الصحة المدرسية ومقاصف المدارس.. حضور ينقصه الكثير

طلاب : نلجأ لشراء  الأطعمة من مقصف المدرسة لأن ثمنها رخيص ويتناسب مع  مصروفنا اليومي
مختصون: لا بد من حظر بيع المتبقي من طعام المقاصف على الصغار.. وتكريس مبدأ النظافة سلوكاً لا عقوبة 
وزارة التربية والتعليم: الرقابة على المقصف المدرسي شبه يومية.. ونشدد على منع بيع الأغذية غير الصحية مع توعية الطلبة بخطورتها

 

مع بدء العام الدراسي تصدر وزارة التربية والتعليم بعض القرارات من أهمها التعميم الخاص بصحة الطلاب الذي تصدره إدارة الصحة المدرسية كالقرار رقم(253) والذي انفرد بمنع مقصف المدرسة بيع ما يشتريه الصغار في عمر المدرسة من (مشروبات غازية وطاقة ومقرمشات البفك والبطاطس بأنواعها واللبان واللب/ الزعقة (، فضلاً عن ترسيخ النظافة كسلوك لا عقوبة.  إنها فرصة مواتية للتأكيد على أهمية قرارات الصحة المدرسية لحماية صحة الطلاب وخلق بيئة مدرسية صحية.

  الأسرة /رجاء عاطف_  سارة الصعفاني

 

