جنود الاحتلال المصابون بالمرض غير صالحين للقتال ومعرضون للخطر: «الزحار» ينتشر بقوة في صفوف الجيش الإسرائيلي
الثورة/ يحيى الربيعي/ وكالات
قطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والكهرباء عن قطاع غزة مع بداية الحرب، وفرض على أهله أوضاعا حياتية صعبة، لكنه لم يكن في حسبانه أن جنوده سيدفعون ثمنا لذلك بعد بدء توغلهم البري بالقطاع.
وحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن قوات الاحتلال في غزة واجهت «ارتفاعا غير عادي» في حالات الإصابة بالأمراض المعوية والتسمم الغذائي بين الجنود، وبناء على ذلك تم إجلاء 18 جنديا لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم بتفشي بكتيريا الشيغيلا -التي عادةً ما تتفشى بسبب انعدام النظافة- وأعراض الإسهال والقيء.
وتتمثل أعراض هذه البكتيريا في آلام حادة ومفاجئة في البطن وتقلصات، وحُمى حادة، وغثيان وقيء، إضافة لإسهال مائي ودموي.
ووفقا للصحيفة، قال مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام في أشدود، الدكتور تال بروش،: «لقد تفشى مرض الإسهال بين الجنود في الجنوب، وفي مناطق التجمع، وفي وقت لاحق أيضا بين الجنود الذين ذهبوا إلى القتال داخل غزة». «لقد تم تشخيص الإصابة ببكتيريا الشيغيلا التي تسبب مرض الزحار، وهذا مرض خطير للغاية، كما تفشى المرض بين الجنود في غزة. وتتم الإصابة ببكتيريا الشيغيلا من خلال الاتصال المباشر بين شخص وآخر أو من خلال الطعام».
ويوضح الدكتور تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية في المستشفى العام بأسدود أن تفشي هذه البكتيريا لها عواقب عملياتية «إذا كان هناك 10 جنود في سرية مشاة يعانون من حمى تصل إلى 40 درجة ويعانون من الإسهال كل 20 دقيقة، فإنهم غير صالحين للقتال ويعرضون أنفسهم للخطر».
والزحار أو (الدسنتاريا) هو نوبة إسهالية يحتوي فيها البراز الرخو أو المائي على دم أحمر مرئي.
ويمكن أن يسبب الزحار، عددا من العوامل المُعدية، تتراوح من الفيروسات والجراثيم والديدان الطفيلية، وقد ينتج أيضا عن تهييج كيميائي للأمعاء.
ويقول موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إن بكتيريا الشيغيلا تسبب ما يقدر بنحو 450 ألف حالة عدوى في الولايات المتحدة كل عام وما يقدر بنحو 93 مليون دولار من التكاليف الطبية المباشرة.
وهناك أربعة أنواع رئيسية من الشيغيلا وهي، شيغيلا السوني Sonnei) ) وهي النوع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، والشيغيلا الفلكسنرية Flexneri))، وشيغيلا بويدي (boydii) ، والشيغيلا الزحارية (Dysenteriae) التي انتشرت عند الجنود الإسرائيليين.
يذكر أن نوعا الشيغيلا، الفلكسنرية، وبودي، نادران، لكنهما لا يزالان من الأسباب المهمة للمرض، بينما تعد الشيغيلا الزحارية، أبرز نوع قد تؤدي مضاعفاته إلى موت المصاب، وفق «سي دي سي».
تنتشر الشيغيلا بسهولة؛ إذ لا يتطلب الأمر سوى عدد قليل من البكتيريا لإصابة شخص ما بالمرض.
ويمكن للأشخاص المصابين بعدوى الشيغيلا أن ينشروا العدوى للآخرين لعدة أسابيع بعد انتهاء الأعراض عندهم.
ويمكن أن يصاب الشخص بالعدوى عن طريق الابتلاع اللاإرادي للبكتيريا، مثل مسح الفم باليدين بعد التصاق الشيغيلا بهما، إثر لمس أي سطح ملوث.
كما أن تناول الأطعمة المحضرة من قبل شخص مصاب بعدوى الشيغيلا، تعد من أبرز أشكال الانتشار.
كذلك، يعد ابتلاع مياه حمام السباحة أو أي بحيرة أو أي مياه معالجة بشكل غير صحيح من أسباب الإصابة بالعدوى (مياه الشرب الملوثة، مياه البئر الملوثة بمياه الصرف الصحي، أو مياه الفيضانات إلخ).
كما أن التعرض للبراز أثناء الاتصال الجنسي مع شخص مصاب بعدوى الشيغيلا أو تعافى مؤخرا تعد من بين أهم الأسباب.
ورصد برنامج شبكات جانبا من تعليقات مغردين على إصابة جنود الاحتلال بالتسمم الغذائي والأمراض المعدية، ومن ذلك ما كتبه مغردون: «دخلوا غزة ليقتلوا ويدمروا بعد حصار خانق لكنهم لم يتوقعوا أن يذوقوا من نفس الكاس، لو لم تقطعوا الماء لوجدتم ما تغسلون به أيديكم من البكتيريا».
واتفقت مجموعة من التغريدات مع الفكرة ذاتها قائلين: «بطبيعة الحال سيصابون بأمراض، فقد تسببوا بانتشار الأمراض في غزة وحالات وفيات كثيرة بسببها، هل توقعوا ألا تصلهم العدوى؟ تحصدون ما زرعتم فقط».
أما البعض، فغرد «يبدو أن هناك مرضا قد انتشر الآن بين صفوف الجيش بكتيريا «الشيغيلا» وأصابت جند العدو بالإسهال والمغص وأتمنى أن يكون الإسهال والمغص من الخوف والرعب الذي استوطن قلوبهم».
فيما رأى البعض أن «انتشار الأمراض العضوية والنفسية لا مفر منه بين جنود الاحتلال»، مضيفا «اسألوا حكومتكم لماذا أرسلتكم وقطعت الغذاء والماء عنكم لقد ورطتكم داخل غزة ولن تخرجوا منها كما دخلتموها».
معاناة نفسية
في سياق متصل قالت هيئة البث الإسرائيلية أن 2000 جندي تلقوا مساعدة الطب النفسي منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، بينهم 200 خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العملية البرية في قطاع غزة التي بدأت يوم 27 من الشهر نفسه.
وأضافت أن ما بين 75 إلى 80 % من هؤلاء المجندين، ممن تم تصنيفهم مصابين في المعركة، تمكنوا من العودة إلى صفوف وحداتهم في الميدان ومواصلة مشاركتهم.
وبحسب الهيئة، يتم تعريف المصاب في أرض المعركة بأنه جندي تعرض لحدث مثل إطلاق نار أو مواجهة أو إصابة أو كان شاهدا لإصابات خطيرة ومشاهد خطيرة لآخرين، مما أدى إلى تراجع في مستوى أدائه.
وتابعت هيئة البث الإسرائيلية أنه يمكن أن يتجلى الضرر على المستوى الوظيفي في ردود الفعل لديه مثل الانزواء، أو الصمت، أو القلق أو التوتر أو الشعور العام الصعب الذي يلازم الجندي في مثل هذه الحالات.