مذبحة المستشفى المعمداني.. وحشية الإجرام اليهودي المتأصل مدججاً بتعطش أمريكا والغرب إلى دماء الأطفال والرضع في غزة
الثورة / تقرير عبدالرحمن عبدالله
الساعة السابعة مساء الثلاثاء كان المستشفى المعمداني يعج بالأطفال والنساء والمصابين الذين نزحوا ليحتموا به من حرب الإبادة الصهيوأمريكية التي تتعرض لها غزة، وفي لحظة حالكة قرر العدو الصهيوني قصف المستشفى ليقتل كل من فيه وبصورة متعمدة، مستخدماً سلاحاً حارقاً ومحرقاً وقاتلاً لم ينج منه أحد.
قصف مستشفى جريمة حرب متكاملة، أما قصفه وقتل كل من فيه من الأطفال والنساء باستخدام سلاح أُعِدّ لإحداث تلك المذبحة فهي إجرام موحش ومروع، وما قام به العدو اليهودي الصهيوني من قصف إجرامي لمستشفى المعمداني مساء الثلاثاء تعد جريمة غير مسبوقة في التاريخ، على رغم السجل الإجرامي الحافل للعدو الصهيوني في المذابح التي ارتكبها ويرتكبها بحق الشعب الفلسطيني إلا أن هذه المذبحة كانت الأفظع والأبشع على الإطلاق.
بشاعة مذبحة العدو الصهيوني في المستشفى العربي المعمداني لا تأتي فقط من العدد الهائل من الشهداء، والذي يقدر بما يصل إلى ألف شهيد حتى اللحظة، وإنما أيضا لكون الجريمة استهدفت مستشفى يعلم المجرم اكتظاظه بالنازحين والأطفال والمرضى والنساء، مستخدما سلاحا فتاكا يقتل الجميع ولا يجعل أحدا ينجو منه، فالمكان مستشفى له طبيعة خاصة، تجعل أكثر الجيوش وحشية تتجنب قصفه، لكن العدو الصهيوني فعل ذلك.
المذبحة بما فيها من وحشية وإجرام فظيع، تجسد أمام العين النزعة الإجرامية الخبيثة التي يحملها اليهود المجرمين قتلة الأنبياء والرسل، وتعكس وحشية وإجرام هذه العصابة المارقة، ومن بين الشهداء الذين قصفهم العدو في المستشفى لاجئون فروا إلى المستشفى هرباً من القصف الصهيوني نفسه على قطاع غزة، ومع ذلك كان رغبة القتل لدى العدو الصهيوني الدموي الإجرامي جعلته يلاحقهم إلى هذا المكان الذي ظنوه آمناً.
أطفال كانوا يلعبون في حديقة المستشفى، أمهات يلاعبن أطفالهن الصغار، رضع في أحضان الأمهات، نازحون لاجئون، كانوا يعتقدون بأن المستشفى مكان آمن، خطط العدو الصهيوني للمذبحة، اختار السلاح القاتل الذي لا ينج منه أحد، والذي يمزق الأجساد ويفجر رؤوس الأطفال ويقطعها عن الأجساد، ويحرق الوجوه حتى يصعب التعرف عليهم.
إنها جريمة فائقة الوحشية والترويع والإرهاب، قصف مستشفى يعج بالأطفال والنساء عمدا وقصدا، اختيار سلاح بعناية ليقتل الجميع، هي جريمة فائقة الوحشية والإرهاب، لا يرتكبها إلا يهود موغلون في الإجرام وخطيئة القتل وسفك الدم بغير حق.
وفي تفاصيل المذبحة قال الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة أمس إن القصف الذي شنه العدو الصهيوني على مستشفى المعمداني لم ينج منه أحد على الإطلاق، المتحدث باسم وزارة الصحة قال إن مجزرة مستشفى المعمداني لا مثيل لها ولا يمكن وصفها ومئات الضحايا وصلوا المستشفى ولا زالت طواقم الإسعاف تجلي الأشلاء.
وتابع أشرف القدرة متحدث الصحة في غزة، معظم ضحايا مجزرة المعمداني أطفال ونساء غابت ملامحهم، وأضاف بأن الكثير منهم وصل منهم بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وخروج للأحشاء، وأغلبهم أطفال ونساء، وقال إن المجزرة كانت مروعة، عجزت المنظومة الصحية في غزة عن إنقاذ المصابين.
