الثورة نت|
أُقيمت بصنعاء اليوم فعالية خطابية بالذكرى السنوية الثانية لفقيد الوطن والأمة نائب رئيس مجلس النواب الأسبق – الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور عبدالوهاب محمود عبدالحميد.
وفي الفعالية التي حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني، عبر نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول، في كلمة مجلس النواب عن خسارة المجلس والوطن في رحيل فقيد الوطن الدكتور عبدالوهاب محمود الذي يعتبر هامة وطنية من هامات اليمن.
وأشار إلى إسهامات الفقيد في مختلف المحافل الوطنية، حيث كان رمزاً للوفاء والمدنية سواء من خلال عمله كقيادي في الدولة بمجلس النواب أو في حزب البعث، مشيداً بمواقف الفقيد المتزنة وإسهاماته في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والحفاظ عليها.
وتطرق نائب رئيس مجلس النواب إلى دور الفقيد في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب والقوى والمكونات السياسية، وقال “لم نعهد من الفقيد إلا الصدق لوطنه وأمته”.
وبين أن الدكتور عبدالوهاب محمود كان من خيرة رجالات اليمن الشامخين والمحبين لكافة أبناء اليمن ولم يكن يوماً متعصباً لا لمحافظة تعز ولا لحزب البعث وإنما تعصبه لليمن كل اليمن ومشاركته في المحافل الإقليمية والدولية تجسد ذلك.
وأكد هشول أن اسهامات الفقيد في مجلس النواب حاضرة، ولم نشهد يوماً منه إلا ما يجمع ولا يفرق، وينظر إلى الجميع بنظرة الأخوة والمحبة والصدق.
من جانبه اعتبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، الدكتور عبدالوهاب محمود شخصية نضالية لا تساوم على المصالح الوطنية ولا حقوق الشعب، ومن الشخصيات التي ساهمت بأدوار قيمّة تجاه الوطن.
ونوه بثبات مواقف الفقيد الوطنية والسياسية والبرلمانية والاجتماعية، وقال “يتجلى حب الوطن والدفاع عنه في مكنون الدكتور عبدالوهاب محمود ومنها خدم وطنه بكل إخلاص وتفانٍ في مختلف المواقع القيادية التي تقلدها”.
وشدد الجنيد على ضرورة توحيد الصف الوطني والتنبه لخطورة وحساسية المرحلة التي تحاول فيها دول العدوان شق الصف والنيل من صمود الشعب اليمني واستقلاله، مؤكداً أن الوطن خسر برحيل الفقيد شخصية وطنية وقومية، حظيت باحترام وتقدير الجميع، لمكانته الاجتماعية ودوره الوطني والسياسي والبرلماني والدبلوماسي البارز.
ولفت إلى أن مسيرة الفقيد وحياته حافلة بالعطاء والعمل في خدمة الوطن، مؤكداً أن مواقفه ستبقى خالدة في نفوس الجميع.
بدوره أفاد نائب رئيس مجلس الشورى عبده محمد الجندي، بأن رحيل الدكتور والمفكر عبدالوهاب محمود خسارة لليمن، مشيراً إلى أن الفقيد كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومناضلاً يجمع بين اليمنيين، وظل مؤمناً بوحدة اليمن والأمة العربية.
وقال “الدكتور عبدالوهاب محمود رجل عظيم عرفته عن قرب لا ينساق وراء الصغائر فهو يحارب عندما تكون الحرب من أجل الوطن، ويحارب من أجل السلام حينما تكون أهدافنا ومبادئنا وغاياتنا مقدسة”.
وعدّ الجندي، الفقيد من الرجال النادرين، يختلف مع بعض القوى السياسية لكنه لا يبالي، لما تحلى به من تسامح، لافتاً إلى أن الفعالية تأتي ليتذكر الجميع ما تركه من بصمات في المجالات السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والاجتماعية.
وفي الفعالية التي حضرها عدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، إلى أن الجميع يقف اليوم أمام شخصية وطنية كبيرة إلى جانب الهامات الوطنية الحاضرة التي وقفت إلى جانب الوطن وناضلت من أجل اليمن والدفاع عنه.
وأكد أن الدكتور عبدالوهاب محمود، تحرك من أجل اليمن وفق رؤية واضحة إلى جانب أبناء اليمن الأحرار الذين جسدوا المواقف الوطنية تجاه الوطن والشعب في أحلك الظروف.
وقال “نحيي الذكرى السنوية الثانية لرحيل فقيد الوطن ونشارك هذه الهامات الوطنية في الحديث عن بعض مواقف رجال اليمن لنستلهم منها المواقف النضالية بكل شموخ وثبات ونعرف أن اليمن كان وما يزال هو البلد الوحيد الذي يقف أمام مشاريع قوى الاستكبار”.
