤكد من خلاله أننا نضر بالملاحة الدولية. كل ما في الأمر أن أمريكا تقدم خدماتها ودفاعها المستمر لاستمرار الإبادة والمجازر وحصار الشعب الفلسطيني من أن يصل إليه الغذاء والدواء والماء والمشتقات النفطية. هذا شيء معروف أمام العالم اليوم، بدلاً من أن تواجه إسرائيل وأن تضغط عليها وأن تمنعها وتوقفها. بالأمس وزير الدفاع يقول “إنه لا يستطيع أن يفرض على إسرائيل أي شيء”، فهذا شيء معروف وواضح ويجب أن نسمّي الأشياء بمسمياتها. هذا هو تحالف لحماية السفن الإسرائيلية لدعم استمرار المجازر الإسرائيلية والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني المحتل والمستضعف والمضطهد والمظلوم.

قناة العالم: نعم. تحاول واشنطن وحلفاؤها أستاذ محمد استمالة الصين أو بالأحرى تحريض الصين على اتخاذ موقف إيجابي مقابل هذا التحالف على أساس أن الاقتصاد الصيني أيضاً يتأثر سلباً جراء ما تقوم به جماعة أنصار الله اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، هل هذا صحيح؟ كيف تردون على هذا الادعاء؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى: هذه ادعاءات أمريكية، نحن نقول للصين ونقول أيضاً للدول العربية، أولاً أنت تعرف بأن أمنك القومي هو بحفاظك على ألّا يكون لديك شريك في البحر الأحمر. فالدول العربية يجب أن تفهم هذا أن الأمن القومي يتصدر المشهد من خلال حفاظنا جميعاً على أن لا تكون لأي دولة أخرى من غير الدول المشاطئة يـدٌ داخل البحر الأحمر، لأنه يعتبر الأمن الخاص بنا، والبحر الأحمر يخصنا ولا يخص الأمريكيين. أيضاً الأمريكي هو يحاول ان يبرر ما يفعله من أجل أن يستمر في المسار الذي رسمه في قمة الهند، في قمة الهند هناك مسار كبير وتحدث عنه وأعلنه أنه يريد أن يستبدل طريق الحرير بشيء آخر وهو المسار الآخر الذي يتحرك من الإمارات برياً ثم إلى كذا ثم يخرج إلى البحر الأبيض المتوسط، المخطط معروف. فالصين لن تقبل بهذا وهي من انتقدته وهي من رفضت ان تشارك في قمة الهند ورفضت مخرجاتها، فلا قلق في هذا الموضوع، الصينيون يعرفون مصالحهم جيداً ويعرفون ماذا يريدون.

