تقرير : جميل القشم
تتسارع أعمال تنفيذ مشروع تأهيل وتطوير كورنيش ساحل مدينة الحديدة، بوتيرة عالية كأحد أبرز المشاريع الخدمية السياحية التي تحظى باهتمام كبير واستثنائي رغم التحديات الاقتصادية الناتجة عن تداعيات العدوان والحصار.
وأسقطت قيادة السلطة المحلية بمحافظة الحديدة الرهانات الخاسرة التي تنتهجها أبواق العدوان في التشكيك بإنجاز مثل هذه المشاريع، بما يتجلى على الواقع من بنية تحتية واسعة في مسار المرحلة الأولى للمشروع بقيمة 593 مليون ريال.
تتجسد ملامح أولى مراحل هذا المشروع بما يشهده ساحل مدينة الحديدة، من أعمال انشائية نوعية وملفتة في مسار التوجه لتطوير الواجهة البحرية لكورنيش عروس البحر الأحمر لإيجاد متنفس سياحي فريد، يعزز جاذبية المكان، ويضيف له بعدا سياحيا وترفيهيا.
ويعد مشروع تطوير الكورنيش أحد أهم المشروعات الخدمية الذي تبذل قيادة المحافظة جهودا واسعة لتسخير وحشد كافة الإمكانات في سبيل تنفيذه وفق أرقى المواصفات السياحية لجعله متنفسا لائقا للزائرين من مديريات المحافظة ومختلف المحافظات.
ورغم شح الامكانات وما تعرضت له الحديدة من غارات وتصعيد وتدمير ممنهج للخدمات والمشاريع، تخوض قيادة السلطة المحلية لحارس البحر الأحمر، تحديا كبيرا بموازاة ما يشهده الوطن من مخاض صعب وقيود اقتصادية، اذ تسعى بجهود حثيثة لتوفير الامكانات المالية لمواصلة أعمال مشروع تطوير الواجهة البحرية لكورنيش ساحل مدينة الحديدة.
وعلى مدى عقود طويلة ظل كورنيش مدينة الحديدة، يفتقر للتأهيل، رغم ما يشكله من متنفس سياحي وإقبال متزايد، اذ لم يحظ بأي لفتة رسمية لتأهيل البنية التحتية والتطوير المناسب لممشى وممرات الكورنيش وما يتطلبه من مشاريع ومرافق خدمية وانشاء مساحات خضراء.
وبعد سنوات من الإهمال وغياب أبرز المقومات المتعلقة بمواصفات البنية التحتية والخدمات السياحية والترفيهية المفترضة للكورنيش، بدأت الجهود تتجه لتأسيس وجه سياحي جديد، تتجلى بأعمال المرحلة الأولى من المشروع بتمويل ذاتي من موارد المحافظة.
ويمثل المشروع الممتد من سور الكلية البحرية إلى المكتبة العامة بطول أكثر من اثنين كيلو متر، صورة حية للجهود الرسمية التي تتم ترجمتها في ظل مرحلة استثنائية وظروف اقتصادية صعبة، لتوفير جميع متطلباته وصولاً إلى انجاز كافة مراحله وفق مواصفات المنتجعات السياحية.
أدركت قيادة المحافظة مدى الاحتياج لإعادة تأهيل الكورنيش مع الازدحام الشديد على شاطئ الكورنيش القديم، وتزايد اقبال الزائرين من عدة محافظات خصوصا في فصل الشتاء والأعياد، باعتباره من أهم وأجمل المتنفسات السياحية لسكان المدينة وزائريها.
وأثمرت سلسلة اجتماعات للسلطة المحلية عن إعداد الدراسات وإقرار تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وإنزال تصاميم متنوعة بمواصفات عالمية حول ما سيكون عليه الوجه الجديد لساحل الكورنيش السياحي.
واستباقا لعملية تدشين أعمال المشروع تداولت سلسة من التصاميم الفنية للوجه الجديد لساحل الكورنيش وما سيحظى به من نقلة نوعية في تجسيد رمزي يعبر عن الابتهاج بمثل هذه المشاريع الخدمية، ما أثار امتعاض أعداء التنمية من العملاء المنخرطين في صفوف العدوان.
وفي حين باشرت الوحدة التنفيذية للمشاريع والصيانة بالمحافظة، أعمال مشروع التطوير والتأهيل والتي تجري على قدم وساق باشراف مكتب الأشغال العامة والطرق، يتضح للناظر زخم كبير من الأعمال وفق التصاميم المعتمدة، وبما يخدم المصلحة العامة التي يخوض عملاء تحالف العدوان حملات مضللة ومضادة بشأنها.