“تقوم الصحة المدرسية ممثلة بالمشرف الصحي في المدرسة بتوعية الطالب بضرورة النظافة الشخصية والعناية بالمظهر الخارجي ليعبر عن طالب مدرسة مع مراقبة تقليم الأظافر أسبوعياً”، هذا ما أفادت به صباح سرور/ المشرفة الصحية في مدرسة زينب. وتضيف سرور: نلمس قبولاً بين الطالبات من حيث النظافة الشخصية ونحرص على نظافة المدرسة، وإن وجد بعض القصور والسلبيات التي نسعى لتجاوزها، وكرقابة على مقصف المدرسة فإننا نقوم بالتفتيش والرقابة ومنع بيع المواد الغذائية غير الصحية ولكن رغم توعية الطالبات بخطورة مواد مثل (البفك والشطة والأندومي والمقرمشات والمشروبات الغازية) ومنع البائع في المقصف من توفيرها إلا أن الطالبة تشتري هذه الأصناف من البقالات قبل مجيئها للمدرسة، ومع ذلك يتم معاقبتها بمصادرة هذه المأكولات والمشروبات، ونعاني من عدم اقتناع الطالبات بتأثير هذه الأصناف على الصحة.  إرشادات وتحذير  ومن مدرسة ميمونة بنت الحارث تحدثت مسؤولة الصحة والبيئة انتصار عبدالودود/ عن دور المدرسة في نشر ثقافة النظافة وتوجيه الطلاب إلى كيفية الإبقاء على المدرسة نظيفة والتشديد على ضرورة غسل اليدين جيداً بالماء والصابون للحد من انتقال العدوى، والرقابة على المقصف المدرسي، وتنبيه الطلاب بعدم الشراء من الباعة المتجولين، وتحذيرهم من الحلوى المكشوفة التي تتعرض للأتربة والذباب.  الخوف من الأمراض وفي الميدان وجدنا أولياء الأمور جميعاً يحرصون على سلامة أبنائهم وصحتهم والخوف عليهم من الأمراض المعدية التي تتفشى بين الطلاب في المدارس خصوصاً في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يتعذر معها العلاج لدى شريحة واسعة من الأسر، ويحاولون منعهم من شرائها في البيت لكن ” يصعب السيطرة ” حيث يتناولون الحلوى الضارة في الطريق أو المدرسة؛ لذلك يناشد بعض المواطنين وزارة الصناعة والتجارة مراعاة هذا الأمر والتعاون مع المدرسة والمنزل بمنع تصنيع واستيراد كل ما يضر بالصحة من حلوى، كل مكوناتها ألوان وأحماض ونكهات وربما يكون تم إغفال ذكرها في القرار الوزاري.  أضرار صحية ووفقا لأخصائي الطب الوقائي الدكتور/ محمد الحكيمي في مركز الحكيمي الطبي، فإن حلوى الأطفال المصنعة من الألوان والحمضيات والنكهات والسكريات والمواد الحافظة والمواد الخالية من القيمة    الغذائية وأحياناً الممنوعة دولياً قد تسبب العديد من الأضرار الصحية، بما في ذلك، اضطرابات النمو اذ يمكن أن تؤثر هذه المواد على نمو وتطور الأطفال، مما يؤدي إلى مشاكل صحية في المستقبل،  كذلك التحسس فقد يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه هذه المواد، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل طفح جلدي وحكة، وأيضاً اضطرابات في السلوك حيث قد تؤثر هذه المواد على سلوك الأطفال، مثل زيادة التهيج وفرط الحركة والانفعالات العنيفة،  إلى جانب حدوث مشاكل في التركيز والذي قد يؤثر بدوره على قدرة الأطفال في التركيز والانتباه بسبب تناوله هذه المواد ، وأخيراً قد تزيد هذه المواد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة، خصوصاً أن السكر يسبب الإدمان ويضعف المناعة ويسد شهية الطفل ويمنعه من تناول الوجبات الغذائية الضرورية لنموه وصحته الجسدية والعقلية وينصح الحكيمي: بتوخي الحذر عند اختيار المواد الغذائية والمقرمشات للأطفال، وتجنب تلك التي تحتوي على مواد ملونة وصبغات غير صحية.  معاناة أولياء الأمور كما تتسبب طبيعة الحلوى التي يفضلها الصغار وغياب ثقافة غسل اليدين بالإصابة بالتسمم الغذائي. وعن دور الأهل في غرس ثقافة النظافة تبين أن الأمهات يعانين أيضًا من رفض الطفل غسل يديه وكراهية الاستحمام والفوضى وعدم رمي المخلفات في سلة النفايات في المنزل. تقول أفراح عامر :عن تجربتها في تكريس النظافة لدى أبنائها: ينبغي غرس ثقافة النظافة والتعاون في ذهن الطفل في عمر ما قبل المدرسة وأن لا تربط النظافة بالعقوبة كما تفعل المدرسة.. النظافة سلوك وليست عقوبة، ومع ذلك هناك من لا يستجيب مهما حاول الأهل والمدرسة وبرامج الأطفال إقناعه ولا يتأثر بعقوبات الحرمان من اللعب أو مشاهدة التلفاز أو الحلوى لكننا نحاول. وعن الأصناف الممنوعة قالت: لا يمكن المنع فقط في بوفية المدرسة، يجب أن يكون هناك توجه حكومي، توجد حلوى أشد ضرراً من تلك التي منعوها، ويحرص بائع البقالة أن يضعها في كل مكان يراه الطفل، إنها جذابة كإبهار بصري، كالحلوى الصمغية الحامضة والكرات الملونة والمسحوق الذي يتعاملون معه كسيجارة، وبالفعل قرار جيد منع بيع المقرمشات التي تحتوي على الفلفل الحار وزيادة كيس شطة حارة أو عملة ورقية مهترئة مشكوك في خلوها من الجراثيم والبكتيريا والطفيليات ! هذا الصنف يتناوله الصغار والكبار وحتى الرضع بكميات كبيرة يوميًا. يجب أن يشمل المنع المصانع والبقالات وليس فقط عامل المقصف والبائع المتجول.  