قناة العالم: نعم، أستاذ محمد، لوحظ أنه كانت هناك أيضاً إعلانات سابقة أو حديث سابق عن تشكيل تحالف دولي ولكن على أساس بأن هذا التحالف يضم تسعاً وعشرين دولة، اليوم طبعاً هذا التحالف تمخض عن ضم عشر دول فقط ودولة عربية واحدة فقط إنما هي البحرين، كيف تعلقون على تقليص حجم المشاركة في هذا التحالف الدولي وعدم مشاركة السعودية والإمارات في هذا التحالف البحري؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هذا التحالف ـ كما أسميناه لكم ـ بأنه تحالف حماية السفن الإسرائيلية لاستمرار المجازر الإسرائيلية، واستمرار أيضاً الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وبالتالي من يتحرك في هذا التحالف فهو يتحرك لدعم وإعدام وقتل وإبادة الشعب الفلسطيني ولحصار الشعب الفلسطيني من الماء والدواء والغذاء وغيرها من الاحتياجات الخاصة. ما وصلت إليه أمريكا من تحالفها هو دليل على فشلها ودليل على قوة وأحقية القضية الفلسطينية وأنها قضية عادلة وان تحركنا هو التحرك المطلوب والتحرك المسؤول. وندعو بقية الدول العربية إلى ان تتحرك إلى جانبنا وان نشكّل نحن وهم سنداً كاملاً للإخوة الفلسطينيين الذين يُبادون على مرأى ومسمع العالم دون ان يستطيع أحدٌ ان يصل إلى شيء. كم من القرارات في مجلس الأمن الدولي أُفشِلَت أو أفشلها الأمريكي من اجل ان يحافظ على دعم ومساندة الإسرائيلي ومشاركته له في قتل أبناء الشعب الفلسطيني جنباً إلى جنب. التحالف هذا لا يساوي شيئا، وهو تحالف لا يمثّل القضية العادلة وإنما يمثل هجوماً آخر على الفلسطينيين وعلى قضاياهم. وقد خرجت كل الشعوب الحرة وكل الأحرار والناشطين في أنحاء العالم ليقولوا للأمريكي بأن قراره الفيتو بعدم إيقاف المجازر في غزة هو قرارٌ مخز وأفقد أمريكا كامل الاحترام، وقد زاد ـ بفضل الله تعالى ـ السخط على أمريكا بأفعالها الجريئة والمستفزة هذه والأفعال التي تدلل على إجرامها. وأنا لا أستغرب ان أجد الأمريكي اليوم يقف جنباً إلى جنب مع الإسرائيلي فالسبب بسيط وواضح هو ان الدولة الأمريكية قامت على الإبادة فهي أبادت الهنودَ الحمر الشعبَ الأصلي في أمريكا. لذلك عندما يرى الأمريكي ان هناك إبادة إسرائيلية للشعب الفلسطيني لا يستغرب لأنه أصلاً تعوّد على هذا الشيء وقام به وشرعنه وعمل عليه داخل أمريكا. فالإدارات الأمريكية اليوم إنما تتلذذ بما تراه من قِبل الإسرائيلي، كما أنها تسعى لشرعنة ما يقوم به العدو الإسرائيلي لتشرعن لنفسها هي. فيجب على الناس ان يفهموا مثل هذه الأشياء وان يعرفوا المسار الحقيقي للأمريكيين ولماذا يقفون إلى جانب الإسرائيليين.
هذا جانب، الجانب الآخر أن أمريكا تنطلق في الدفاع عن إسرائيل من جانب عقائدي وديني، فهي تعتبر أنه لا بد ان تدافع عن الإسرائيليين لأنها تحمل ـ وجيشها يحمل ـ عقيدة التوراة المحرّفة، فالقضية معروفة. أيضاً هم يقولون “إنه لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدوا إسرائيل”. ووزير الخارجية الأمريكي عندما وطأت قدمه الأراضي المحتلة في فلسطين قال “أنا جئت إليكم كيهودي”. فنحن اليوم نحمّل الأمريكي مسؤولية التحرك في هذا الموضوع، ونقول له أنتم تعسكرون البحر الأحمر وأنتم الآن من تضرون بالملاحة الدولية، وأنتم بفعلكم هذا من تعتدون على الملاحة الدولية ونحملكم مسؤولية أي شيء يحصل.

قناة العالم: نعم، أستاذ محمد، فقط نقطة لم تجب عليها، كيف تعلقون على عدم مشاركة السعودية والإمارات في هذا التحالف، فقط البحرين هي التي ستشارك؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: موقف إيجابي، ويجب أن يستمر، وأن يكون هناك من الدول المشاطئة موقف أهم وأعظم وأكبر لمناصرة القضية الفلسطينية اليوم. أن يتوقفوا اليوم عن أن يشتركوا مع الأمريكي هذا موقف إيجابي، لكن لا يجب أن يكون هذا هو مستوى الرد لديهم. يجب أن يكون هناك موقف حقيقي وموقف واعي وموقف مناصر للفلسطينيين.

قناة العالم: نعم، في حال تشكّل هذا التحالف الدولي فعلاً وباشر بعمله، حضور سفن وفرقاطات في منطقة البحر الأحمر وتحدٍّ للقوات اليمنية، هل أنتم تعتبرون هذا الأمر تدخلاً عسكرياً يستحق الرد؟ وما هو الرد المتوقع؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: إذا أقدمت أمريكا وهذا التحالف المزعوم على أي خطوات تجاه الجمهورية اليمنية تجاه الأراضي اليمنية فإنه سيكون هناك رد بلا شك، وستتضرر ملاحة أي دولة تتجه إلى استهداف الشعب اليمني وسيتم قصف سفنهم.

