مجلس الخوف الدولي

عبدالله الأحمدي

 

ينهاكم الله عن اتباع الذين ظَلَمُوا، أو الركون إليهم بقوله: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار..) مجلس الأمن الدولي ومنظماته هو الذراع السياسي لأمريكا والغرب الاستعماري؛ وموقفه من قضايا العرب والمسلمين أشد وأنكى على طول وجوده.
انظروا للقضية الفلسطينية. منذ أكثر من سبعين عاما ودماء الشعب الفلسطيني تُسفك على أيدي العصابات الصهيونية الغربية المجرمة؛ صناعة البريطانيين وحماية الأمريكيين.
هذا المجلس الصهيوني لم يخدم السلم والأمن الدوليين في أي وقت من الأوقات، بل كان وما زال خطراً على السلم والأمن، لا سيما في البلدان الضعيفة.
أكثر من ألف قرار في حق القضية الفلسطينية لم يطبق منها قرار واحد، بل ولا جزئية من قرار، بل إن هذا المجلس هو الحامي للاستكبار الدولي الغربي الصهيوني.
غزت أمريكا وحلفاؤها من الغرب واللقطاء العرب العراق؛ ولم يقم هذا المجلس المتصهين، حتى بإدانة هذا الغزو. ارتكب جنود الغزو الأمريكي في العراق وسوريا أفظع الجرائم ضد الإنسانية، ولم نسمع عن قرار يدين تلك الجرائم.
لجان التفتيش الدولية في العراق تحوَّل أعضاؤها إلى جواسيس ضد الشعب والحكومة العراقية.
كان مجلس الاستكبار والخوف الدولي هو المشرعن لغزو سوريا وليبيا واليمن من قبل دول العدوان بتنوعها.
في اليمن كان مبعوثو الأمين العام لهذا المجلس يعملون لصالح العدوان عدا ذلك العربي المغربي جمال بن عمر الذي فضح الموقف السعودي الذي أفشل حوار اليمنيين ساعة توصلهم إلى حلول لقضيتهم؛ وشن عليهم عدواناً غادراً مع تحالف قذر تقوده أمريكا.
مجلس الخوف الدولي وضع اليمن تحت البند السابع تمهيداً لشرعنة الغزو، وتأييداً لذلك الغزو.
تسع سنوات ومبعوث دولي يجيء، ومبعوث يروح، وإحاطات دورية، وهدرة متواصلة، وبيع أوهام.
والعدوان السعو/ إماراتي أمريكي يدمر الشعب اليمني ويقتل مواطنيه، وينهب ثرواته، ويحاصر شعبه، ويمنع عنه الغذاء والدواء والسفر. ومجلس الخوف يتفرج، بل ويشرعن لهذا العدوان والحصار والنهب. والمنظمات الدولية التابعة لمجلس الخوف – التي تسمي نفسها إنسانية – تتسول العالم على حساب جوع وعذاب اليمنيين، بل إن مجلس الأمن هذا لم يؤمِّن قطة في اليمن.
هذا المجلس لا يعمل من أجل السلام في اليمن؛ ولا يعير مطالب اليمنيين وحقوقهم المشروعة أي اهتمام، بل ما زال متواطئاً مع دول العدوان، ويغرد خارج السرب. يدين الضحية ويبرئ الجلاد القرارات التي أصدرها كلها تصب في مصلحة دول العدوان.
قتل المعتدون أطفال اليمن وهم في مقاعد الدراسة. وعلى الحافلات في الطريق إلى المدارس. وقتل النساء في حفلات الزفاف والأعراس والمآتم، وفي أسرّة نومهن مع أطفالهن. ولم نسمع إدانة من ذلك المجلس ومنظماته، وحتى الإغاثة التي تتبرع بها المنظمات الخيرية وبعض الدول. والمحسنون يقوم موظفو الأمم المتحدة بالعبث بها، وإفسادها وصرفها لغير مستحقيها.
وفي المجمل فإن مجلس الأمن يعمل على إطالة أمد الحرب مدفوعاً من قبل دول تحالف العدوان، ومن يقف خلفهم لإرهاق اليمنيين، وصولاً إلى التسليم بمطالب الدول المعتدية.
العرب والمسلمون هم المستهدفون من قبل الغرب وعلى رأسه أمريكا ودولة الاحتلال الصهيوني. ومجلس الأمن هو جزء من العدوان على العرب والمسلمين. مجلس الأمن هذا لم ينصف شعباً من الشعوب المغلوبة. لذلك نقترح على شعوب الأمتين العربية والإسلامية والأنظمة التي تعمل لصالح هذه الشعوب الانسحاب فوراً من الأمم المتحدة ومنظماتها، وتوفير الاشتراكات ومصاريفها في هذه المنظمة لدعم فقراء شعوبها.
اليمنيون الذين تصدوا للعدوان ومرتزفته وهزموا جحافلهم عليهم ألا يرجوا خيراً من هذا المجلس المتآمر على الشعوب؛ وأن يعتمدوا على أنفسهم وقوة شعبهم، والنصر حليفهم، والله معهم.

قد يعجبك ايضا