وقال إن المستشفى كان يؤوي مئات المرضى والجرحى والنازحين، وقال إن كثير من الشهداء الذين سقطوا في المستشفى كانوا أساسا من الجرحى الذين أصيبوا في قصف صهيوني سابق.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال أمس إن مجزرة مستشفى المعمداني -التي وقعت ليل الثلاثاء واستشهد فيها أكثر من 500 فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال- تعد مجزرة القرن الـ21 وهي امتداد لجرائم العدو الإسرائيلي منذ نكبة 1948، وأضاف “بتنا أمام مشهد خاتمة هذه النكبة الإنسانية بنفاد المواد الحياتية الأساسية وتوقف المستشفيات عن العمل خلال الساعات القادمة”، وأعلن المكتب الإعلامي في غزة عن تواصل انتشال أشلاء الشهداء من موقع مجزرة المستشفى المعمداني حتى يوم أمس.
لكن شهود عيان قالوا إن بعض الشهداء تحولوا إلى أشلاء مبعثرة، بينما ما زال بعض الشهداء في طرقات المستشفى لأن ثلاجات المستشفى ليس بها مكان، الصورة المروعة أظهرت الترويع والإرهاب الصهيوني بكل وضوح، أطفال ممزقون ورؤوس بلا أجساد، وجثث ووجوه محترقة.
أظهرت المشاهد أي ترويع يفعله العدو الصهيوني الإجرامي، أظهرت كثير من أهالي الشهداء وهم في حالة من الهستيريا، بعدما فقدوا ذويهم، وبعضهم فقد كل أفراد أسرته بالكامل.
مذبحة عمدية وحشية
كانت مذبحة العدو الصهيوني في المستشفى المعمداني مذبحة عمدية لم تحدث بالخطأ، لأن المستشفى استُهدف بصاروخين استطلاعيين بالقرب منه، كما أن العدو الصهيوني يعرف ما هو في المستشفى من أطفال ونساء ونازحين وقد وجه رسائل تهديد بالقصف ، ولديه أيضا أسلحة دقيقة وذكية يعرف ماذا يقصف، وقد تعمد القصف بكل دقة ليرتكب المذبحة، في نفس الوقت اختار سلاحا حارقا ومحرقا لا ينجو منه أحد.
الفظاعة لولا مشاهدتها لما صدقها عاقل، ذهب الصهاينة لمحاولة التنصل عنها، مع أنهم كانوا في اللحظة الأولى يتفاخرون بما فعلوه لكن الغضب الذي انفجر في العالم جعلهم يحاولون التنصل بأكاذيب.
الهدف من المذبحة يأتي استكمالا لهدف حرب الإبادة على غزة، التطهير العرقي الذي ينفذه العدو الصهيوني بمباركة أمريكية وضوء أخضر أمريكي.
سيذكر التاريخ هذه المذبحة التي وقعت أنها وقعت بعد أن منح الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة الدول الأوروبية الضوء الأخضر للعدو الصهيوني تدمير قطاع غزة، وتزامنا مع توجه بايدن إلى تل أبيب الذي وصل اليوم ليقول بأنه حزين لكنه ليس حزين لأنه يعتبر غزة هي التي قصفت وليس الصهاينة.
لو وقعت هذه المذبحة في أي مكان آخر، لسارع العالم الغربي بمقاضاة مرتكبيها دولياً، ولو وقعت في أوكرانيا لأرسلوا لها أسلحة بقيمة مليارات من الدولارات، لكن المذبحة أساسا ارتكبها الصهاينة، وقد أباح لهم الغرب وأمريكا كل شيء في غزة، واعطوه الحق لاستباحة كل شيء وما زالوا بكل وقاحة.
رغبة القتل كان واضحا من بداية هذه الحرب على غزة، والهدف من المذبحة هو إشباع جزء من تلك الرغبة اليهودية الصهيونية لقتل الفلسطينيين، التعطش الصهيوني للدم في غزة ظل يتردد من قادة العصابات اليهودية في أيام عملية طوفان الأقصى طويلا ومتكررا.