واعتبر القحوم، إحياء ذكرى فقيد الوطن عبدالوهاب محمود، رسالة وطنية للأعداء أن مثل هذه الهامات والقامات لا يمكن بأي حال أن تقبل بتقسيم اليمن وتجزئته وتفكيكه وأن يكون تحت الهيمنة الخارجية السعودية والإماراتية والبريطانية والأمريكية.
وأضاف “ندرك جميعاً ونحن في مقام هذا الرمز الوطني الذي يمثل الجغرافيا اليمنية والوحدة والشعب والجمهورية، مدى المؤامرة على محافظة تعز وبقية المحافظات المحتلة، بتحرك الأعداء من خلال تغيير أساليب المؤامرة والتوجهات والأدوات والسيناريو الذي يدفع ضريبة ذلك الشعب اليمني من خلال تفاقم معاناته وآلامه”.
وخاطب عضو المكتب السياسي لأنصار الله أبناء المحافظات الجنوبية بالقول “نحن معكم وصنعاء تقف إلى جانبكم ولن نقبل أن تمضي قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بتمرير مخططاتها في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة”.
فيما أكد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام عبدالله مجيديع، أن فقيد الوطن الشيخ عبدالوهاب محمود كانت له مواقف مشرفة على المستوى الوطني، انتهج منهج التعليم ليكون رجلاً بحجم الوطن على مختلف المسارات والاتجاهات بوعي وعلم وإدراك.
وذكر أن الفقيد خاض المعارك السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والإدارية والبرلمانية، واستطاع أن يجمع كل الصفات من خلال معايشته في مجلس النواب وعقبها.
ولفت مجيديع إلى أن اليمنيين إذا أرادو صنع اليمن الحديث، عليهم إتباع نهج الدكتور عبدالوهاب محمود في التعليم والعمل والنضال ودوره في مختلف محطات النضال الوطني، مبيناً أن الفقيد كان رجلاً متزناً يعمل من أجل الوطن والشعب، وفي المقدمة الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
ودعا إلى مواجهة المخططات الأمريكية السعودية بتعزيز التلاحم ورص الصفوف والحوار الذي هو بداية نجاح الأحزاب والقوى السياسية الداخلية للعبور بالوطن إلى بر الأمان والتوافق على ما يخدم مصالح الوطن وصنع السلام الذي لا يصنعه إلا الرجال العظماء.
وألقيت في الفعالية كلمات من القائم بأعمال الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد الزبيري، ورئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام وأمين عام مكون الحراك الجنوبي سعيد باكحيل، أشارت في مجملها إلى أن الفقيد كان سياسياً محنكاً يحمل المبادئ والقيم الوطنية التي ناضلت من أجل اليمن.
ودعت الكلمات إلى مواصلة الدور الكبير الذي سار عليه الدكتور عبدالوهاب محمود، باعتباره أحد رجالات اليمن وعظمائها وسياسييها الذين ساهموا في إعادة تحقيق وحدة اليمن وأدوا واجبهم في العمل السياسي والدبلوماسي والبرلماني.
وخلال الفعالية بحضور أمين عام مجلس الشورى وعدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والحزبية، أوضح نجل الفقيد الشيخ رامي عبدالوهاب محمود عضو القيادة القطرية رئيس مكتب العلاقات الوطنية والخارجية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن إحياء الذكرى السنوية لوالده، يأتي للتذكير بفترة النضال التي خاضها الفقيد على المستويين الوطني والقومي.
وقال “تجمعنا لقاءات مع المكتب السياسي لأنصار الله ولديهم أفكار وتطلعات، ورؤى وطنية، تجعلنا نشد على أيديهم في التعجيل بالسير باتجاه الخيارات الوطنية”، داعيا القوى السياسية والاجتماعية إلى تكامل الجهود لبناء يمن جديد وتعزيز دوره المشرق على المستويات العربية والإسلامية والعالمية.
وأكد الشيخ رامي عبدالوهاب حاجة اليمن لبلورة رؤى متكاملة وتعزيز رسوخ الوحدة على أسس واضحة وقواعد منظمة من خلال صيغة لأرضية مشتركة تتفق عليها كافة الأطراف السياسية وتضمن مشاركة الجميع ومساهمتهم في تنفيذ المهام الوطنية، وفي المقدمة تماسك الجبهة الداخلية وتعميق الوحدة الوطنية.
ولفت إلى أن الشعب اليمني سيظل قوياً ومقاوماً يتحمل عبء العدوان وتداعياته، من خلال استمرار الصمود في وجه الظروف الصعبة من أجل مستقبل أفضل لليمن، مشيراً إلى أن اليمنيين لن ينسوا الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان على مدى السنوات الماضية.
تخلل الفعالية عرض عن مسيرة حياة الفقيد ومواقفه في المجالات السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والاجتماعية، ودوره الوحدوي في تعزيز الدور الوطني خلال تسعينات القرن الماضي، وإسهاماته في العمل الحزبي وتحقيق الوفاق الوطني.