قناة العالم: على ضوء هذا المعطى هل نتوقع مثلاً حدوث أزمة عسكرية وحرب مواجهة في هذه المنطقة تؤدي إلى إغلاقها منطقة البحر الأحمر وباب المندب؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن لا نريد أن يُغلَق باب المندب ولا أن يُغلَق البحر الأحمر. فمحافظتنا إلى اليوم على عدم الوصول إلى هذه الخطوة والاقتصار على استهداف السفن الإسرائيلية والسفن التي تتجه إلى إسرائيل ـ بعد الإعلان والتوضيح وبعد إعطاء الإشارات للسفن بأن تتوقف وأن تعود ـ تدلل على أننا لا نريد استهداف السفن بشكل عام ولا نريد إغلاق باب المندب. نحن نعمل على حماية البحر الأحمر ونعمل أيضاً على حماية قناة السويس بعمليات البحرية اليمنية. نقول للإخوة الأشقاء ـ وسبق وأن كررت هذا الموضوع ـ إن عملياتنا البحرية هي حماية أيضاً للسويس من أن يكون هناك شق لقناة “بن غوريون” التي يتحدث عنها الإسرائيلي ويعتبرها حلماً من أحلامه. أيضاً في الحديث عن حفاظنا على الملاحة في البحر الأحمر نذكّر بأنه مضت تسع سنوات من العدوان على بلدنا ولم نتعرّض لتلك السفن بأي شيء. ومنذ أن أعلنت القوات المسلحة تحذيرها وإلى اليوم لم يتم اعتراض بقية السفن، فالسفن مستمرة في الإبحار عبر البحر الأحمر وباب المندب، ولم يتم إلا استهداف السفن الإسرائيلية أو المتّجهة إلى إسرائيل بعد المناداة عليها وبعد إطلاق حتى العمليات التحذيرية النارية وبعد محاولة ثنيها عن أن تذهب إلى هناك، ففي حالة إصرارها على الاستمرار تقوم الجمهورية اليمنية ممثلة بالقوات المسلحة اليمنية باستهداف هذه السفن، وهذا شيء مُعلَن ومعروف. وكان هناك في هذه النقطة بالذات شرط بأنه إذا تم إدخال المساعدات إدخال الماء والغذاء والدواء إلى الإخوة في فلسطين في غزة فستتوقف جزئياً، أي سيكون هناك تخفيض للتصعيد ـ إن صح المعنى وإن صح التعبير ـ فيما نقوم به أو ما نعمله من أجل نصرة الإخوة في غزة.

قناة العالم: نعم، في حال تعرضتم لأي هجوم أستاذ محمد من قِبل هذه القوة المتحالفة الدولية البحرية، ما مدى جاهزية صنعاء للرد أو لخوض هذه المواجهة للخوض في حرب على صعيد هذه السفن في تلك المنطقة؟ وهل استهدافكم فقط سيقتصر على هذه السفن المهاجمة أم هناك أهداف أبعد من ذلك ستكون في مرمى النيران اليمنية في حال حدوث أي مواجهة قادمة؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أي دولة تتوجّه ضدنا أو تتحرك ضدنا سيتم استهداف السفن التابعة لها داخل البحر الأحمر كما يتم استهداف السفن التابعة لإسرائيل والمتوجهة إلى إسرائيل. فمن يريد أن يحافظ على الملاحة الدولية فليقل لأمريكا كفى إثارةً للمشاكل وإثارةً للحروب وتوسيعاً للمعركة. هذا هو الذي يجب أن يكون صوت العالم اليوم، ليُفهِم أمريكا بأنها ليست ممن يمكن أن تكون حارساً للإنسانية وهي من تنتهك الإنسانية، ولا يمكن ان تكون حامية للقانون الدولي وهي من تدوس القانون الدولي، وهي أيضاً من اخترقه ووضعته تحت أقدامها وهي تقصف في الجمهورية اليمنية وهي اليوم تقصف في غزة. الأسلحة التي تأتي من أمريكا إلى إسرائيل شيء واضح، الدعم الكبير والمعلن شيء واضح، الدعم السياسي الأمريكي في مجلس الأمن شيء واضح. فلذلك نحن ننصح ولا نتمنى ان نصل إلى هذه الخطوات التصعيدية. ونقول للبريطانيين وللفرنسيين ولغيرهم ممن اشتركوا في هذا، إذا أردتم ان تكون هناك سلامة لسفنكم التجارية فعليكم ان تتوقفوا عن حماية السفن الإسرائيلية، لأننا لا ننظر إلى هذا التحالف إلا على أنه تحالف أتى بناءً على طلب إسرائيل وليس بناءً على حماية الملاحة الدولية التي تبررون به موقفكم. ننصحكم ـ بدلاً من هذا ـ بالأفضل والأسهل والخطوة الإيجابية وهي أن تتوقفوا وأن تتجهوا لفتح المعابر للأشقاء في فلسطين وان يكون هناك إدخال للماء والغذاء والدواء، وهذه قضايا إنسانية واضحة، وان يتوقف العدو عن استهداف أبناء الشعب الفلسطيني وعن ارتكاب الجرائم والمجازر المستمرة حتى هذه اللحظة داخل غزة.

