أمين عام حزب البعث العربي: الخطاب كان فرزاً حقيقياً لكثير من الأحداث الموجودة حالياً
مستشار السياسي الأعلى أنعم: صبر القيادة اليمنية نفد ومرحلة الوساطة ربما تجاوزها الوقت
عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء:لم يعد يستطيع السعودي أن يتلاعب بالملفات الداخلية ويسكت الشعب اليمني
الثورة / متابعات
موجهات مفصلية كثيرة وردت في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
ودون توقف تتابعت رسائل السيد القائد، حيث وضع مرحلة خفض التصعيد على المحك، وثبت سقف الاستحقاقات اليمنية، وأرسى معادلة الأمن بالأمن مع قوى العدوان، وعلق تطلعات الرياض الاقتصادية برفع الحصار عن صنعاء، ووقف تخليد معاناتها.
فعلى الصعيد الوطني، عنون الخطاب لأولويات المرحلة، ووضع استقرار الجبهة الداخلية على رأس هرم ذلك، ثم حذر من الفتنة وبشّر بالتصحيح الجذري في الواقع الرسمي على طريق خدمة الأهداف الكبرى، أو قل معركة التحرير الوطني.
واستوقف البعض موازاة القائد بين الرسائل المباشرة والضمنية، فرسائل طوت مرحلة وأخرى فتحت مسارات في الصراع مع العدوان الأمريكي السعودي. ويمكن قراءة سيناريوهات مفتوحة لطريق مسنود بجدار الحصار وأنقاض الحرب وفيما بين السطور ثمة توقعات مدروسة جيداً لاحتمال تجدد المواجهة، وإن على نحو محدود وفي المدى المنظور.
وحدة مسار ومصير تجلت في رسائل السيد القائد وثنائيات أخرى لا تنفصل زخر بها الخطاب واستخدمت بدقة كأداة للتعبئة ورسالة بالحجة، ومعالم مسار على بصيرة استراتيجية، وتلك ركائز أساسية ضمن منظومة القوة والقدرات التي يحوزها اليمن ويراكمها اليمنيون.
إنذار للسعودية
أشار أمين عام حزب البعث العربي محمد الزبيري إلى أن الخطاب كان خطاباً شمولياً وفرزاً حقيقياً لكثير من الأحداث الموجودة حالياً سواء على مستوى إسلامي أو العربي أو المحلي، ولا شك أن التركيز على الحدث اليمني هو الأهم، لأنه ينطلق من قضايا متعلقة بالسلام.
وتابع: “فيه إنذار جاء للسعودية يفترض أن تراجع مواقفها، وتدرس نحن جيران وبالتالي لا يجب أن يظل الماضي يسحب نفسه على هذا العداء الذي بيننا وبين السعوديين”.
مضيفاً “بلا شك يؤسس لمرحلة قادمة، المرحلة القادمة ما دام في دراسة وتقييم لما موجود، وبالتالي مسألة التنفيذ هي المهمة وهي الصعبة. معناها أن التأسيس طرح الموضوع وأسس عليه؛ أي: قيمه. إذا تأتي مرحلة أخرى، وهي مرحلة التنفيذ”.
الصبر نفد
من جهته، قال مستشار المجلس السياسي الأعلى، محمد طاهر أنعم: يشير خطاب البارحة إلى أن صبر القيادة اليمنية نفذ، وأننا مقدمون على خطوة جديدة وعلى وضع جديد وأن مرحلة الوساطة ربما تجاوزها الوقت ودخلنا الآن في مرحلة حساسة وهي مرحلة أن النفذ أصبح قاب قوسين أو أدنى، مؤكدا “هذا أبرز ما استشفيناه في هذا الخطاب، إضافة لوصف الوضع الدولي الاقليمي والمحلي والمخاطر التي يتواجد فيها والقوات الأجنبية كذلك والتحرير. كل هذا من الرسائل المهمة التي حواها الخطاب البارحة”.
وتابع أنعم: «العدو السعودي بعد يعني استمرار الحصار على بلادنا، حاول أن يحرك بعض الجهات المحلية في إثارة الرأي العام ومحاولة تحميل الحكومة في صنعاء مسؤولية الرواتب والتأخير والمشاكل الاقتصادية، معتبراً ذلك التصرف «هذه خطة خطيرة جدا لتفكيك المجتمع اليمني، للأسف ينساق وراءها بعض الأشخاص المحسوبين على الجبهة الداخلية وعلى صنعاء من باب الضغوطات المالية عليهم وعلى الشعب.
لافتا إلى أن «هذا امر مفهوم ومعروف، لكن يجب أن نوجه سهامنا لهذا العدو، الذي للأسف الشديد يحرك قنوات كثيرة ومواقع كثيرة في هذا المجال الخطير»، مؤكداً “لابد من تماسك الجبهة الداخلية، ولابد، كذلك، من تحرك القوات المسلحة لاستهداف هذا العدو الذي يحاول أن يفقر شعبنا وأن يؤخر ثروته”.
انتهى الوقت
بدوره، أكد عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء، د. عبدالملك عيسى، أن الخطاب يؤرخ لمرحلة جديدة، مرحلة من التعاطي لأن السيد القائد أعلن بوضوح العبارة بأن الوقت الكافي أُعطي للوسطاء وأنه لم يعد هناك وقت يستطيع السعودي أن يتلاعب بالملفات الداخلية ويسكت الشعب اليمني عن مثل هذه التلاعبات، مشيراً إلى أن “ما بعد الوسطاء إلا اتخاذ أمر العمليات للجانب العسكري للقيام بما يلزم القيام به من قبل الجانب العسكري. لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو عليه”.