استراتيجية حرب تُحيكها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عشرات السنين، ربما كل المخططات كانت تستهدف الدول العربية أكثر قبل تقدم بعض الدول المصنعة حالياً في قارة آسيا، التي كانت في التسعينيات، تحت وطأة الاحتلال الأمريكي، الذي يطمح لفكفكة الدولة الواحدة وتقسيمها كما حدث في الصين، بعد الحرب العالمية الثانية، صراعات سياسية وفكرية ودينية، تتبعها حروب أهلية ونزاعات مسلحة ومن بعد ذلك تقسيم وإعلان لانفصال الدولة مثل جزيرة التايوان التي كانت تتبع “الصين” قبل صناعة الحرب فيها، كل ذلك من أجل السيطرة على الموانئ وتركيع العالم لأمريكا، التي تعمل وتبذل كل جهودها؛ لصالح الصهاينة، عندما نتأمل نجد أن الحروب لم تكن نتائجها الأصلية صراعات من أجل سلطة أو صراعات دينية؛ بل إنها حرب موانئ تُعد وتُرسم لها خطط مسبقة؛ واقع اليمن سابقاً وحاضراً يبرهن لنا أن احتلال بريطانيا لعدن، ومجيئها عبر البحار هو استهداف لميناء عدن، والسيطرة عليه، فميناء عدن يُعد من أكبر الموانئ البحرية في العالم . سياسة أمريكا تستهدف كل دولة تناهض سياساتها، ولا تخضع لأوامرها التي يأتي بها اللوبي الصهيوني؛ فأي دولة ليست بحبيسة هي من الأهداف؛ للسيطرة عليها، فإن حاولت النهوض لتواكب الدول المتقدمة، صُنعت فيها حروب تعددت مسمياتها، تلك سياسة تكرر تنفيذها في اليمن؛ للسيطرة على الموانئ، ومن ثم التحكم بالتجارة العالمية، بعد فشل بريطانيا في تجربتها السابقة في أرض من أراضي اليمن. إخضاع الشعب اليمني لسياسة أمريكا؛ من خلال تلك الوعود التي وعدوا بها، على ألسنة أدواتهم من دول الخليج التي تقود الحرب منذ ثمان سنوات، ولم يجد لها المواطنون في الجنوب أي تنفيذ، خدع وأكاذيب، فالتحالف مجرد آلة يستخدمها الصهاينة؛ من أجل تضليل وطمس الحقائق التي خضع لها البعض من أبناء الجنوب والشمال فأصبحوا جنوداً يعملون، من أجل القوى الخارجية انتظاراً لدولة تكون كدول الخليج، ولكن الواقع دائماً يكون خير دليل على تلك الخُدع، التي كانت مدخلاً لتفكك الأمة وانقسام الدولة الواحدة ومدخلاً للاحتلالات، والسيطرة على الموانئ؛ للتحكم بتجارة العالم، وبذلك يكون العالم تحت رحمة الصهاينة. انهيار الريال اليمني مقابل الدولار في عدن؛ برغم أن الموانئ والمطارات مفتوحة هناك، على العكس من استقرار الريال اليمني مقابل الدولار في صنعاء؛ برغم الحصار المفروض على مطارها وعلى ميناء الحديدة، قد أيقظ المواطنين في الجنوب؛ فالتصدي للتحالف هو تصدي لعدوان يطمح للاحتلال، فكان ولا زال المواطن الجنوبي في الوقت الراهن؛ ضحية الجوع، والقتل والهلاك، وانعدام الخدمات الأساسية؛ فمعاناته أكثر من معاناة المواطنين الذين تحكمهم الحكومة الواحدة، تحت قيادة الرئيس المشاط. إهمال القانون البحري ليس من صالح بلدنا، ذلك ما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية، إن لم تستطع الاحتلال والسيطرة تقوم بتعطيل الموانئ، التي ستجعل من اليمن دولة عظمى لو تركتنا أمريكا وإسرائيل وشأننا، فحكومة صنعاء تعمل من أجل ذلك ليلاً ونهاراً، بجهود جبارة من خلال مشاريع الحديدة، يبقى دور الشعب في المساندة والتكاتف والدعم، نتعلم ذلك من دول كانت لا تُذكر، واليوم أصبحت من أفضل الدول في العالم “سنغافورة” مثالاً لذلك وغيرها.