لا يختلف أي عربي أو مسلم- لديه قدر من القيم الدينية والأخلاقية والمشاعر الإنسانية- على القضية العربية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وفي الوعي الجمعي اليمني لفلسطين مكانة وجدانية مقدسة ذات أبعاد دينية وقومية وحضارية وإنسانية، مشاعر تستوطن وجدان الشعب اليمني الذي يؤمن، ليس بعدالة القضية الفلسطينية بل بقدسيتها وأن وحدة الهوية والانتماء تشدهما عفويا باتجاه فلسطين، وفلسطين قضية حاضرة في وجدان وذاكرة الشعب اليمني، ولم يحدث منذ وقت طويل أن تماهت المواقف الشعبية مع الموقف الرسمي في اليمن إلا تحت قيادة سيد اليمن وقائدها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي جسد- في موقفه- الموقف الشعبي بعيدا عن الحسابات السياسية أو سياسة فوق وتحت الطاولة، بل انحاز السيد القائد وانهمك ميدانيا في المشهد الفلسطيني المقاوم، معبرا بموقفه هذا عن إرادة شعب يتفاعل مع هذه القضية تاريخيا وقدم آلاف الشهداء من أبنائه في طريق فلسطين الثورة والمقاومة والقضية منذ عام 1936م، حين اندلعت ثورة القسام عز الدين ضد الوجود الاستعماري البريطاني والعصابات الصهيونية، هذا الموقف اليمني لا أعتقد أن هناك من يخالفه أو يعترض عليه ومن يفعل ذلك فهو إما أنه مسلوب الإرادة لا يملك قراره ولا حريته، أو إنه قد بلغ مرحلة من العمالة والارتزاق وأصبح جزءا من أدوات الصهيونية _الإمبريالية الأمريكية..!!
بمعنى أنه عندما تزعم بريطانيا أنهم طلبوا منها ومن أمريكا التدخل لحماية باب المندب والملاحة الدولية مما أسموه ( إرهاب مليشيا الحوثي)، إن صدقت بريطانيا في هذا فإن من طلبها ليس يمنياً ولا علاقة له بالشعب اليمني وقيمه وأخلاقياته، وإن كان المقصود بهم من يطلقون على أنفسهم ( الشرعية)، فإننا نقول لبريطانيا ولكل من يستخدم هذه الشرذمة من المرتزقة لاستهداف اليمن، إن هؤلاء لا علاقة لهم باليمن وأن عليكِ- أي على بريطانيا- أن لا تورط نفسها مع هؤلاء ويكفي أن ترى كيف ورطوا حلفاءهم فيما يسمى ( قوات التحالف) الذين أصبحوا يعانون من هذه العصابة المرتزقة ويتمنون الخلاص منهم، لأنهم أصبحوا مجرد عالة لا فائدة ترجى منهم إلا أنهم يستنزفون خزائنهم ويفسدون فيها وعلى بعضهم؟!
كان هناك بعض اليمنيين يراهنون على ترويكا مرتزقة الشرعية بأن يتعقلوا يوما ما وأن يعودوا لرشدهم لكن فلسطين عرتهم وأظهرتهم على حقيقتهم أمام الشعب اليمني الذي يمكن أن نختلف معه ويختلف مع بعضه عن كل شيء كل شيء حتى طريقة إعداد وجبة طعام يمكن الاختلاف عليها، لكن لا يمكن أن يختلف هذا الشعب على قضية فلسطين وعدالتها، فجاءت المواقف المخزية من قبل هذه العصابة لتكشف ارتباطهم بالعدو وبالأمريكي ومشروعهم التآمري والاستعماري ضد فلسطين والمنطقة، ولهذا تقف صنعاء عصية على الانحناء والانكسار شامخة كشموخ نقم وعيبان وشمسان وردفان، نعم أثبت مرتزقة الشرعية أنهم مجرد أدوات للعدوان الصهيوأمريكي وهم أعداء أنفسهم بدرجة أساسية لأنهم يهينون أنفسهم حين يتبنون مواقف ابتذالية رخيصة، لكن هؤلاء هم..؟ أليس هم من ذهب يستجدي التحالف الدولي لقتل شعبهم؟! أليس هم من اتخذت منهم دول العدوان ( بيادات) للدخول إلى اليمن وتدميره وقتل أبنائه منذ تسع سنوات.. فماذا كانت النتيجة؟!
لذا نقول لبريطانيا ولكل من يفكر أن يشاركها مهمة الحماية الملاحية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أن اليمن وقواتها البحرية لا تستهدف الملاحة الدولية بل تستهدف السفن الصهيونية ومن يتعاون معها، وليس لها أي أهداف بسفن الآخرين بل تعمل على حماية الملاحة المفتوحة لكل سفن العالم باستثناء السفن الصهيونية، وهذا يجعل أي محاولة للتواجد العسكري بذريعة حماية الملاحة كفيلا بإغلاق البحر والمضيق أمام كل السفن وتعطيل الملاحة لأن البحر والمضيق سيكونان حينها مناطق عمليات عسكرية غير مأمونة للسفن التجارية والملاحة الدولية..؟!
لهذا نعود ونؤكد أن ترويكا المرتزقة الملقبين بـ( الشرعية)، لا يمثلون الشعب اليمني وليس لهم علاقة بقرار الشعب، والشعب لا يرى فيهم إلا مجموعة مرتزقة يرتزقون باسمه لدى أسيادهم واليمن بريئة منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب بأرضها وإنسانها.