مبادرات مجتمعية تجسد عمق الاحتفاء بميلاد نبي الرحمة:

ما إن تحل ذكرى المولد النبوي الشريف حتى ترتفع قيم التكافل في المجتمع اليمني

 

 

مكاتب رسمية ومنظمات خيرية تنظم حملات دعم وإحسان للفقراء والمساكين
مبادرات جماعية شعبية يزيد حضورها في المناسبات الدينية تأكيداً على قيم الإسلام

البداية مع ما قام به مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة صنعاء منذ مطلع صفر الماضي، من أنشطة خيرية وبرامج تكافل وإحسان بـ 200 مليون ريال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
حيث ساهم مكتب هيئة الزكاة وفروعه في المديريات في إحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة وتجسيد معانيها الإنسانية وترسيخ مظاهر الابتهاج في أوساط الفئات الفقيرة والمحتاجين وتلمس أحوالهم بالعديد من أعمال الإحسان والتراحم والتكافل الاجتماعي تأسياً واقتداءً بسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وشملت برامج التكافل والإحسان، زيارات ميدانية لجرحى الجيش الذين يتلقون الرعاية الصحية والعلاج في عدد من المستشفيات، وكذا زيارة الجرحى المقعدين في المنازل بمناطق المديريات، وتقديم مساعدات مالية لهم نظير تضحياتهم وبطولاتهم في الذود عن الوطن.
وتضمنت أنشطة التكافل، تقديم مساعدات لأسر الشهداء والجرحى وفقراء ومساكين في إطار تجسيد المعاني الإنسانية التي تحلى بها نبي الأمة، بما يظهر عظمة المناسبة والقيم النبيلة التي حملها الرسول الأكرم والاقتداء بفضائله وعطائه في مواساة الفقراء وتعزيز التكافل والتراحم.

