غزة.. مشوار البحث عن رغيف الخبز.. مآسٍ لا تنتهي!!

 

منظمات حقوقية تشدد على ضرورة الهدنة الإنسانية لتتمكن من إيصال الطعام والماء للمحاصرين
استهداف مخابز غزة بالقصف منهجية صهيونية لمضاعفة معاناة الفلسطينيين وقتلهم قصفاً وجوعاً
أوكسفام: % 2 من الغذاء المطلوب تم تسليمه لسكان غزة

الثورة / أسماء البزاز

طوابير طويلة لآلاف من أبناء مدينة غزة للحصول على رغيف خبز من أحد المخابز التي صارت تعمل على الحطب بعد نفاذ الوقود جراء العدوان الإسرائيلي على المدينة الصامدة في وجه آلة الدمار الصهيوني الشامل وحرمانها من أساسيات الحياة الضرورية.
ينتظر مئات الناس دورهم منذ ساعات ما قبل الفجر، فمنهم من يحالفه الحظ للعودة بأسرته برغيف ومنهم من يعود خالي اليدين في مشهد إنساني كارثي وصل إليه سكان غزة.
أبو إياد يعول سبعة أفراد من أسرته قال بأنه يخرج الساعة الثانية منتصف الليل حتى الثالثة عصرا في طابور البحث عن رغيف الخبز ليسد رمق أطفاله الجائعين، حيث أن نصيب كل فرد رغيف واحد في اليوم، فيما الذين لا يحالفهم الحظ في الحصول على رغيف الخبز يبحثون عن بدائل أخرى كالبحث عن الحطب والاكتفاء ببعض المعلبات التي تجود بها المنظمات الإنسانية العاملة في غزة، إن وصلتهم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، “إن عشرة مخابز تعرضت لضربات جوية. وكشفت ريهام الجعفري، من منظمة “أكشن إيد” “نرى المخابز تتعرض للقصف بينما يصطف المدنيون كل يوم للحصول على الخبز لعائلاتهم”.
برنامج الأغذية العالمي حذّر من سيطرة الجوع واليأس على غزة، حيث يقول سامر عبد الجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في فلسطين: ” إن الناس يفقدون الأمل ويصبحون أكثر يأسًا مع كل دقيقة تمر. إنهم جائعون ومعزولون، ويعيشون تحت الحصار والعنف. وأضاف: “نحن بحاجة إلى هدنة إنسانية حتى نتمكن من إيصال الطعام والماء والاحتياجات الأساسية بأمان وفعالية إلى من هم في أشد الحاجة إليها. وهناك حاجة ماسة إلى تسهيل وصول المساعدات والى أن تتدفق إلى داخل القطاع بصورة كافية ومستمرة”.
كما يهدد نقص الوقود وانقطاع الاتصال بتوقف العمليات الإنسانية. فمع نفاد الوقود لم تعد المخابز العاملة مع برنامج الأغذية العالمي في غزة قادرة على الإنتاج ولا تستطيع شركات النقل توصيل الغذاء إلى حيث تكون هناك حاجة إليه.
ويخطط برنامج الأغذية العالمي لتوفير المساعدات الغذائية الطارئة لأكثر من مليون شخص يعانون من الجوع الآن ويحتاجون إلى إمدادات مستمرة من الغذاء، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى عبور ما لا يقل عن 40 شاحنة يوميا ليتمكن من تلبية الاحتياجات المتصاعدة في القطاع.
فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: إن الجوع يفتك بالفلسطينيين بعد أن توقفت المخابز في قطاع غزة عن العمل، جراء منع “إسرائيل” وصول الدقيق والوقود اللازم لتشغيلها.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن حالة اليأس من القصف المتواصل والجوع تزداد بين الفلسطينيين الذين يعانون في بحثهم عن طعام أطفالهم من الخبز والمواد الغذائية الأساسية الأخرى بعد أن فرضت “إسرائيل” حصاراً شاملاً على القطاع، مبينة أن نصف أهالي القطاع يعيشون أصلاً تحت خط الفقر قبل العدوان الإسرائيلي الجديد، ويعانون في توفير الغذاء والأساسيات.
ولفتت الصحيفة إلى تقديرات منظمة أوكسفام الدولية التي تشير إلى أنه تم تسليم حوالي 2 بالمئة فقط من الغذاء المطلوب لإطعام سكان غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مبينة أن الجميع تقريباً في غزة يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ما يعني أنهم لا يعرفون على وجه اليقين من أين ستأتي وجبتهم التالية.
وأكدت منظمة أوكسفام أن “إسرائيل” تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2417 لعام 2018، الذي يحظر استخدام التجويع كأداة حرب ضد المدنيين، مؤكدة أن أي منع لوصول المساعدات الإنسانية يمثل انتهاكاً للقانون الدولي.
فيما قال المسؤول عن منظمة الأونروا: الناس يموتون في غزة، جرّاء القنابل والغارات وقريبا، سيموت كثيرون آخرون من عواقب الحصار المفروض على قطاع غزة بعد نفاد الدواء.
وأضاف: شوارع غزة بدأت تفيض بمياه الصرف الصحي، إن غزة على شفير خطر صحي هائل حيث مخاطر الأمراض تلوح في الأفق.
وتابع القول: قبل بضعة أيام، حذرت من أننا لن نتمكن من مواصلة عملياتنا الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود، إن تحذيري لا يزال قائما.
نزح ما يقرب من 1,5 مليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول. ويقيم ما يقرب من نصفهم (710,000) في 149 منشأة تابعة للأونروا في كافة محافظات غزة الخمس.
أكثر من 550,000 نازح يقيمون في 92 منشأة في مناطق الوسط وخان يونس ورفح. وحتى 12 أكتوبر 2023، كان ما يقرب من 160,000 نازح يقيمون في 57 مدرسة تابعة للأونروا في منطقتي الشمال وغزة، قبل أن تصدر إسرائيل أمر الإخلاء.
وأعلنت الأونروا أنها غير قادرة على الوصول إلى هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين، وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم.

قد يعجبك ايضا