الغزو البري لقطاع غزة يعزّز هشاشة جيش الاحتلال وأمريكا تنسحب

أمريكا والكيان الصهيوني يتلقيان صفعة ثانية من المقاومة
بصواريخ كورنيت وقذائف ياسين علّمت المقاومةُ الاحتلالَ معنى امتلاك العقيدة
أزعجت العالم برغبتها الهجوم على غزة برّياً وبعد التنفيذ بساعات نقلت قتلاها بالمروحيات

الثورة /
بعد أن أشغل  الكيان الصهيوني العالم بنواياه تنفيذ عملية هجومية برية ضد غزة وأعد العدة بدعم مفتوح من دول الشر، أمريكا وباقي الغرب، انتظر العالم البيان الذي سيخرج به متحدث الجيش المليشاوي الصهيوني ويعلن من خلاله عن كم الإنجاز الذي حققه في اليوم الأول العملية.
وبالفعل جاء البيان ولكن من حركة المقاومة حماس التي زفت من خلال خبر الفشل المريع الذي مُنيت القوات الغازية.
فجأة وبدون سابق انذار، بدأ الكيان عملية في مسعى لتحقيق عنصر المفاجأة والمباغتة تماماً كما فعلت المقاومة الفلسطينية صبيحة يوم السابع من اكتوبر المبارك من عملية «طوفان الأقصى»، لكن العدو فوجئ، وكانت هذه الصدمة الأولى له في العملية بكمائن محكمة أسقطت قتلى وجرحى في صفوفه ما يكشف أن المقاومة كانت على جهوزية تامة، وأنها قد أعدّت عدتها لهذا اليوم.
نجحت الكمائن في تحقيق هدفها، رغم الغطاء الجوي الذي تفوّق الكيان به في ساحة المعركة، إلا أنه لم يستفد من ميزته، بينما استخدم المقاومون صواريخ من نوع “كورنيت وقذائف من نوع “ياسين” في صدّ الهجوم، وكان النجاح حليفهما.
وإلى ذلك عمد الكيان إلى سياسة الخديعة حتى بتدمير وتجاوز الثوابت الأخلاقية التي أوصت بها القوانين الدولية، فلجأ قبيل العدوان البري الى قطع الاتصالات والإنترنت في القطاع، وهو ما حذرت منه اسبانيا، ومنظمة “هيومن رايتس ووتش» التي قالت: إن قطع الاتصالات والإنترنت في غزة يهدّد بالتستر على فظائع جماعية.
وهو ما كانت نبهت إليه حركة حماس بقولها: إن قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وتصعيد القصف براً وبحراً وجواً، ينذر بنّية الاحتلال ارتكاب المجازر بعيداً عن أعين الصحافة والعالم.
توافقت هذه النتيجة المخزية للكيان الصهيوني مع التوقعات التي تواترت قبيل العملية من كل اتجاهات العالم محذرة الكيان من مخاطرها، ليس لجهة ما يمكن أن تتولد عنه مآسي بين المواطنين، وإنما وهو الأهم يمكن أن تخرج به قوات الاحتلال من مكاسب.
وحتى يوم أمس كانت التحذيرات تتوارد إلى حكومة النتنياهو إلا الصلف قد اعماه.
فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة عبر 3 محاور، ليستعين عقب ذلك بالطيران المروحي لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.
وكنتيجة طبيعية للفشل الذي سيكون له أثره على داخل الكيان، ذهب الكيان لوضع صياغات تحفظ ماء وجهه أمام مستوطنيه.. وأكد مصدر قيادي في سرايا القدس، أن “تهويل العدو للتوغل البري في قطاع غزة يأتي في إطار إفلاسه بتحقيق أي صورة نصر أمام جبهته الداخلية، وهي كذبة يبررها العدو باستمرار”.
الا أن ذلك لم يدُم طويلا لتُقر قوات كيان العدو الإسرائيلي بفشل هجومها البري الذي حاولت تنفيذه، إلا أنها في ذات الوقت جددت مطالبتها سكان شمال القطاع بالنزوح إلى الجنوب مبررة ذلك بالتحضير لعملية برية جديدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته أمس في بيروت وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تصدّت ببطولة وثبات لمحاولات التقدّم البري، واشتبكت بقوة مع جيش الاحتلال وأوقعت خسائر فادحة بجنوده ومعداته، وذلك أثناء محاولته تنفيذ اقتحام بري على حدود غزة في اليوم الـ22 من العدوان المستمر عليها.
الحركة قالت أيضا في المؤتمر: إن “الاحتلال سيرى ما يسوؤه منّا ويمرّغ أنفه في التراب، فقد انتهى زمان الغطرسة والعربدة بلا حساب، فغزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة”.. مشددة على أن العدو الصهيوني لن يستطيع ترميم صورة الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت به يوم السابع من أكتوبر الجاري.
وإلى ذلك، لم يكن بالأمر اللافت تواطؤ الخيانة الأمريكية في كل جرائم الكيان الصهيوني بما في ذلك تنفيذ عملية برية لقتل المزيد من المواطنين، ومشاركة البنتاجون كشفتها عدة مصادر أمريكية، منها ما ذكره موقع المونيتور الامريكي الذي كشف عن محاولة واشنطن تحميل الكيان هذا الإخفاق في الوقت الذي سحبت فيه مشاركتها بعد فشل الهجوم البري على غزة ..
وأفاد مراسل «المونيتور « الأمريكي في البنتاغون بأن قائد الحملة المكلّف بإدارة الهجوم البري ويدعى جيمس غلين  عاد إلى واشنطن ..
كما نقل المراسل عن قائد مشاة البحرية الأمريكي ايريك سميث قوله: « إن ما يحدث في غزة  قرار إسرائيلي»
واعترف المسؤول الأمريكي بعدم رغبة بلاده بتحمل نتائج العملية الذي أكد بدءه أخذ خطوات إلى الوراء في إشارة واضحة للهزيمة. وكانت الولايات المتحدة أعلنت ارسال وحدات خاصة إلى إسرائيل للمشاركة في الهجوم على غزة لتعزز مؤخرا، وفق وسائل اعلام أمريكية بـ900 جندي من مشاة البحرية  تم نشرهم قبل الهجوم البري الذي نفذ مساء الجمعة وحتى صباح أمس السبت دون نتائج تذكر.
وتشير الخطوة الامريكية إلى محاولة واشنطن تحميل إسرائيل تداعيات الهزيمة في الأراضي المحتلة والتي قد لا تحتملها أمريكا التي تسوّق نفسها كدولة عظمى  مقابل بضعة مسلحين بأسلحة بسيطة.
كما كشفت صحيفة «ميلتاري واتش» الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، عن مقتل عدد من القوات الامريكية الخاصة، شاركت في الهجوم البري على غزة.
وفي وقت سابق اكد الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغو، بعض قوات العمليات الخاصة الامريكية وقوات العمليات الخاصة في جيش الاحتلال إلى غزة للاستطلاع، بهدف التخطيط للمكان الذي قد يرغبون في الذهاب إليه لتحرير الرهائن.. الا انه تم إطلاق النار عليهم وتكبدوا خسائر فادحة.

قد يعجبك ايضا