دمار هائل لا مثيل له في غزة والعدو يمنع أكثر من مليون نازح من العودة إلى وسط وشمال القطاع
في ثالث أيام الهدنة.. القسام يسلّم 13 محتجزاً صهيونياً و3 تايلنديين وروسيًّا.. والعدو يُفرج عن 39 أسيراً فلسطينيا كلهم أطفال
شهيد و8 جرحى في غزة و5 شهداء وعدد من المصابين في مخيم جنين
العدو ألقى 40 ألف طن من القنابل والمتفجرات على غزة خلال 48 يوما من عدوانه الغاشم
الثورة /متابعات
سلّمت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء أمس – الصليب الأحمر 13 محتجزا صهيونيا و3 محتجزين تايلنديين وروسيًّا، ضمن المرحلة الثالثة لتبادل الأسرى في إطار التهدئة الإنسانية التي دخلت أمس يومها الثالث فيما سيفرج العدو عن 39 أسيرا فلسطينيا كلهم أطفال وقاصرين.
بدورها، قالت القناة الـ12 التابعة للعدو الصهيوني، إن الصليب الأحمر سلّم المحتجزين المفرج عنهم لجيش الاحتلال.
وأكدت إذاعة جيش العدو أن عملية تسلم الدفعة الثالثة للمحتجزين تمت لأول مرة في شمال قطاع غزة.. وليس في منطقة رفح، كما جرى مع الدفعتين الأولى والثانية.
ومع دخول الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومها الثالث، استشهد مزارع فلسطيني وأصيب 8 آخرون في مناطق من غزة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حذر سكان القطاع من التوجه إلى الشمال.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مزارعا فلسطينيا قُتل وأصيب آخر أمس، بعد أن استهدفتهما قوات صهيونية في مخيم المغازي للاجئين بوسط غزة.
وحذر جيش العدو سكان القطاع من التوجه إلى شماله ومن الاقتراب من السياج الأمني لمسافة تقل عن كيلومتر واحد.
ومنذ بدء الهدنة، تمنع قوات الاحتلال أكثر من مليون نازح في جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقّد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هدّدت باستهدافهم.
واستهدف جيش العدو مجموعة من المواطنين في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، أثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أكثر من مسؤول في قطاع غزة ضرورة إيصال المساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، لا سيما الوقود، كما طالب الهلال الأحمر الفلسطيني بمعدات لرفع الأنقاض للبحث عن المفقودين في قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن الدمار الذي خلفه الاحتلال يعكس رغبته في جعل غزة غير صالحة للعيش.
وأضاف أن أيام التهدئة كشفت عن حجم الدمار الهائل والمجازر الكبيرة التي ارتكبها العدو في غزة على مدى خمسين يوما.
في السياق ذاته، قال المدير العام لوزارة الصحة منير البُرش إن كمية الوقود التي دخلت محدودة، خصوصا في شمال القطاع.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل، إن حجم الدمار في غزة هائل وكبير، مؤكدا انعدام المعدات الضرورية لإزالة الحطام.
فيما قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة طالت مئات الآلاف من السكان، مضيفا أن حجم المساعدات لا يلبي الاحتياجات الكبيرة .
وتظهر المشاهد حجم الدمار الواسع في مدينة غزة وفي شمال القطاع وفي خانيونس ورفح، كما تظهر المشاهد حجم الدمار الكبير الذي لحق بمقر المجلس التشريعي بمدينة غزة، وذلك عقب اقتحامه من الآليات العسكرية الإسرائيلية وتعرضه للقصف المكثف.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن العدو ألقى 40 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأوضح معروف أن القنابل التي استخدمها الاحتلال مؤخرا لم تُستخدم من قبل، ومئات من الشهداء دفنوا في أماكن استشهادهم، والدمار الذي خلفه الاحتلال يعكس رغبته بجعل غزة غير صالحة للعيش.
وبخصوص الوضع في مستشفى الشفاء، غربي مدينة غزة، قال معروف، إنه يفتقر لجميع الإمكانيات وبات غير صالح للاستخدام، وادعاءات الاحتلال بشأنه استغباء لوسائل الإعلام.
ونقل شهود عيان ومصادر محلية، بأن جيش العدو فجّر مولدات الكهرباء في المستشفى وأجهزة طبية بينها أجهزة أشعة، إضافة لمضخات الأوكسجين، قبل الانسحاب منه يوم الجمعة الماضي، بعد نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه.
وفي الضفة الغربية المحتلة استشهد شاب فلسطيني يبلغ من العمر (33 عاما) وأصيب خمسة آخرون، فجر أمس، جراء قصف مسيرة للعدو الصهيوني، منزلا في مخيم جنين بالضفة الغربية ليرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا في المخيم إلى خمسة شهداء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن مسيرة تابعة للعدو قصفت بصاروخ واحد على الأقل منزلا في حارة الدمج بمخيم جنين، ما أدى إلى استشهاد الشاب اسعد علي الدمج وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينهم ثلاث نساء، كذلك قصفت مقر الخدمات في مخيم جنين. وأضافت الوكالة – نقلا عن شهود عيان – أن قوات العدو الصهيوني احتجزت مركبة الإسعاف التي كانت تنقل المصابين من المخيم واعتقلت اثنين منهم.
وكانت قوات كبيرة من جيش العدو الصهيوني ترافقها جرافة عسكرية، قد اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر، ومستشفى ابن سينا، ودمرت الأكشاك أمام المستشفى، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة، كما جرف العدو عدة شوارع في أحياء المدينة، وأطراف مخيم جنين، وداهم عددا من المنازل في منطقة الجابريات والهدف وطلعة الغبز، وأطراف المخيم، ودمر عددا كبيرا من المركبات.
واستشهد أربعة مواطنين فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب ستة آخرون بالرصاص الحي، الليلة قبل الماضية، خلال اقتحام قوات العدو الصهيوني مدينة جنين.
وأعلنت فصائل العمل الوطني الفلسطيني في محافظة جنين الإضراب الشامل، أمس، حدادا على أرواح شهداء جنين ومخيمها.