الثورة /
دخل كيان العدو الصهيوني أزمة جديدة هي الأخطر ، على وقع على وقع إقرار «الكنيست» بند تقليص ذريعة «المعقولية»، أي تدخُّل المحكمة العليا بالقرارات الحكومية لعدم معقوليتها قانونياً ودستورياً، حيث احتشد المعارضون للقرار في تظاهرات في مختلف المناطق المحتلة، لا سيّما في القدس.
وشهدت البلدات المحتلة من الكيان الصهيوني تُنظّم مظاهرات واسعة، وإغلاق الطرق السريعة، كما تجمع متظاهرون في مطار بن غوريون، وعند مفرق «كابلان» في تل أبيب، وكذلك أمام بيت الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة، وأمام السفارة الأميركية في تل أبيب، وفي عدد مواقع أخرى.
وعلى إثر تمرير القانون، أغلق المتظاهرون، طريق «بيغن» السريع في القدس لأكثر من ساعتين، وشهد المكان اشتباكات ضارية بين الشرطة والمتظاهرين، بحسب وسائل إعلام عبرية.
إلى ذلك وصف ضابط صهيوني في الاحتياط، ممن قادوا في السابق وحدتَي «دوفدفان» و«الشييطت» وفرقة خاصة في الموساد، الأزمة الداخلية في كيان العدو الصهيوني، بالأخطر منذ قيامه عام 1948، قائلاً إن «إسرائيل منقسمة بين قبيلتين كبيرتين، كل منهما مقتنعة بطريقتها الخاصة، وتعمل على فرضها على الآخرين”.
وبدأت الإضرابات عن الخدمة تتسع داخل جيش العدو الصهيوني ، حيث أعلن طيارون وضباط وقادة في جيش العدو الصهيوني الإضراب والتوقف عن الخدمة ، على أن دخول المؤسسة العسكرية على خط الضغوط لأول مرة يعكس مدى استفحال الأزمة داخل كيان العدو الصهيوني.
ويوميا تنشر القنوات الصهيوني مشاهد للتظاهرات التي يقوم بها الصهاينة في مدن فلسطين المحتلة، احتجاجاً على التعديلات القضائية ، ويظهر تعامل كيان العدو مع مستوطنيه بوحشية، حيث يشن حملات اعتقالات مكثفة ، وقوم بمواجهة المتظاهرين بالرصاص والغازات السامة وخراطيم مياه ، وسط توالى الإعلانات عن الانسحاب من التطوع والاحتياط في جيش العدو وأركانه وألويته المختلفة.
ويرى مراقبون أن الأزمة التي يمر بها كيان العدو الصهيوني هي الأخطر منذ نشأته، ويرون أن الاحتجاجات والخلافات العاصفة بين قادة العصابات الصهيونية سببت أزمة بنيوية عميقة في بنية الكيان الهش، ويرون أن استمرارها سيدق المسمار الأخير في النعش الصهيوني، أو أن الأمور ستتطور إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين وأنصار اليمين المتعصب. عندها، ستجد الشرطة مبرراً لفض الاحتجاجات بالقوة، واتخاذ بعض الإجراءات التي تسمح بنوع محدود ومحصور من الاحتجاجات، كما يحدث في الكثير من الدول الرأسمالية.
ومنذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948، لم يمر بأزمة عاصفة كما يمر بها اليوم ، وهو ما يجعل الكثير يؤمن بأنها النهاية لهذا الكيان الطارئ ، في ظل تصاعد وتنامي قوة ووحدة قوى المقاومة في فلسطين وخارجها ، وهو الأمر الذي يضاعف انعكاسات الأزمة الصهيونية على بنية الكيان الهش ، ويراكم من المخاطر المحدقة به.
وما هو مؤكد أن أزمة الكيان الصهيوني عميقة جدا ومترسخة وتمر بحالة استعصاء غير قابلة للحل في المديات المنظورة ، وهو ما يؤكد حتمية الانهيار ، وزوال الكيان اليهودي أمر حتمي مقطوع به.