وأوضح محافظ المحافظة محمد قحيم، أن مشروع الكورنيش الجديد، يمثل ضرورة ملحة للانتقال النوعي من حالة العشوائية والاهمال وقصور الخدمات التي يلمسها الزائرون، إلى مواصفات المتنزه السياحي الذي يزخر بمقومات البنى التحتية وجاذبية المكان وتلبية احتياجات الزائر.
وأشار إلى ما يمثله كورنيش المدينة من أهمية وخصوصية سياحية، يقصده آلاف الزائرين من مختلف المحافظات، رغم ما يعانيه من اشكالات وغياب الاهتمام الرسمي منذ ما قبل العدوان وعدم تشجيع النشاط الاستثماري المساند لإنشاء المرافق الترفيهية والسياحية والمتنزهات على شاطئ الكورنيش.
وأفاد بأن قيادة السلطة المحلية تعمل بوتيرة متواصلة في سبيل حشد وتسخير كل ما يتاح لها من موارد مالية في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية لتخفيف معاناة المواطنين، بما فيها إعادة تأهيل مشاريع الخدمات التي تعرضت لتدمير ممنهج من قبل طيران العدوان.
من جانبه أكد وكيل أول المحافظة أحمد البشري، أن قيادة المحافظة تضع مشروع تطوير كورنيش مدينة الحديدة، في سلم أولوياتها باعتباره مشروعاُ نوعياً يستهدف تحسين المنظر الجمالي لواجهة الشاطئ البحري الذي يقصده الزائرون من مختلف المحافظات.
واعتبر هذا المشروع الذي يتكون من ثلاث مراحل، رافدا تنمويا واقتصاديا سيسهم في تنمية الجانب السياحي الذي يعد من الموارد الاقتصادية للبلاد، لافتاً إلى العزم على انجاز المشروع تجسيدا للمسئولية وترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
ونوه إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية بالتنسيق مع الجهات المعنية في معالجة الأضرار التي طالت الجانب الخدمي وإعادة تاهيل البنية التحتية التي تم تدميرها من قبل العدوان، بالإضافة إلى تبني مصفوفة عملية لتنفيذ مشاريع جديدة انطلاقا من الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
وقال البشري “لن تدخر قيادة المحافظة جهدا في تنفيذ المشاريع التنموية وتعزيز عوامل الصمود وتوجيه كافة الجهود والإمكانات لتنفيذ أولويات المرحلة بوعي جمعي لإفشال رهانات العدوان وأدواته لاستهداف العمل التنموي والنسيج المجتمعي”.
فيما لفت وكيل المحافظة للشئون المالية والإدارية محمد النهاري، إلى ما تشهده الحديدة من زخم تنموي وتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية بما يكفل ردم فجوة الاحتياجات وصنع تغيير إيجابي في مواجهة تداعيات الأوضاع الراهنة.
وأوضح أنه تم فتح قنوات تنسيق واسعة بشأن مشروع الكورنيش الجديد الذي يشهد جهودا كبيرة على كافة المستويات ومتابعة حثيثة لانجاز المرحلة الأولى منه، منوها بدور قيادتي مكتب الأشغال والوحدة التنفيذية في الميدان.
بدوره أشار مدير عام الأشغال العامة والطرق بالمحافظة المهندس محمد مثنى، إلى الاهتمام بمشروع تطوير وإعادة تأهيل الكورنيش وما يحظى به من متابعة يومية وزيارات متواصلة للاطلاع على مستوى الانجاز والحث على مضاعفة الجهود.
ونوه إلى أن المشروع يعد من أهم المشاريع في مسار مساندة جهود الدولة في تحقيق النجاح التنموي، مبينا أنه تم انجاز 50 % من أعمال المرحلة الأولى للمشروع منذ تدشينه في 29 نوفمبر 2022م.
من جهته أوضح مدير الوحدة التنفيذية للمشاريع والصيانة بالمحافظة المهندس زيد المرتضى، أن العمل جار في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع والتي تتضمن رصف حجري كامل للأرضية، وأعمال صب الخرسانة وعمل مصدات للأمواج على الشاطئ وإعادة تفتيت الصخور.
وأشار إلى أن من ضمن أعمال المرحلة الأولى التي تمتد من سور الكلية البحرية وحتى قبة التعاون بطول 536 متراً، إزالة المنشآت القديمة والمتهالكة ورفع كل العشوائيات وتأسيس بنية تحتية ومرافق تتمثل بأحواض زراعية واستراحات ومبان بوفيهات ومواقف سيارات ومسرح مفتوح.