الثورة / وكالات
شهدت عدد من العواصم الأجنبية والعربية والمدن العالمية تظاهرات ومسيرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
ففي مدينة روتردام الهولندية تظاهر الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة والمتضامنين في المدينة كما شارك في الوقفة الاتحاد العام لعمال فلسطين “فرع هولندا” والآلاف من المتضامنين الهولنديين والأجانب.
وانطلقت التظاهرة من وسط مدينة روتردام إلى مقر البلدية، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بوقف إطلاق النار ومحاسبة كيان الاحتلال الصهيوني، على جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزّل.
كما طالب المشاركون بوقف الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وفي إسبانيا خرجت مظاهرة بدعوة من تجمع التضامن مع فلسطين في مدينة بامبلونا شمال البلاد تحت شعار (الصهيونية إبادة جماعية) حمل خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات كتب عليها (تحيا المقاومة الفلسطينية) ورددوا شعارات (الصهيونية إرهابية) و(إسرائيل مجرمة برعاية أوروبا).
وفي جنيف السويسرية تظاهر الآلاف مطالبين بوقف العدوان على غزة وبحقوق شعب فلسطين في الحرية وتقرير المصير ورفعوا شعارات من بينها مطالبة حكومتهم بوقف التعامل والتواطؤ مع (إسرائيل).
وفي العاصمة تونس انطلقت تظاهرة بدعوة من اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين وبمشاركة قيادات نقابية وحزبية منددة بجرائم العدو الصهيوني ودعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر.
إلى ذلك شارك مئات الآلاف في مظاهرة حاشدة صباح أمس الأحد، في مدينة بيكاسي قرب العاصمة الإندونيسية جاكرتا، دعما لفلسطين وللمطالبة بوقف العدوان الصهيوأمريكي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ37 تواليا.
وأفادت تقارير إعلامية محلية، بأن المظاهرة نُظمت بدعوة من “مجلس علماء إندونيسيا”، وهو من الهيئات الإسلامية الأكثر نفوذا في البلاد، والمنظمة الإسلامية المحمدية وعدد من الشخصيات المعروفة محليا.
ورفع المشاركون في المظاهرة الحاشدة الأعلام الفلسطينية، كما رددوا شعارات تطالب بكبح العدوان الصهيوني على غزة ووقف الاستهداف الممنهج للمدارس والمستشفيات.
وشهد ميدان حديقة النصب التذكاري الوطني (وسط جاكرتا) الأسبوع الماضي مسيرة من أضخم المسيرات التي خرجت عبر العالم دعما لغزة، إذ قدر المنظمون عدد من شاركوا فيها بنحو مليون شخص.
وحضر عديد من الوزراء والسياسيين، بمن فيهم وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، الاحتجاج الذي نظمه مجلس العلماء إندونيسيا.
الجدير ذكره أن إندونيسيا -أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان- تعلن دوما دعمها القوي للفلسطينيين، كما أنها لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني.
ويشار إلى أن مظاهرة الأمس في بيكاسي أتت في وقت يواصل فيه جيش العدو الصهيوني عدوانه على غزة لليوم الـ37، مما خلف حتى اللحظة استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، وإصابة أكثر من 28 ألفا.
من جهته أكد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أمس الأحد، شدد الرئيس جيله خلال استقباله سفير دولة فلسطين رويد أبو عمشة، بقصر الرئاسة، على أن بلاده ستبقى إلى جانب الحق الفلسطيني.
بدوره وضع السفير أبو عمشة رئيس جيبوتي في صورة آخر التطورات الميدانية في الساحة الفلسطينية، لا سيما في ظل تصاعد العدوان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مثمنا مواقف جيبوتي المؤيدة للشعب الفلسطيني ونضاله.
من جانب آخر أعلنت شرطة لندن أنها اعتقلت نحو 120 متظاهراً خلال احتجاجات مؤيدة لفلسطين خرجت أمس الأول في العاصمة البريطانية، وأنّ تسعة من عناصرها أصيبوا خلالها، بسبب ما أسمته “أعمال شغب”.
