الثورة نت|
عُقدت بصنعاء اليوم، ندوة فكرية بعنوان “دور الدعاة والمرشدين تجاه التوجه الأمريكي لفرض المثلية والشذوذ وسماح السلطات السويدية والدنماركية بحرق نسخ من القرآن الكريم”، نظمها تيار الإحسان السلفي بالشراكة مع المكتب السياسي لأنصار الله.
وفي الندوة التي أدارها عضو مجلس الشورى – عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد، أشار عضو مجلس الشورى صالح العويري إلى المخاطر التي تستهدف الدين الإسلامي والأخلاق والقيم والمبادئ التي يتحلى بها أبناء الأمة وكذا استهداف الإنسانية بأسلوب ماكر وبألفاظ شيطانية خداعة.
وقال “بعدما صدّرت أمريكا المثلية تلقته أوروبا بالقبول اعترافاً بزواج المثليين، مقننين له القوانين المشؤومة لحمايته وحفظ حقوق الشواذ جنسياً”.. مشيراً إلى أن المثلية مرت بمراحل كثيرة في بلاد الغرب حتى وصلت اليوم بكامل قذارتها وحقارتها.
وعبر عن الأسف لوجود محسوبين على الأمة يُروج لهذه المصيبة واستجابتهم للدعوات الغربية الهابطة في قبول هذه الجريمة التي تمسخ الهوية والمبادئ والقيم السوية والأخلاق الفاضلة .. داعياً علماء المسلمين بما في ذلك علماء الحرمين إلى مواجهة هذه الفاحشة والنظر إلى ما يفعله محمد بن سلمان من تمهيد لجميع المنكرات.
وشدد العويري على ضرورة تحرير المصطلحات وتسمية الأمور بمسمياتها .. معتبراً جريمة المثلية من أعظم الجرائم وأكبرها وأقبح الذنوب وأسوأ الأفعال وقد عاقب الله تعالى عليها ما لم يعاقب أمة من الأمم وبين ذلك كتابه الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وقُدمت خلال الندوة محوران، الأول بعنوان “المشروع الغربي في نشر الرذيلة”، تم خلاله تقديم ورقتي عمل، الأولى من الدكتور فؤاد المقبلي استعرض فيها أهداف ومظاهر وأساليب نشر الشذوذ الجنسي وأسبابه المتمثلة في ضعف الوازع الديني والفراغ والصحبة السيئة وتعاطي المخدرات وضعف الشخصية والتحرش والاغتصاب في مراحل الطفولة والمرض النفسي والمشكلات الاجتماعية.
وتطرق الدكتور المقبلي إلى العوامل المساهمة في انتشار الشذوذ الجنسي، ومنها الخارجية من خلال دور الأمم المتحدة ومنظماتها في تأمين الحماية لأي شخص يخشى من التعرض للاضطهاد نتيجة أسباب عرقية أو دينية أو ارتباط بهويته الجنسية وانتمائه ورأيه السياسي، وكذا الدعم الدولي للشاذين جنسياً وتقديم التسهيلات لهم بمنحهم حق اللجوء.
وتناول العوامل الداخلية المساهمة في انتشار الشذوذ الجنسي، ومنها الثقافية والإعلامية .. لافتاً إلى الآثار الناتجة عن الشذوذ الجنسي ومنها الخلل في القيم والمعايير الدينية والأخلاقية وانتشار الأمراض بين الشاذين وتقويض عرى الأسرة المسلمة وتغير أشكالها الطبيعية.
وركزت الورقة الثانية المقدمة من مسؤول مركز معاذ بن جبل العلمي في أمانة العاصمة، الدكتور عبدالسلام النهاري، على وسائل العدو في نشر الرذيلة وسبل الحماية والدفع.
وبين أن قوى العدوان تطالعنا بين الفينة والأخرى بمشاريع تدميرية تستهدف الأمة ومقومات حياتها وكليات الشرائع وأسس بقاء الإنسانية .. لافتاً إلى أن من مشاريع قوى الاستكبار والصهيونية العالمية، مشروع الثورة الجنسية الذي يُنفذ تحت مظلة الأمم المتحدة وحمايتها.
وحث الدكتور النهاري على ضرورة وقوف الجميع أمام هذا الانحراف الخطير، لحماية البشرية من مخاطر الشذوذ والتحول الجنسي وقلب الفطر السليمة من خلال العناية بالمصطلحات وتسمية هذا السلوك المسخ باسمه الحقيقي.
ودعا إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة ظاهرة الشذوذ وتوعية المجتمع بمخاطرها والتصدي للمؤامرات الدولية التي تطالب بتعديل المناهج بما يتناسب مع التوجه العالمي الذي يدعو للتقبل بالشذوذ الجنسي.
وشدد مسؤول مركز معاذ بن جبل العلمي على ضرورة التربية الأسرية الإسلامية السليمة وإيجاد حلول لمسألة العنوسة وتأخر الزواج.. لافتاً إلى ضرورة التحصين بالوعي والعلم الشرعي، وغرس وترسيخ الإيمان في نفوس أفراد المجتمع.
وتضمن المحور الثاني بعنوان “حرمة الاعتداء على المقدسات .. القرآن الكريم أنموذجاً”، ورقة عمل مقدمة من الدكتور علي النزاري حول “الأسباب والدوافع وواجب الأمة تجاه ذلك”.
وذكر أن الأعداء حاولوا هدم الإسلام بتسليط مستشرقين كانوا يدّرسون الشريعة لإيجاد خلل أو تناقض في الكتاب والسنة، وعمدوا إلى ميدان القوة باستعمار بلاد المسلمين والبطش بالعلماء والصالحين وتغيير مناهج التعليم .. مؤكداً فشلهم في ذلك ولجوئهم لحرب الإسلام بالتضييق والنكاية بالمسلمين وتشويه معتقداتهم وسب مقدساتهم والطعن في القرآن الكريم.
واستهجن الدكتور النزاري، الحملات التي استهدفت الطعن في مصداقية القرآن الكريم عقيدة وشريعة وأخلاقاً من خلال حرق متطرفين لنسخ من القرآن الكريم بحجة حرية التعبير .. داعياً أبناء الأمة إلى الرجوع الصادق إلى الله تعالى والدين الإسلامي والابتعاد عن المعاصي والعمل على جمع الكلمة وطاعة الله ورسوله ونبذ الفرقة والاختلاف والأخذ بأسباب القوة.
من جهته قدّم مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم، مداخلة في الندوة، مؤكداً أن العدو السعودي عمل على إيجاد شرخ في المجتمع اليمني وقواه الحزبية، ما يتطلب تكاتف الجهود لجمع الكلمة ووحدة الصف والتعاون على الخير.
وحث على تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات بمشاركة واسعة من مختلف التيارات والأحزاب والقوى الوطنية، لكسر الحواجز وتعزيز التقارب.. داعياً الجميع إلى الحفاظ على الأخوة الإيمانية وعدم السماح للعدو باختراق الجبهة الداخلية.
وقد أثريت الندوة بمداخلات من قبل الحاضرين، أكدت في مجملها أهمية الحفاظ على الهوية الإيمانية وتعزيز التنشئة الدينية في أوساط المجتمع بما فيهم الطلاب والطالبات، والحذر من مخاطر الحرب الفكرية الناعمة التي يُروج لها الأعداء في أوساط الأمة.