مع ولوج عام هجري جديد يهل على المسلمين في انحاء المعمورة، يتطلع جميع المسلمين عموما إلى أن يكون العام الجديد عام خير وسلام على البشرية جمعاء، ويتشبث اليمنيون أكثر من غيرهم بتفاؤل وأمل أن يكون عاما لنهاية الحرب الممتدة لتسع سنوات، وهذا التفاؤل مصحوب بتمنيات كثيرة، تمني بأن تعود لأرض اليمن السعيدة السكينة والاستقرار، وأن تعود عجلة التنمية والبناء لتتحرك من جديد في كل مدن ومحافظات وقرى اليمن، فإعادة اعمار ما خلفته الحرب الظالمة في مختلف المجالات وهي التحدي الحقيقي الذي يواجه اليمنيين سلطة وشعباً، فالعالم من حولنا يتحرك ويتغير ولن نظل نحن اليمنيين ساكنين جامدين، فالحركة والتغيير من سنن الكون ، وأنا على يقين أنه إذا ما توفرت النية الصادقة مع الإخلاص في العمل فإننا نستطيع أن نحول كل التحديات والمحن إلى منح، والأزمات ومخلفات الحرب إلى إنجازات ، وهناك شواهد لحالات حرب ودمار شبه كامل لدول في أوروبا ابان الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك استطاع الأوروبيون أن يعودوا بدولهم ٌلى أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، فما ينقصنا نحن اليمنيين حتى نبدأ عهداً جديداً لنبني حاضرا ومستقبلا افضل لنا وللأجيال القادمة من بعدنا، عهد يجسد عودة الروح لهذا الوطن، لنعيش أزهى عصورنا الحاضرة والقادمة بعد سنين الضياع والفقد والحرمان لأبسط حقوقنا الآدمية . فقدرنا نحن اليمنيين أن تكون بلادنا محط أطماع العالم، أطماع الجار ذا القربى والجار الجنب، لما تمتلكه بلادنا من موقع جغرافي ليس له مثيل في العالم ، ضف على ذلك الخيرات العديدة التي يختزنها باطن هذه الأرض الطيبة التي وصفها المولى جل شأنه ” بلدة طيبة ورب غفور ” ولم يصف الله بلداً بهذا الوصف كما وصف اليمن، صحيح أن اليمن في عصورها المختلفة حتى في عصرنا الحالي عانت الكثير من التحديات ومرت بعديد من الأزمات، وربما أزمات غير مسبوقة، وتعرضت لتلال من المشاكل، غير أن بأيدنا كما هو عهدنا بأنفسنا أن نتصدى لكل تلك التحديات كما فعلنا وتصدينا للعدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير أذهلت العالم بأسره وليسوا فقط المعتدين الذين انكسروا وجروا وراءهم ذيول الخيبة والندامة ، كما وأن الواجب أن نستفيد من أخطاء وتجارب الماضي ونبني وطننا من جديد، وكل ما نحتاجه في المرحلة الراهنة هو الإرادة والإخلاص وصدق العمل، لنصلح ما أتلفته الحرب، وتقاعس عنه المسؤولون السابقون ما قبل الحرب عن العمل بضمير وإخلاص وأمانة خلال العقود السابقة، ويكفي ما شهدته اليمن وشعب اليمن من معاناة عميقة خلال الحقبة الزمنية الماضية، لقد آن الأوان لعهد جديد وإعادة الأمور والأشياء إلى أصلها، ورفع الظلم والمعاناة عن الشعب وتفويت الفرصة على أولئك المتأبطين بنا شراً، والمتربصين الذين يسعون لإذكاء الصراعات البينية وإشعال حرب داخلية لإهدار مزيد من الوقت واستمرار العدو الخارجي السعودي والإماراتي ومعهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في سرقة خيرات بلدنا، ويستمر تخلفنا عن مواكبة العصر، وحتى لا نتمكن من البناء وتحقيق التنمية المستدامة والنهوض ببلدنا إلى مصاف تلك الدول المتقدمة والمتحضرة، وهذا لا يعني التغاضي أو صرف النظر عن مقاضاة دول العدوان في التعويض وإعادة ما دمرته أياديهم الآثمة بحسب القوانين والمواثيق الدولية .