استطلاع / أسماء البزاز – رجاء عاطف

مشاريع متعددة:
صفية أحمد من وحدة الصحافة بمؤسسة بنيان تحدثت قائلة: إن المؤسسة تنفذ العديد من المبادرات والمشاريع في هذه الأيام المباركة التي تحتفل بها الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف، وان جميع المبادرات المجتمعية اللي تتم هي عن طريق المجتمع وينفذها المجتمع.
وقالت: إن دور قطاع المرأة بمؤسسة بنيان التنموية هو المحرك الأساسي لرائدات التنمية في تدريبهن وتأهيلهن وفي الجانب الصحي قدمنا مبادرات مجتمعية لإنشاء مراكز صحية في مناطق من محافظة الحديدة، وعمل جسر مشاة للوقاية من السيول.
وأضافت: تم فتح مراكز تعليمية لمحو الأمية وكذلك للتقوية في المواد الدراسية بشكل مستمر طوال العام، مساندة عدة أسر في فتح مشاريع خاصة لهن من شراء مكائن وبعض الاحتياجات وأيضا في زراعة بعض الأراضي بالإضافة إلى توزيع سلال غذائية للأسر المتعففة.
٦٦٠٠ جريح
وبمناسبة احتفالات بلادنا بذكرى المولد النبوي الشريف تستعد مؤسسة الجرحى لتقديم الدعم لـ «6600» جريح ما بين سلال غذائية ومبالغ مالية من باب الواجب الإنساني لواحدة من أهم شرائح في المجتمع اليمني .
تخفيضات
دار النضارة للتجميل كانت إحدى القائمين بمبادرة مجانية رسوم الكشف وأتعاب التجميل وتخفيض كلفة العلاج لما يقارب 50 % وذلك بمناسبة الاحتفاء بقدوم المولد النبوي الشريف، وهنا يقول خبير التجميل/ د صادق الهمداني: إن للتكافل الإنساني والاجتماعي في هذا التوقيت أهمية بالغه كنوع من إنعاش النفسية والأمل وزرع الابتسامة لدى من يعاني من مشاكل صحية مثل الأكزيما والتحسس أو البرص أو البهاق أو حتى المشاكل التجميلية مثل التساقط لإيقاف زحف الصلع.
وقال: إن كل هذا يقدم بشكل مبادرات خيرية في مثل هذه المناسبة لما له من نتائج يأتي أولها في ربط فعاليات التكافل الاجتماعي بهذه المناسبة العظيمة لتعظيمها بالفعل وبشكل عملي إلى جانب التكافل والتعاون لدعم من لم تمكنه ظروفه من التوصل لهذه الخدمات، وأخيراً لزرع الابتسامة في ثغر كل أسرة تزورنا.
أسر محتاجة :
مؤسسة قنوان والمواطن للتنمية للسنة الرابعة توزع مائة سلة غذائية للأسر المحتاجة في أمانة العاصمة بمناسبة قدوم المولد النبوي على صاحبه افضل السلام، حيث تقول رئيسة المؤسسة سماح الصباري، إن التكافل في المجتمع مهم جداً خاصة في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا وما يعانيه أبناء المجتمع اليمني حيث يزرع المحبة والتآخي بين أبناء المجتمع بعيداً عن الأنانية والطمع، لهذا أمرنا الله والرسول بمواساة الفقراء والمحتاجين ويجب أن نتبع سنته ونقتدي به عليه أفضل الصلاة والسلام.
مأدبة الرحمن:
الصحفي علي الفضلي يحكي عن مبادرتهم الخيرية التي قام بها مع أبناء الحي في حارة النور بمديرية الصافية حيث تم عمل زيارات ميدانية مع العقال والمشرفين ووجهاء الحي لتلمس الاحتياجات الخاصة بالسكان وتم عمل مأدبة «الرحمن» وكانت المأدبة مفتوحة لمن حضر من جميع شرائح المجتمع، اجتمع فيها الفقير قبل الغني والمريض قبل الطبيب والعامل قبل المهندس واجتمع الجميع في هذه المأدبة التي تكاتف عليها أبناء الحي كل على قدر استطاعته وتعاون على طباخة الطعام في المنازل، وذلك احتفاء وفرحاً وابتهاجاً بذكرى سيد البشرية محمد ابن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله، وقال: إن لهذه المبادرة الخيرية في هذه المناسبة أثراً عظيماً جداً ونأمل من الجميع التفاعل والسباق على الخير والمبادرة في كل المناسبات وكل الأوقات ليعم الخير على أبناء الشعب ويسود التراحم والتعاطف فيما بين الجميع.
تجسيد مجتمعي:
أنيسة الشريف- عضو اللجنة التنظيمية لفعاليات المولد النبوي بمحافظة عمران تقول: لأننا من أتباع من أُرسل رحمةً للعالمين يزكي، ويربي، ويعلم، وينقذ الأمة ويقودها إلى بر الأمان والسعادة، محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، فترى أتباع هذا النبي العظيم، «رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ»، مجسدين لها قولًا وعملًا.