قناة العالم: نعم، أستاذ محمد، هل كل الخطوات والقرارات التي تتخذها اليمن تكون منسقة او متماشية مع باقي ركائز محور المقاومة، خاصة فيما يتعلق بقرار استهداف السفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هناك تنسيق في محور الجهاد. ولكن نحن نعتبر ان لكل حركة أو لكل المجاهدين ظروفهم وأن كلاً يتحرك وفق ما يستطيع أن يتحرك به لمواجهة هذه المظلومية الكبيرة. عندما نتحرك بهذا المستوى العالي نحن نتحرك لأننا نتألم، نتألم مما نراه من استهداف ومجازر وما نراه من إرسال الكلاب المتوحشة على الأسرى لنهشهم، عندما نرى الأطفال يموتون جوعاً داخل غزة ونحن من عانينا خلال العدوان ـ لسنواتٍ تسع طوال ـ دون أن نجد من يناصرنا أو يعلن مناصرتنا بالشكل الواضح والكبير أمام الهجوم الأمريكي السعودي الإماراتي. نحن نقف اليوم وقفة إنسانية ووقفة إسلامية ووقفة دينية ونتحرك بالتنسيق مع الأخوة في محور المقاومة. وأنا هنا أشكر الإخوة في المقاومة في حزب الله والمقاومة في العراق، ولا أنسى أن أشكر أيضاً الإخوة الأعزاء الكرام المحترمين المجاهدين داخل غزة من أبناء الفصائل المجاهدة في حماس ومن الجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل المشتركة في هذه المعركة الوطنية البطولية الذين يستمرون فيها. وندعوهم إلى ان يصمدوا فما قُدِمَ حتى اليوم هو فاتورة كبيرة من أجل النصر فيجب ان تستمروا ولا تسمعوا لأولئك الموشوشين أو أولئك الذين يريدون أن يحرزوا انتصاراً من خلال الحوار لإسرائيل. يجب أن تفهموا بأن الأهداف التي رُسِمت باستمراركم من اليوم فصاعداً ستُحَقّق بإذن الله تعالى، ونحن إلى جانبكم وسنعينكم. نقول للجميع هناك، نحن إلى جانبهم وسنعينهم وسنعمل بكل ما في وسعنا. ولا زالت هناك أيضاً أشياء كثيرة كما قال القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – عندما أعلن انه سيتم استهداف السفن داخل البحر الأحمر وقال “سنعمل أيضاً ولدينا أوراق عسكرية أخرى لم نصل إليها بعد”. فليطمئن الأخوة من أبناء حماس والأخوة من أبناء الجهاد وغيرهم من أبناء فلسطين أو كذلك في حزب الله من انه لا زالت هناك أيضاً أوراق كبيرة، لكن لا يجب ان نتحدث عما سنقدم عليه، لأن لكل عملية ستقوم بها القوات المسلحة اليمنية ثمرتها وانتصارها وإعلانها، كلها هذه هي أهداف يجب ان يفهموها في الوقت المناسب وبالشكل المناسب الذي ستعمل عليه بإذن الله وزارة الدفاع مع بقية الإخوة المجاهدين في محور الجهاد والمقاومة.

قناة العالم: نعم، استاذ محمد، هناك بعض الهجمات قبالة سواحل الصومال أو جيبوتي بعض التحركات، وأصابع الاتهام تتجه مقابل هذه التحركات إلى القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله، فكيف تردون على ذلك؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: القوات المسلحة تعلن عن أي عملية تقوم بها ولا نخشى على الاطلاق، فمبدأنا واضح وقضيتنا واضحة، وقائدنا – حفظه الله – عندما يريد ان يتوجه ضد أحد ـ كما فعل اليوم ـ هو يعلن ذلك في خطاب، ليس لدينا سِرِّيَات على الإطلاق. وبالنسبة لما يحصل في تلك المناطق فلا توجد لدينا معرفة بمن يتحرك هناك، وقد تكون هذه من المسرحيات التي تقوم بها أمريكا التي تعمل عادةً على ان تحرّك أوراقاً هنا وهنا من أجل ان تحشد العالم للوقوف فيما يريده الإسرائيلي فقط.