ليست هذه المذبحة التي يرتكبها الصهاينة بدعم أمريكي وغربي، سبق أن ارتكب العدو الصهيوني مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982 في بيروت، بعد حصوله على ضمانة أمريكية، وتلك المذبحة تضاهي مذبحة المعمداني لكن الأخيرة أفظع وحشية وإجراما، والمؤسف أن الأرقام غير دقيقة في كلا المذبحتين نظرا لكبر عدد الشهداء وحجم الممزقين، والوضع المأساوي في المجزرتين منعت حتى توافر إحصاء دقيق للضحايا.
ليلة حالكة
نام سكان قطاع غزة ليلة حزينة خيمت فيها بشكل كبير أجواء الحزن والألم والوجع والبكاء والحزن والدعاء والهستيريا للأمهات اللاتين لم يجدن بنيهن، شاهد العالم فظاعة الإجرام الصهيوني وقبحه وبشاعته، غضب من غضب، واستراح من استراح من مصاصي الدم في البيت الأبيض وفي الغرب الكافر.
ظل العالم يتابع حتى ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الأربعاء، شاشات التلفزة، ويشاهدون في التواصل الاجتماعي صور الضحايا، وبينهم أطفال ونساء ورجال ومسنون، فصلت رؤوسهم عن أجسادهم، وبعضهم بقرت بطونهم وآخرون بترت أطرافهم من شدة القصف.
أما اهل غزة الذين لم يشاهدوا الشاشات بسبب انقطاع الكهرباء ولا التواصل بسبب انقطاع الانترنت، فقد استفاقوا صباحا على هول المجزرة، حين خرجت جنازات الشهداء الذين شيعت جثامينهم دفعة واحدة، من مشفى الشفاء غرب مدينة غزة، فأبكت من تبقى من السكان.
أبكت صور المجزرة سكان غزة الذين لا ينامون ليلا بسبب القصف الصهيوني المجرم، حيث لم يكتف العدو الصهيوني بالمذبحة مساء الثلاثاء بل واصل ليل الأربعاء القصف والمجازر في عدة مناطق في القطاع، أسفرت عن مزيد من الشهداء والجرحى، الذين هدمت منازلهم فوق رؤوسهم.
وقد أدت تلك المجزرة إلى تقطيع ضحايا إلى أشلاء، وبعضهم صعب التعرف عليه، فيما ظهرت لقطات لأطفال مصابين وهو يواسون أخوة يصغرونهم في السن، وآخرين قد فاضت أرواحهم إلى بارئها، وهم نيام بين أحضان والديهم الذين قضوا معهم في تلك المجزرة، ولا تزال آثار المجزرة بعد انتشال الضحايا قائمة، حيث يغطي الركام ساحة المشفى، فيما تفوح رائحة الدم والبارود من كل الأرجاء، فيما غطى اللون الأسود جراء الحريق الذي نشب بسبب القصف ما تبقى من جدران وأشجار ذلك المشفى.
إجرام يفوق الخيال
تحدث وكيل وزارة الصحة في غزة عن هول المجزرة وقال وهو أحد الأطباء الذين كانوا في قسم الطوارئ يستقبلون وصول الضحايا والجرحى، وهو يصف ما حصل “لم أر أي مثيل في حياتي وفاق حتى كل التخيلات”، ويضيف ما جرى لم يكن له مثيل في العصور الحالية، وأنه سمع عن مثل هذه المجازر “في العصور البائدة التي تحكي قصص الوحشية والفاشية”.
وحذر من ارتكاب مجازر أخرى تطال المشافي، في ظل شهية العدو اليهودي المفتوحة للقتل والدم، خاصة وأنه قام بقصف محيط المستشفى الأوروبي، وطالب العالم الحر إن كان لا يزال بعضه حرا، بأن يضغط على العدو لوقف المذابح.
نكتب هذه الخلاصة فيما ما تزال آلة الحرب اليهودية تعربد على رؤوس أطفال ونساء غزة، لا يمنع الطائرات الصهيونية من قصف المدنيين شيئا، فالعالم الغربي وأمريكا يدعمون ويساندون ويباركون هذه المذابح..لكن الله والمجاهدين لن يقفوا مكتفي الأيدي بإذن الله.