وأفادت تقارير إعلامية محلية، بأنه بحسب تقديرات الشرطة، خرج أمس الأول نحو 300 ألف بريطاني في مسيرة حاشدة وسط العاصمة لندن، دعماً للفلسطينيين في غزة وللتنديد بمجازر العدو الصهيوني المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة.
فيما أفادت الميادين بأنّ منظمي التظاهرة أكدوا وصول عدد المشاركين إلى مليون.
وانطلقت التظاهرة تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين” واختتمت مسيرها عند مبنى السفارة الأمريكية، ورفع المشاركون فيها أعلام فلسطين ولافتات كتبوا عليها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا قصف غزة”.
وأثارت هذه التظاهرة انتقادات وُجّهت إلى الشرطة لعدم حظرها بسبب تزامنها مع “يوم الهدنة” الذي يحيي انتهاء الحرب العالمية الأولى في 1918.
وهذه التظاهرة هي الرابعة التي تشهدها لندن منذ بدء الحرب على غزّة، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 ألف مواطن فلسطيني جلّهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت السلطات البريطانية تعبئة نحو 2000 شرطي في أنحاء بريطانيا تزامناً مع الدعوات إلى التظاهر.
وفي التظاهرات السابقة، على الرغم من أنّها كانت سلمية، إلا أنّه سُجّل خلالها اعتقال أكثر من 100 شخص، بسبب إظهار دعمهم للمقاومة الفلسطينية.
ووصفت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان المسيرات بـ “مسيرات كراهية” و”الغوغاء”.
وفي التظاهرات سابقة، انتقد مئات المتظاهرين رئيس حكومتهم بسبب دعمه الكيان الصهيوني، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار.
من جهة أخرى جمعت منظمة العفو الدولية، مليون توقيع من أشخاص حول العالم، على عريضة تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في المنظمة، إريكا جيفارا روساس، في بيان لها، أمس الأحد: إن العالم يراقب بذعر وقوع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين في خضم عمليات القصف الصهيوني التي لا تنقطع، والعمليات البرية المستمرة.
وأضافت: إن استمرار إطلاق النار يعني استمرار وتوسع الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
وفي إحصائية غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 11025 شهيدا، وأكثر من 27 ألف مصاب.
وتابعت روساس: ترك تشديد “إسرائيل” لحصارها على غزة مليوني شخص من دون إمكانية وصول إلى ماء الشرب، والطعام، واللوازم الطبية، والوقود، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي في وقت يزيد فيه عدد الجرحى على 25 ألف شخص، وهُجّر ما لا يقل عن 1.5 مليون من منازلهم قسرا، إلى جنوب القطاع.
وأردفت: طالب الموقعون على العريضة بحماية المدنيين، في وقت يواصل مئات الآلاف الاحتجاج في شتى أنحاء العالم للمطالبة بوقف إطلاق النار، ومع ذلك لم تلقَ دعواتهم آذانا صاغية من جانب المجتمع الدولي.
ولفتت روساس، إلى أن سلطات العدو الصهيوني تواصل نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين في خطابها بينما تقصف قواتها مخيمات لاجئين مكتظة بالسكان، ومستشفيات، ومدارس تديرها الأمم المتحدة، ومخابز، ومساجد وكنائس، وطرقات، ومنازل مدنيين، وتقضي على عائلات بأكملها.
وشددت على أن تقاعس المجتمع الدولي وصمة عار في جبين الإنسانية في ظل أكثر من شهر من إراقة دماء المدنيين، والدمار، والمعاناة الإنسانية التي لا يمكن تصورها في غزة.
ودعت إلى ضرورة التحرك الدولي من أجل وقف فوري لإطلاق النار، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين والسماح بوصول المساعدات إلى أولئك.