القطاع الصحي في غزة ..أعباء إضافية ومتراكمة و طاقة استيعابية صفر
تدمير المستشفيات وانعدام المعدات الطبية والأدوية وارتفاع حصيلة الجرحى “ثلاثي قاتل” يتربص بجرحى القطاع
الثورة / مصطفى المنتصر
العدوان الصهيوني الشنيع على قطاع غزة ،ألقى بثقلها الدامي وتبعاته الكارثية على الواقع الصحي المنهار في القطاع نتيجة الإجرام الإسرائيلي الفاحش والحصار الظالم الذي فرضته قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ ال7 من أكتوبر الماضي:
أسبوع من الهدنة الهشة ثم عودة للاستهداف ومستشفيات غزة المدمرة “شاهد حي على العدوان لم يبق منها إلا أطلال من الركام وجرحى يصارعون الموت البطيئ” فيما فتات المعونات التي ادعت المنظمات الإنسانية بدخولها إلى القطاع المحاصر لا تزال بعيدة ،ما تسبب بأعباء إضافية مع توافد مصابي الأمراض المزمنة التي طالما غضت المستشفيات الطرف عنهم قليلا طيلة أيام العدوان على قطاع غزة لقلة الإمكانيات وارتفاع عدد الإصابات والحالات الحرجة التي اكتظت بها المستشفيات والمراكز الصحية ومنها من لا يزال ينتظر دوره في الحصول على العناية والعلاج في ظل استمرار الإرهاب الصهيوني على قطاع غزة .
مستشفيات بلا أسرة ومرضى بدون علاج
رغم هدوء الأوضاع عسكريا وتوقف حدة القصف الصهيوني على قطاع غزة التي رافقت أسبوع الهدنة المؤقتة الأسبوع الماضي، استمرت مستشفيات غزة في حالة الاستنفار المتواصل وحالة الطوارئ القصوى التي فرضتها الوحشية الصهيونية التي دمرت المستشفيات في القطاع بشكل كامل وفرضت حصاراً ظالماً على المشتقات النفطية والمواد الطبية والأدوية ومنع وصولها إلى المستشفيات ما تسبب بانهيار الوضع الصحي وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي ظل استمرار الوحشية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي تم قصف وتدمير قرابة 25 مستشفى في قطاع غزة ووصول أرقام المصابين إلى 36 الف مصاب وجريح ، ما دفع الأطباء إلى فرز الإصابات والتعامل مع الحالات الحرجة أولا وتأجيل معاينة الحالات الأخرى ومرضى الأمراض المزمنة والعادية إلى وقت أخر في مشهد عكس وضاعة الإنسانية المزيفة التي يتغنى بها العالم المزيف ومنظماته التجسسية.
أطباء وممرضو المستشفيات في غزة يواجهون خلال فترة العدوان والهدنة اللاإنسانية أوضاعاً غاية في التعقيد وصعوبات تفوق القدرة البشرية على التحمل في الوقت الذي يتعرضون فيه للاستهداف المباشر والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة بقصفهم وقصف أسرهم ، ضريبة مواقفهم الأخلاقية والإنسانية تجاه المرضى وإصرارهم على تقديم ما يمكنهم فعله ، لإنقاذ الجرحى والمصابين الذين يفترشون الأرض وطواريد المستشفيات .
ورغم الوضع المزري والصعب الذي يعيشه الأطباء والكوادر الطبية وحجم الصعوبات التي يواجهونها خلال فترة العدوان الصهيوني يقبع 26 كادرا طبيا من أطباء قطاع غزة في زنازين الاحتلال الصهيوني حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل لا تزال تعتقل 26 من الكوادر الطبية منذ أكثر من أسبوعين في صورة تعكس مدى الحقد الصهيوني الضغين ضد المدنيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والأخلاقية .
الإرهاب الصهيوني المستمر على قطاع غزة دفع الكوادر الطبية في المستشفيات إلى ترك المرضى والمصابين يفترشون الأرض والانتظار فوق كراسي المعاقين حتى تتاح الفرصة وتتوفر الإمكانيات لتقديم الخدمات الطبية والعلاجات اللازمة لهم في ظل انعدام السعة السريرية وتدمير المستشفيات واستمرار العدوان الصهيوني في ارتكاب المجازر بعد فشل استمرار الهدنة وزيادة عدد الشهداء والمصابين .
أعباء إضافية وطاقة استيعابية صفر
ما يزال الضغط على غرف العمليات على حاله، رغم الهدنة التي لم تصمد لأكثر من 8 أيام إذ ينتظر الكثير من الجرحى دورهم لإجراء العمليات الجراحية. مصادر طبية بينت أسباب المشكلة لحالة العجز التي تواجه الطواقم الطبية حاليا في ظل عدم وجود أسرّة لاستقبال المرضى المحتاجين لدخول المستشفى وايضا عجز الكوادر الطبية في السيطرة على الوضع الصحي مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
وتشير المصادر إلى حجم الضغط المستمر والمتزايد على المستشفيات نتيجة عوامل عديدة من انتشار الأمراض المعدية كالنزلات المعوية خاصة بين النازحين بمراكز الإيواء جراء عدم توفر مياه نظيفة للشرب، وكذلك حالات الالتهاب الرئوي، وهؤلاء كانوا في السابق لا يأتون للمستشفيات بسبب العدوان الإسرائيلي، لكنهم جاؤوا بكثرة خلال التهدئة بالإضافة إلى قلة الأدوية والمستلزمات الطبية وعدم توفر الكميات اللازمة من المساعدات الطبية التي لم تتسع الهدنة لتوفيرها.
وفيما يتعلق بالوقت الزمني لإمكانيات تخفيف هذه الأعباء والمشاكل التي فاقمت من حدة الانهيار بينت المصادر أن الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين الذين ينتظرون دورهم منذ فترة لإجراء العمليات الجراحية، ويحتاجون إلى 15 يوما حتى ينتهي هذا الدور دون شرط ألا يأتي جرحى جدد».
قضية أخرى إشارات اليها مصادر صحيحة فلسطينية في غزة تسببت في زيادة الإقبال على المستشفيات خلال أيام الهدنة، وهي سوء التغذية الذي يعاني منه الأطفال جراء ظروف الحرب، واستمرار الحصار.
إضافة إلى أن الضغط الشديد، على الأقسام والمعدات الطبية تسبب في خروج الكثير منها عن الخدمة حيث ارتفع عدد مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى شهداء الأقصى فقط من 146، وأصبحوا بفعل زيادة عدد النازحين 346، بالإضافة إلى تعطل 4 آلات من أصل 23 لكثرة الاستخدام».