الفرحة عمَّت الدنيا والميادين اكتظت للحشود والقائد أعلن التغييرات الجذرية والحشود ملأت الساحات
مشهد عظيم وحشود ملايينية اليمن يحتفل بالمولد النبوي الشريف
الملايين تدفقوا إلى 14 ساحة بالعاصمة والمحافظات بعد ظهر أمس حباً وولاء لرسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله»
الحشود رفعت صور المصحف الشريف وهتفت بالتفويض لقائد الثورة ورددت الأناشيد والمدائح النبوية
الثورة / تقرير من صنعاء والمحافظات
أحيا الشعب اليمني يوم أمس الأربعاء 12 ربيع الأول 1445 هجرية، مناسبة المولد النبوي الشريف بحشود مليونية غير مسبوقة، حضرت في الساحات والميادين المعدة للاحتفال العظيم بالمناسبة المباركة، حيث اكتظت الساحات والميادين المخصصة للاحتفالات المحمدية في العاصمة صنعاء والمحافظات بالملايين الذين تدفقوا إليها منذ صباح أمس، حاملين الأعلام والرايات المعبّرة، وصور المصحف الشريف، مرددين الهتافات والأناشيد والمدائح النبوية.
في كل عام يحيي الشعب اليمني هذه المناسبة بشكل واسع، لكن هذا العام كانت الحشود أكبر من كل عام، فالساحات والميادين التي أعدت للاحتفالات لم تتسع للمحتفلين، وقد توزعت الساحات على العاصمة صنعاء وعلى المحافظات، وبلغت 14 ساحة وميداناً شهدت حضوراً مليونياً غير مسبوق، أما ميدان السبعين في العاصمة صنعاء فما اتسع للحشود التي تدفقت نحوه وامتدت إلى جولة 45 شرقا، وإلى شارع 14 أكتوبر جنوبا، وإلى جولة المالية شمالا، وإلى جولة ريماس غربا، بل وامتدت الحشود خارج الميدان إلى الشوارع المحيطة بما يمثل أربعة أضعاف الميدان.
وأما في المحافظات، فحسب مراسلينا، فقد شهدت الساحات المعدة للاحتفالات حشوداً غير مسبوقة، وأكدوا أن هذه الحشود هي الأضخم من كل الأعوام السابقة، فيما يتساءل مراقبون عن أي ساحات ستتسع لجماهير الشعب اليمني حين يحتفل بالمولد النبوي الشريف في العام القادم، أن هذه الاحتفالات المنقطعة النظير تعبّر عن يمن الإيمان والحكمة، وعن هوية وارتباط وانتماء وولاء.
لم يكن يوماً عادياً يوم أمس الأربعاء الثاني عشر من ربيع الأول 1445هجرية، حيث لم تقتصر هذه المناسبة على حجمها الكبير، وحشودها العظيمة، بل جاء خطاب القائد الذي أعلن فيه المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية ليضيف إلى المشهد العظيم، ما يصلح أحوال الشعب ويتقدم به نحو النهوض الشامل.
هذا اليمن المتدفق بالملايين في مناسبة المولد النبوي الشريف، مولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، لم تعد الساحات تتسع لحشوده المحبة والعاشقة لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وقد تحولت اليمن يوم أمس إلى ساحة كبرى للاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، ملأ الدنيا فرحة وبهجة بالمظاهر البهيجة التي زين بها السماء والأرض والنهار والليل، منذ بدأ شهر ربيع النور.
في العاصمة صنعاء، اكتظ ميدان السبعين والشوارع المحيطة به، بكتلة بشرية هائلة تدفقت من كافة مديريات العاصمة ومداخلها المختلفة منذ ساعات الظهيرة، تقدم فخامة المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى، الحشود الملايينية التي توافدت إلى ساحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لأبناء الشعب اليمني بالحضور الكبير والمشرف لإحياء هذه المناسبة العظيمة.
رسمت الحشود المليونية التي تقاطرت من كافة مديريات العاصمة ومحافظة صنعاء وعزلها وقراها، مشهداً محمدياً مهيباً وفريداً يجسد ولاء وارتباط أبناء الشعب اليمني بنبي الأمة ورسول الإنسانية وتمسكهم بالهوية الإيمانية اليمانية، وكانت شوارع ومداخل العاصمة صنعاء شهدت تدفق سيول بشرية وطوابير طويلة من السيارات التي حملت على متنها الآلاف من ضيوف رسول الله، ورسمت لوحة بديعة ومشرفة لأبناء وأحفاد الأنصار، شعب الإيمان والحكمة، حبا وتعظيما لسيد البشرية وقائدها ومعلمها الأول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
ومثل العاصمة صنعاء كذلك محافظات اليمن الحرة، التي اكتظت ساحاتها بالحشود البشرية الضخمة، واحتفلت بالمولد النبوي الشريف، وحملت الحشود اللافتات والشعارات التي كتبت عليها عبارات التلبية والتعظيم والتمجيد والتبجيل للرسول الأعظم، وكذا المعبرة عن الولاء والاتباع للنهج المحمدي وما حمله للأمة من قيم ومبادئ إيمانية لإصلاح شأنها واستعادة مكانتها وعزتها وكرامتها،
ورددت الملايين شعارات البراءة من أعداء الله، والشعارات، والأناشيد المعبرة عن الفرحة والبهجة بمولد خير خلق الله ومنقذ البشرية ومخرجها من الظلمات إلى النور، كما هتفت بالتأييد والتفويض لقائد الثورة في كل ما يتخذه من إجراءات وقرارات لإصلاح مؤسسات الدولة المركزية والمحلية، وتلبية تطلعات أبناء الشعب اليمني وتحقيق أهداف ثورته المجيدة الحادي والعشرين من سبتمبر.
واكتست الساحات والميادين بالأعلام الخضراء واللافتات التي حملت شعار «لبيك يا رسول الله» في مشهد إيماني لا يتكرر سوى في بلد الإيمان والحكمة، ومن قبل أبناء وأحفاد أنصار رسول الله، وصدحت بالأناشيد والموشحات والمدائح النبوية قدمتها العديد من الفرق المشاركة من مختلف الألوان التراثية اليمنية، ابتهاجاً وفرحاً بهذه المناسبة الإسلامية الجامعة، التي شكلت محطة فاصلة غيّرت واقع البشرية وأخرجتها من براثن الظلم والضلال إلى رحاب الحق والحرية والعدالة.
كان المشهد الذي حدث بالأمس عظيماً لا يوصف، وقبله كانت الأيام الماضية تشهد فعاليات مكثفة، الاحتفالات كانت مشرفة، وتليق بمقام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، المشهد العظيم الذي سطره الشعب اليمني هذا العام في ربيع محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، لا مثيل له، وللعالم كله أن يتساءل عما حدث ليتذكر مولد أزكى الرسل وأطهر البشر رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
ومن هذه المناسبة العظيمة التي ملأت الدنيا فرحاً، أعلن قائد الثورة المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية، بتشكيل حكومة كفاءات وإصلاح القضاء، جاء ذلك في خطابه العظيم بالمناسبة المحمدية العظيمة، كان للإعلان وقعه على الحشود المليونية، التي هتفت بـ«فوضناك يا قائدنا فوضناك»، ولم تتردد أثناء خطاب القائد عن الهتافات المدوية، وبإعلان قائد الثورة التغييرات الجذرية، كانت فرحة اليمنيين اليوم فرحتين، الأولى احتفالا بمناسبة المولد النبوي الشريف، والثانية بالإعلان عن المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية.