معركة النفس الطويل مستمرة بين الحق والباطل، أحداث كبرى، تضحيات وفداء، دروس خلّدها التاريخ، مواقف تجسدت لتضرب أروع العبر؛ لنحتذي حذوها، سطور ناصعة النقاء، خط واحد للمسير لاثاني له، خضوع وركوع وتقديس لله الواحد الأحد ليس لغيره، هكذا هم آل بيت رسول الله، مدرسة متكاملة لانقصان فيها ولاتراجع، سعوا لنشر دين الإسلام فبذلوا أرواحهم ودماءهم لإعلاء كلمة الحق ونصرة المستضعفين، والوقوف ضد كل متكبر ومتجبر وحاكم جائر .
هاهي الذكرى والفاجعة الكربلائية الكبرى، تعود بتفاصيلها ؛ لتحكي لنا خبث وحقد السلالة الأموية على آل بيت رسول الله حين وجدوا أن سبطه الحسين -رضوان الله عليه-، النموذج المصغر لجده-صلوات الله عليه وعلى آله-فقد سار على خطاه لإصلاح الإعوجاج والانحراف الحاصل للأمة، فبدأت الخطط تُحاك ضده، وتتفرع من الشجرة الملعونة الأموية غصن خبيث اسمه يزيد ليكمل المسار الشيطاني الذي سار عليه معاوية عليه لعنة الله.
رغم التخاذل الذي شهده الإمام الحسين إلا أنه واصل مسيرة جده المصطفى وجاهد في الله حق جهاده، إلى أن وصل إلى أرض الكرب والبلاء، أحداث مؤلمة كتبتها عقارب الساعة، فاجعة عظمى دونتها ذاكرة الأيام، إجرام بشع، قلوب تحمل الحقد الأموي جسدوها بأخذ نساء آل بيت رسول الله سبايا لإرضاء وحشيتهم الدموية ؛لتخلوا لهم ساحة الرذيلة أرادو إطفاء نور الله المنبثق إلا أنهم أذلة مستصغرون، وإن عليت مناصبهم وامتلأت خزائنهم بالمال الحرام، هذا هو العرق الأموي لا يتفرع منه إلا غصون مضرة لمن حولها.
تتواصل المسيرة الإجرامية، يسارع كلًا من أحفاد يزيد ومعاوية في كل زمن لمواصلة ما بدأه أجدادهم، تتجدد فصول المشهد الكربلائي على أرض اليمن وبالتحديد في جبل مران لاستهداف مؤسس المشروع القرآني الشهيد القائد/حسين البدر، وبهذه المرحلة الصعبة والمؤلمة تكررت المعاناة نفسها، البشاعة كانت أكبر بتطور الأسلحة والمعدات وظنهم أنهم منتصرون، لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره وينصر المستضعفين، فكم من حسين العصر يولد لمواصلة النهج المحمدي ومحاربة الطاغين والمفسدين والمتكبرين، ونهتف بأعلى صوت (هيهات منا الذلة).
إذا لم نُظهر للعالم حقيقة هؤلاء المجرمين ستندم الأمة، إذا لم نُظهر عدائنا لليهود وأمريكا سيحقق أعداء الدين مبتغاهم، فلن نكل أو نمل حتى يتحقق للأمة العزة والكرامة والسيادة وما ذلك على الله بعزيز.