“كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ”
العلامة/ محمد بن محمد المطاع
يا أيها المؤمنون أعذروني إن صمت فقدت شاهدت ما شاهدتم، شاهدت آلاف الأطفال يذبحهم الطغيان، حتى الطفل الذي خرج نصفه من بطن أمه، نصفه يذبحه الطغيان ونصفه الآخر الذي لازال في بطن أمه يذبحه مع أمه، وحتى لقمة العيش التي يعيش بها الإنسان يمزقها الطغيان قبل أن تصل إلى فمه، وحتى شربة الماء يمنعها الطغيان أن تبل عروقه وحتى وحتى وحتى ….. فمن العبث أن أكرر ما أنتم به أعلم، والكلام يأتي من كل حدب وصوب وآخره الذي خرج من زعامات العالم العربي والإسلامي والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولهذا صمت وكرهت الكلام إذا لم يتبعه فعل، إلا الكلام الذى يرضي الله فهو طعامي وشرابي، وهل يا ترى هذا الكلام الذى تدفق من كل حدب وصوب أنقذ طفلاً واحداً في عصرنا هذا؟
إن الحديث اليوم كان يجب أن يتحول إلى أفعال ويقفز إلى غزة ليؤدب الطغيان الصهيوني الأمريكي الهمجي، كما انطلق من اليمن – المحارب المحاصر الذي تحالف عليه الطغيان وأحرق الأخضر واليابس – انطلق بقيادة رجل الفعل والعمل، وكما انطلق من شجاعة وإيمان حزب الله في لبنان بقيادة رجل الحكمة والشجاعة والإيمان.
ولقد حاورت الكلمات التي كنت أحب أن أطرحها فأقنعتني وقالت لي: كيف أخرج من بين هذا الركام وما هي تداعياته؟ قلت لها: ضعف قادة الأمة العربية والإسلامية فهم المدانون بالدرجة الأولى وقبلهم الشيطان الأكبر كما وصفها الامام الخميني – رحمه الله – قبل أربعين سنة، و بعدها القادة الذين غرسوا هذا الشر قبل ما يقرب من مائة عام، ولا أخفيكم أن الشعوب العربية والإسلامية تتحمل جزءاً من هذا الشر لأنها لم تقاوم وسمحت لهذه الزعامات أن تعتلي فوق رؤوسها وفيها من يعلم أن الشر، لا يولد إلا شراً و أن الإجرام لا ينتج إلا إجراماً وأن الطغاة والظلمة والكاذبين والمراوغين والمنافقين لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقودوا الأمة الإسلامية، وأضرب لكم مثلاً لو كان عفاش باقياً إلى اليوم هل ستنطلق الصواريخ والمسيّرات من اليمن؟ وهل يمكن أن تكون موجودة وهو الذي حطم بنيانها قبل زواله، وهكذا لو ترجعوا البصر مرة أو مرتين على الزعماء الموجودين لعلمتم أنهم لا يملكون إلا الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولذلك صمت، والله أحكم الحاكمين.
وإلى هنا خرجت الكلمات من بين فرث ودم وعلى مضض، ولما سمعت خطاب القائد – حفظه الله ونصره – تدفقت عليّ الغيرة، فقلت لو أن قادة العرب والمسلمين مثل هذا القائد لما تجرأ اليهود المجرمون على قتل أطفال المسلمين ونسائهم وشيوخهم، ولو وجد هذا القائد العظيم الصادق طريقاً لفلسطين لكان مع جيشه المؤمن الشجاع في قلب المعركة ولكن وما أمرَّ لكن، الطغيان الظلمة الفجرة الكفرة قسموا العالم العربي والإسلامي إلى دويلات وغرسوا في قلب الأمة العربية دولة اليهود واحاطوها بحزام موالٍ لها يمنع الوصول إلیها، وفي نیاتهم – هؤلاء الطغاة – تمزيق الممزق من جديد وهذا هو دندنهم.
وأخيراً أقول شكراً للقائد، فقد مثلت الإسلام الصحيح خير تمثيل وكأن القرآن في داخل أعماقك تسير بهداه، أما المتخاذلون والمتقاعسون والمنافقون فقد فضحتهم وكشفت أسرارهم غزة، ولولا أني أكره كثرة الكلام لقلت فيهم وفي أمريكا وإسرائيل وفي الغرب وفي الشرق ما لم يقله الأوائل، فتحيةً لكل مؤمن مجاهد صادق يحبه الله ورسوله.