قناة العالم: نعم، على الصعيد الدبلوماسي هل صنعاء تجري مجموعة من الحوارات والتحركات الدبلوماسية لرفع الحصار عن أهل غزة بالإضافة إلى ما تقوم به طبعاً في البحر الأحمر وباب المندب؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: بالتأكيد هناك تواصل مستمر وهناك حديث لكنه غير مباشر مع الأمريكيين، فنحن لا يشرفنا ان نقف إلى جانب دولة قاتلة تعتدي لا تحترم القوانين تعمل بكل ما في وسعها لأن تكون هي من تشرّع لما تريد وان يكون عملها الميداني وعلى الأرض هو التشريع لها. لذلك هناك تواصل غير مباشر، ونحن واضحون في هذا الموضوع، والأخ الأستاذ محمد عبد السلام تحدث عن هذا الموضوع في تصريحات متعددة، والأشياء هذه هي معروفة وواضحة للجميع. نحن نعمل هذه العمليات كلها من أجل ان نوقف جرائم أمريكا وإسرائيل فقط. عندما تحركنا في البحر الأحمر أو عندما نرسل صواريخنا إلى الأراضي المحتلة الفلسطينية إنما من أجل ان نوقف ما يحصل اليوم من إبادة وإجرام وما يحصل اليوم من تجويع متعمّد وما يحصل اليوم من قتل وإعدام، هذه كلها فقط في الجانب الإنساني. نحن من نحمل رسالة الإنسانية اليوم وليست أمريكا. نحن من نعمل على ان نكون ممن يطبّق الإنسانية في هذا العالم وليست أمريكا. أمريكا هي ترسل القنابل من أجل الاستمرار في الإبادة، ترسل الصواريخ من أجل الاستمرار في تجويع الشعب الفلسطيني، ترفض قرارات وقف العدوان من أجل ماذا؟ فقط من أجل خدمة لإسرائيل وان تعمل إسرائيل بدون أي قلق.

قناة العالم: كيف قرأتم انعكاس هذا القرار الذي اتخذتموه فيما يتعلق بمنع السفن التجارية المتجهة إلى الكيان الصهيوني أو تغيير بوصلتها، كيف انعكس هذا القرار على واقع العدوان في غزة برأيكم، كيف وأين؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: كيف وأين؟ هذا يستوجب ان نكون هناك تقارير إعلامية من قِبل قناة العالم والميادين والمسيرة وكل القنوات الحرة والبطلة والجزيرة وغيرها من القنوات التي تتحرك وتساند القضية الفلسطينية. إن اليهود أنفسهم ومن خلال قنواتهم يتحدثون عن هذه الخطوة وعن الخسائر الناجمة عنها. الكل يعرف أهمية هذه الخطوة التي لم نقدم عليها عبثاً أو استكبارا إنما تنفيذاً للتوجيهات الإلهية في نصرة إخواننا في فلسطين، لكن بالأرقام هذا عليكم أنتم في القنوات.

قناة العالم: نعم، هذه الخطوة التي أعلنتها الولايات المتحدة الآن على لسان وزير الدفاع أنها ستقوم بإيجاد تحالف دولي وبعض الدول فعلاً أعلنت مشاركتها في هذا التحالف، في نفس الوقت أمريكا منذ السابع من أكتوبر منذ بداية عمليات طوفان الأقصى كانت تدعو إلى تجنّب أي مواجهة دولية إقليمية أو تحول هذا الصراع إلى صراع إقليمي دولي، هذه الخطوة برأيك ألا تصب في هذا الاتجاه أي تزيد من احتمالية تطوير هذا الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: سبق وأن تحدثنا أن إسرائيل هي من طلبت من أمريكا بأن تنشئ هذا التحالف. هذا التحالف هو يعني عسكرة البحر الأحمر وتوسيع الصراع. وأي شيء يحصل في مواجهة الملاحة الدولية فأمريكا والدول التي تشارك معها تتحمل مسؤوليته. فهي لا تقود هذا التحالف اليوم من أجل خدمة الإنسانية وإنما تقوده من أجل استمرار الجرائم ضد الإنسانية الجرائم ضد الفلسطينيين والشعب في غزة، هذا هو الذي يجب ان يفهمه الجميع. والموضوع معروف للناس جميعاً أن أمريكا لا تسعى من أجل الإنسانية على الإطلاق بل تبحث عن كيف تدمرها. وهذا هو شعار لليهود أنفسهم، إنهم يريدون ان يهلكوا الحرث والنسل كما قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ في القرآن الكريم، فهم اليوم يتلذذون ويمارسون هذا الشيء.