المصروف لا يكفي  وفي استطلاع سريع لرأي الصغار في عمر المدرسة لقرار منع هذه الأصناف اجمعوا على أنهم بصحة جيدة وهذه الأصناف الممنوعة هي الألذ والأرخص ثمناً بما يتناسب مع ما يعطى لهم من مصروف للمدرسة، يقول هيثم عبدالمغني: أرغب في شراء كيك أو بسكويت وعصير لكن ليس لدي مال يكفي لشرائها وحجمها صغير “يخلص بسرعة ” والبطاطس لذيذة ولا اشتري منها سوى اثنين بـ 100 ريال في اليوم.  برامج صحية بيئية وتبذل الصحة المدرسية جهوداً وفقاً لـ مديرها في أمانة العاصمة علي مرغم، الذي قال: لدينا برامج للصحة والبيئة تشمل تشكيل جماعة لكل مدرسة تسمى جماعة الصحة المدرسية وأصدقاء البيئة، وتخصص الإذاعة المدرسية بواقع يوم واحدمن كل أسبوع لتقديم برنامج إذاعي صحي بيئي في طابور الصباح، ولدى المدارس مجلة حائطية تعنى بشؤون الصحة والبيئة بإشراف المشرف الصحي وإدارة المدرسة، ويتم متابعة النظافة الشخصية للطالب، وتنظم حملات النظافة الدورية على مستوى الفصول، مع توزيع سلة نفايات، وتفعيل المنافسة على لقب الفصل المثالي من حيث نظافة الفصل والحفاظ على سلامة الأثاث والجدران، والرقابة على العاملين في المقصف بالتأكد من حصولهم على شهادة اللياقة الصحية وتوافر الشروط الصحية بالمقصف المدرسي، ومنع بيع الأطعمة والحلويات المكشوفة أمام بوابة المدرسة وفي حالة وجود صعوبات تتعذر معها منع الباعة المتجولين أمام المدرسة التواصل مع عمليات النظافة على خط تلفون ثابت (284444،) وإشراك الطلاب في التشجير والنظافة كسلوك وليس كعقوبة، والتنسيق مع الإدارة العامة للنظافة لجمع المخلفات الخاصة بالمدارس وفي حال عدم مرور سيارة النظافة فعلى إدارة المدارس التواصل مع عمليات النظافة وعلى خط تلفون 202602 ـ أو على عمليات الأمانة 284444.  قرار وتعميم وعن سبب صدور القرار الذي أشار إلى ” وجود أمراض وأوبئة معدية ومؤرقة ” قال: لا توجد أمراض وأوبئة معدية جعلتنا نصدر مثل هذه التعاميم إنما يتم تعميم البرنامج الصحي البيئي مع بدء العام الدراسي. لذلك على إدارة المدرسة الالتزام بمتابعة وسلامة دورات المياه  وتوفير المياه والصيانة الدورية، والتعاون مع فرق النزول الميداني التابعة للصحة المدرسية ولمراكز التوعية البيئية وتسهيل مهامهم. ولدى المشرف الصحي لائحة المقاصف المدرسية التي ذكر فيها ما المسموح بيعه وما هو الممنوع، وهناك نزول ميداني للتفتيش المفاجئ، وفي حال مخالفة إدارة المدرسة أو عمال المقصف سيتم اتخاذ الإجراءات التي تصل حد تسريح العامل بإغلاق المقصف أو التحويل إلى النيابة. ونوه بأنه لا عذر لأي مدرسة لا يوجد بها مياه أو أغلقت دورات المياه حيث توفر المؤسسة العامة، المياه للمدارس ويتكفل أهل الحي أو مالك بئر بتزويد المدرسة المجاورة له كفاعل خير، كما يمكن توفير ثمن وايت المياه ومستلزمات النظافة من مبلغ المساهمة المجتمعية التي يدفعها أهالي الطلاب. وأشار مرغم إلى دعم منظمة اليونيسف في السنوات الماضية التي غطت احتياجات معظم المدارس الحكومية، وأوضح ان المدارس الأهلية ملزمة بتوفير المياه ومستلزمات النظافة لأبنائنا الطلاب المسجلين فيها، ويبلغ عدد المدارس الأهلية رقمًا بين 700-800 مدرسة، وما يقارب 313 مدرسة حكومية في أمانة العاصمة فقط.  النظافة سلوك لا عقوبة وخلاصة القول: لا تعتمد وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة اعتماداً كلياً على جهود عامل النظافة بل على التوعية، وغرس النظافة كسلوك في ذهن الطالب، وعلى مشاركته في النظافة، وفقاً للتربية والتعليم، وهو ما يفرض التأكيد على ضرورة أن لا تكون النظافة كعقوبة مع عدم الاعتماد في المقابل كليًا على الطالب في التنظيف، ويجب أن تتوافر مستلزمات الصحة من صابون جيد ومياه نظيفة وحمامات معقمة وأكياس نفايات، وأن يقتصر أمر النظافة على الفصول والممرات دون الساحة الواسعة حتى لا يتعرض الصغار لحرارة الشمس وأشعتها فوق البنفسجية وفقاً لتحذيرات الأطباء كما يجب أن تشمل النظافة كسلوك جميع الفصول وفق جدول زمني يحقق العدالة وليس فقط الصفوف الابتدائية حتى لا يدفعهم ذلك نحو كراهية الذهاب للمدرسة أو التعرض لمرض أو فقدان القدرة على التركيز مع شرح المعلم. مع التأكيد على أن التغذية الجيدة أساس الصحة ما يفرض دعم سعر الحلوى المفيدة في المدارس لخفض ثمنها بالتوازي مع منع الحلوى الضارة بصحة الصغار طلاب المدارس وصولاً لإعادة التغذية المدرسية، حيث طوابير الطلاب في صفوف التعليم الابتدائي الذين يتلقون رغيف خبز من فاعل خير في تزايد متسارع في بلد تحت خط الفقر الغذائي والمائي؛ ما يفرض طرح سؤال حول دور إدارة التغذية المدرسية في دعم الطالب غذائيًا ودعم الصحة المدرسية بتقوية مناعة الصغار في عمر المدرسة لمقاومة الأمراض والأوبئة المنهكة لأجسادهم الهزيلة.

قد يعجبك ايضا