مبينة انه وفي محافظة عمران قامت الهيئة النسائية الثقافية العامة، بالعديد من مبادرات الإحسان، والزيارات المجتمعية؛ التي استهدفت مائتي أسرة من الأشد احتياجًا، وزيارة المرضى بهيئة مستشفى الرئيس الصماد، بالتعاون مع القطاع النسائي الصحي به، وتوزيع الأشياء العينية للمرضى، كما تم زيارة العديد من أسر الشهداء والمجاهدين، كان هذا العمل في أغلب أحياء المحافظة، وعزز روح التعاون والتكافل والتراحم، ورفع المعنويات، وتزامنًا مع قدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، فهذه الذكرى لابد من أن يصاحبها الأثر، وتتجسد في أرض الواقع فمن الحب والاقتداء بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن تتجسد أخلاقه وما يؤمن به في الميدان.
قوافل مالية :
طيبة الكبسي- عضو اللجنة التنظيمية لفعاليات المولد النبوي الشريف محافظة ذمار قالت من جانبها: عندما نتكلم عن الإحسان وصلة الأرحام والاهتمام بالفقراء، نجد أنه من الأولويات في إطار احتفالات بلادنا بذكرى المولد النبوي الشريف.
وأوضحت انه وعلى مستوى دور النساء بشكل عام في محافظة ذمار نجدهن السباقات في جمع الخير ممن لهم القدرة، الكل بقدر المستطاع، ومن ثم توزيعه للأسر الأشد فقرا ً، ومن ثم تفقد أحوالهم واحتياجاتهم، وكذلك إشراكهم في إحياء المولد أيضاً هناك نشاط وجبة غداء على مستوى الأحياء، نتطلع إلى تكاتفت الجميع من (الأرز إلى «السلتة» والخبز واللحم وبنت الصحن والسلطة)، ولا نقلل من جهد الجميع ومشاركتهم حتى بـ«الزحاوق»، وتتكون سفرة عدد النظر، لكل الفقراء.
وتابعت: أما الإحسان في الأمسيات والفعاليات، فنجد أن هناك من النساء من قمن بإعداد الكيك وجميع الحلويات والعصائر، وتوزيعه على الصغار والكبار معاً، أيضأ هناك مساهمات إنفاقيه مالية مجتمعية لمستلزمات الفعالية المركزية.
مضيفة: إن هناك مساهمات انفاقية وشراء هدايا رمزية وزيارة الجرحى والأمراض وأشعارهم بأهمية، إحياء مولد خير البشرية صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
وأيضاً لا ننسى صلة الأرحام، ولأنها مناسبة دينية، كما في العادات والتقاليد اليمانية، نرى هناك من يعزم الأرحام على وليمة كبش وتتجمع كل الأسرة مع تبادل التهاني والتبريكات وأسردت: هكذا الشعب اليمني في كل المحافظات المحررة، هناك من اعدين القافلات المالية والغذائية للمرابطين في جبهات العزة والكرامة، تعبيراً عن حبهم ولائهم وعشقهم، لنبي الأمة وإحياء مولد من أخرجهم من الظلمات إلى النور (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
رحماء بينهم
خديجة المري- عضو اللجنة التنظيمية لفعاليات المولد النبوي بمحافظة صعدة قالت إنه ابتهاجاً وفرحاٌ وحباً وولاءً بقدوم مولد النور محمد الله-صلوات الله عليه وآله- يتسابق الشعب اليمني العزيز إلى إقامة العديد من الأنشطة الاجتماعية مع مُراعاة جوانب الإحسان، في العديد من المٌحافظات والمُديريات ،والعُزل، وتختلف كل المظاهر العظيمة، من محافظة إلى أخرى، ويتنوع سر اختيارهم في الاحتفال وتنوع مُبادرات الإحسان، ففي مُحافظة صعدة العز والصمود على وجه الخصوص لا يخفى بأنه كان لها الدور العظيم والمُشرف على جميع المُستويات وبالتحديد في الجانب الاجتماعي، حيث تتجسد فيهم كل معاني الرحمة والإنسانية، والإحساس العميق بروحانية وعظمة صاحب المُناسبة-صلوات الله عليه وآله-.
وقالت المري: نرى كل مُحافظة صعدة وأبناءها على قلب رجلٍ واحد، يتسابقون في إظهار مشاعرهم الفياضة بالعشق المحمدي، والولاء الصادق، الذي يتجلى قولاً وفعلاً، خاصة تجاه الشريحة الفقيرة والمعدومة، وكل صور الإحسان، وصلة الأرحام، والاهتمام بالفقراء والمساكين.
فنرى جميعاً العديد من تلك الصور التي تلفت الانتباه، في تعزيز أواصر المجتمع في التكاتف والتراحم فيما بينهم، والتعزيز من حالة المؤاخاة والتعاون الذي يسودهم. من منطلق قوله تعالى:(رُحماءُ بينهم)، يتسارع أبناء المجتمع فيما بينهم، للمساهمة في تقديم السٍلل الغذائية، وإقامة المُخيمات؛ لإطعام المُحتاجين، وتقديم الاحتياجات الضرورية واللازمة للفقراء والمساكين ، وأيضاً بالنزول الميداني وتفقد أوضاع النّاس، وظروفهم المعيشية، لاسيما في هذه الظروف الصعبة، جراء هذا العدوان الغاشم على بلدنا، ويٌخفى عن الجميع ذلك، كما يقومون كذلك بصلة الأرحام، والسؤال عن أحوالهم.. وتابعت: كما لا ننسى بأن لمحافظة صعدة تميزها في الاهتمام الجاد بزيارة أسر الشهداء والمرابطين، والجرحى والأسرى، والإحسان إليهم بقدر المُستطاع ممّا يمكن توفيره وهذا إن دل على شيء فإنما يدلٌ على الاهتمام الجاد بهذه المناسبة كعظمة صاحبها-عليه السلام-، التي تشعرهم بالروحانية، وتبعث فيهم الطمأنينة والسكينة.

قد يعجبك ايضا