قناة العالم: طيب، نحن نعلم أن اليمن كان قولاً وفعلاً له دور مشرّف وموقف مشرّف عملي فيما يتعلق بنصرة أهلنا في غزة وتقديم الدعم فعلاً عملياً لأهلنا في فلسطين. السؤال هو هل تلقيتم أي رسائل دبلوماسية من قِبل الدول العربية إزاء هذا الموقف المشرّف الذي تقوم به صنعاء تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية وخصوصاً على ضوء ما يحدث في غزة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: الرسائل هي واضحة ـ كما قلت لكم في السابق ـ بأنها لم تشارك في هذا التحالف وترفض أن تشارك فيه. ولكن أن تكون هناك رسائل رسمية وصلتنا حتى الساعة فلا أعتقد.

قناة العالم: طيب، الآن برأيكم ما هو المطلوب من الأمة العربية والإسلامية خاصة عندما تعلن أمريكا إنشاء تحالف دولي من هذا القبيل، ما المطلوب عربياً وإسلاميا خطوة تقابل الخطوة الأمريكية؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: الخطوة التي زعمتها أمريكا من البداية هي ألّا يكون هناك توسّع للصراع، وان تبقى هي وإسرائيل تمارسان وتتلذذان باستمرار المجازر والحصار والقتل والتجويع للشعب الفلسطيني، وهي خطوة معلنة من قِبل الأمريكي لا نريد توسّع الصراع. نقول لهم فلتوسعوا الصراع حتى يتوقف هذا العدو الأمريكي والإسرائيلي بصلفه واستكباره. كل ما قمتم به وتحركتم من أجله والأشياء الدبلوماسية والبيانات لم تُجدِ حتى اللحظة، حتى عندما قلتم في القمة التي عُقِدَت في جدة بأنكم ستشكلون منها مجموعة للتواصل وذهبتم إلى الصين وإلى عدة دول لم تجد حتى الساعة، لم يتوقف القتل ولم يتوقف الحصار ولم تتوقف الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، فكل ما هو من بداية العدوان هو مستمر حتى اليوم. فلا بد على الأخوة من الأنظمة جميعاً العمل على أن تتوسع المعركة، ما لم فستعمل إسرائيل على تحقيق كل الأهداف التي أعلنتها دون هوادة ودون أن تنظر إلى أحد. يجب أن تفهم هذا جميع الأنظمة العربية والإسلامية، فلا أحد خارج عن المسؤولية في أن ينصر هؤلاء الأبطال المظلومين في غزة والصامدين الأحرار الذين وقفوا وقفة الأسود وقفة الرجال وقفة العربي وقفة الإنسان المسلم العزيز الذي يرفض أن يُذَل أو أن يَجبُن أمام تلك المجازر التي يواجهها، يخرجون من تحت غارات القصف ـ كما كنا نشاهد أبطال شعبنا في بلدنا الجمهورية اليمنية ـ يخرجون من تحتها وهم أكثر قوة وعزة وأيضاً معنوياتهم عالية ومرتفعة، نشاهدهم اليوم هناك من الأطفال من الكبار ومن الصغار في غزة يخرجون وهم يحملون الإباء والعزة والكرامة ويرفضون أن يقبلوا بإسرائيل أو ان يقبلوا بالاستمرار في قبول أي وضع تريده إسرائيل، وهذا هو شيء مقدّر للأخوة في فلسطين.

قناة العالم: أستاذ محمد، نحن نعلم بأن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية حاولوا ويحاولوا شيطنة قوى المقاومة وتحركاتها. الآن ما تقوم به طبعاً القوات المسلحة اليمنية، أنتم في المقابل ما هي رسائلكم للمجتمع الدولي خاصة إلى الشركات التي قررت إيقاف مرور سفن الشحن عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، هل تقدمون لهم رسائل تطمينية؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أربعة أهداف نحن قد ذكرناها من قبل، أولاً أن يردوا على الدعوات التي توجهها لهم القوات اليمنية، أن لا يُزوّروا جنسيات السفن، وأن يعلنوا تبعيتها ويرفعوا أعلام الدول التي تتبعها، أيضاً أن يستجيبوا إذا وُجِه لهم شيء وسيكونون بعيدين عن الاستهداف، وأن لا يتجهوا إلى إسرائيل ولا يدعموا إسرائيل. من يقم بمثل هذه الخطوات فهذا شيء مقدّر للشركات الملاحية، ويجب أن تحافظ على أمنها. لو كان السلاح الأمريكي الذي يعمل منذ بداية عملية طوفان الأقصى ومنذ أن أعلنا عملياتنا قادراً على حماية السفن التجارية البحرية لما توقف للحظة واحدة ولما ذهب حتى للبحث عن هذه الدول ليشكّل معها تحالفا. من الغريب ان إحدى الدول التي هي ضمن تشكيلة التحالف لا يوجد لديها إلا مائة وستة عشر جنديا يحمون بلدها وهي خمسمائة متر. نقول لهم، الأمريكي يعلم قطعاً بأن هذا التحالف والقوة العسكرية لا يمكن أن تقدّم شيئا لحماية السفن. الشيء الوحيد الذي سيقدَّم لحماية السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة والسفن التي تتبع إسرائيل هو توقف العدوان والسماح بدخول جميع المساعدات من خلال فتح جميع المعابر للفلسطينيين بصورة دائمة.

قناة العالم: نعم أشكركم جزيل الشكر الأستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى الحاكم في اليمن لهذا الحضور وهذه المشاركة. هل بقي لديكم شيء تود طرحه؟
-عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: بقي لدينا نصيحة للأخوة في فلسطين وللإخوة العرب، أولاً نقول لهم، اليوم ستعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، والقرار الذي قد قُّدِم له قُـدِّم على أساس أن لديهم آلية فيه، ننصحهم أن لا يقبلوا بها، فأمريكا وإسرائيل تهدفان من خلال هذه الآلية إلى أن تكون هناك قوة مشتركة في المستقبل لتحميهما، تريدان أن تكون هناك حماية. نقول لهم أيضاً إن ما يُطرَح في القرار الجديد بأنه ستكون هناك رقابة على ما يتم الدخول إلى غزة، هذه هي فقط من أجل العرقلة. نحن نعلم فقد فعلت الأمم المتحدة أمام الجمهورية اليمنية موضوع الرقابة وهي تعرقل ولا تفيد إدخال المساعدات. ونقول للأمريكي وللإسرائيلي ولمجلس الأمن الدولي، لو كان أولئك قادرين على إدخال السلاح إلى غزة لأدخلوا الطعام والدواء والغذاء بالأولى. فأن تأتوا برقابة من أجل أن لا يكون هناك دخول شيء غير الطعام والدواء والغذاء فهذه سخافة واستخفاف بالعالم بكله. لو سمحوا بإدخال الغذاء والدواء لقلنا بيّض الله وجوههم. لكن أن يوجدوا رقابة لأجل يفتشوا ويتأكدوا فاطمئنوا لن يدخل للفلسطينيين أي شيء على الإطلاق بصورة رسمية، فمعروف موقف هذه الدول.
إن على الدول العربية أن تغيّر من استراتيجيتها في أن تكون بهذا المستوى من الصغار ومن الاستهبال، لا يمكن على الإطلاق أن تواجه القوةَ التي تعتدي على الفلسطينيين إلا قوةٌ مماثلة، وعليهم أن يدعموا هؤلاء الأبطال بالجيش بالسلاح بالعتاد بكل شيء، هذا ما يجب على الدول جميعاً أن تفعله، لا أن تذهب لبحث كيف توجِد عرقلةً حتى على المساعدات التي بإذن الله ومن خلال البحر الأحمر ستدخل إلى غزة. أقول لكم أيضاً إن قوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لا تقبل بها إسرائيل. لم تقبل إسرائيل بأي قانون ولم تنفّذ أي قانون. فنقول لمجلس الأمن، ضعوا القوانين، والجمهورية اليمنية ـ بإذن الله تعالى ـ مع جميع أحرار العالم سيجبرون إسرائيل وأمريكا على تنفيذ القانون الذي سيضعه مجلس الأمن، وهو المعتاد على أن لا تُنفَّذ قوانينه.
قناة العالم: شكراً جزيلاً لكم أستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن لهذا الحضور معنا عبر قناة العالم حدثتنا من صنعاء شكراً جزيلاً لكم.

قد يعجبك ايضا