نحن اليوم أمام معسكرين لا ثالث لهما إما أولياء الله أو الكفار والمنافقون
الولاية بأمر من الله وليس بأمر طائفي أو بأمر حزبي أو مذهبي
يوم الولاية هو يوم عيد المؤمنين ويوم أشرقت فيه شمس العدالة وأضاء فيه نور الإيمان وهذا اليوم خاص بالمؤمنين دون غيرهم لأنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، وفي هذه المناسبة أكد عدد من العلماء في تصريح لهم لصحيفة “الثورة” على أهمية هذه المناسبة واستشعار عظمة يوم الولاية لأنه يوم تولي أمير المؤمنين ويعسوب الموحدين وهذا اليوم يوم النور والهدى على الأمة الإسلامية.. فإلى التفاصيل:
الثورة / زين العابدين حلاوى
يقول الأستاذ العلامة سليم لطف القيز: بداية نهنئ كل المؤمنين بعيد الولاية ولاية يعسوب المؤمنين وتاج الموحدين المزكي راكعا بخاتمه اليمين مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنه، هكذا كان المؤمنون يهنئونه -عليه السلام- في يوم غدير خم يوم جمع رسول الله صلى الله عليه وآله حجاج بيت الله الحرام في واقعة شهيرة شهدها 100,000 مؤمن 100,000 حاج، وهي في كتب الحديث من الاحاديث المتواترة من الأحاديث المعدودة بأصابع اليد التي ثبتت بالتواتر عن النبي صلى الله عليه واله، فجل أحاديثه أحادية الثبوت ظنية الدلالة إلا ما كان منها متواترا فهو قطعي الثبوت، قطعي الدلالة كما هو الحال في حديث غدير خم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى في سورة المائدة الآية 151 تقول بتوجيه صريح ونهي صريح بعدم اتخاذ أولياء تولي اليهود والنصارى وجعلهم أولياء للمؤمنين، فإن من يتولى أمريكا وإسرائيل اليوم هو أمريكي إسرائيلي إمبريالي صهيوني بنص القرآن “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”، لا نبالغ ولا نزايد وفي الحقيقة الله سبحانه وتعالى حصر التولي والموالاة والمعاداة في القرآن الكريم، التولي والموالاة للمؤمنين والمعاداة للكافرين قال تعالى “لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء إن كنتم مؤمنين” هذا أيضا توجيه في نهاية الآية 57 من سورة المائدة ذاتها وفي وسط التوجيهات في السبع الآيات في سورة المائدة حصر الله سبحانه التولي والموالاة في قوله تعالى “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا” ولا شك أنه إن لم يعن يفسر بعض المفسرين هذه الآية بأنها نزلت في الإمام علي وأنها نزلت في المؤمنين عموما فهي أيضا في الإمام علي لأنه على راس المؤمنين وأما نحن فنرى أنها نزلت فيه خصوصا وفي المؤمنين من أعلام الهدى عموما، لأنهم قرناء الكتاب، لأن الشاهد يؤكد هذا أن من تولى الله ورسوله والإمام علي فانه غالب، فإنه فالح مفلح، لأن الآية تقول “ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” وفي نهاية سورة المجادلة “لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم” فامتدحهم الله بقوله “أولئك الذين كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون” في سورة المائدة “ومن يتولى الله ورسوله فإن حزب الله هم الغالبون”.
إذاً اليوم نحن أمام معسكرين لا ثالث لهما، أولياء الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى هم أصحاب الغلبة في الدنيا وهم أصحاب الفلاح إن شاء الله في الآخرة وهم حزب الله بمعناه الشامل، وفي الجانب الآخر معسكر الكفار والمنافقين ومن يدور في فلكهم، وهم حزب الشيطان وأولياء الشيطان.
وأضاف القيز: أما الفائدة التي نجنيها من إحياء يوم وعيد ولاية الإمام علي -عليه السلام- فإنها تحصين من تولي أعداء الله والإنسانية، اليوم العالم كله بين خيارين لا ثالث لهما، إما مع الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى والتقى قرناء الكتاب وهم الغالبون والمفلحون وإما مع أمريكا والصهيونية ومنافقي الأعراب، المسلمون اليوم إما يحصنون أنفسهم من خلال تولي الله ورسوله والإمام علي أو يسقطون مع أولياء الشيطان رعاة الرذيلة والشذوذ الأخلاقي، وبالتالي يوم الولاية يعني الارتباط بالله ورسوله.
من جانبه تحدث القاضي مجاهد الشبيبي قائلا: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، السلام على أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -سلام الله عليه- إن يوم الولاية يعني لنا أن نعرف معنى ولاية الأمر في الإسلام وأن نعرف آخر عهد لرسول الله صلوات الله عليه وآله في آخر خطاب وهو يبين للناس أن الله مولاه وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم قال «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فيوم الولاية يعني لنا أن نتولى الله وأن نتولى رسول الله وأن نتولى الإمام علي من أجل أن نحصل على العزة والكرامة والنصر والغلبة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول(( ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)) فيوم الولاية يعني لنا الامتداد الحقيقي لرسول الله صلوات الله عليه واله وهو الصلة بيننا وبين رسول الله وهو حصانة للأمة من اختراق الأعداء والولاية هي بأمر من الله وليست أمراً طائفياً أو حزبياً أو مذهبياً وهو مصدر الهداية الذي يريد الأعداء ان يفصلونا عنها يوم الولاية، هو يوم نصرة لله ونصرة لرسول الله ونصرة للإمام علي وهو يوم إكمال الدين قال الله ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فقد أكمل الله الدين بولاية الإمام علي وأتم علينا النعمة بولاية الإمام علي -سلام الله عليه- لأنه إذا لم نتولى الله ورسوله وأمير المؤمنين فسنتولى الشيطان والله يقول (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)) إذا لم نتول الله ورسوله والإمام علياً سيكون البديل هو ولاية أمريكا وإسرائيل، ولاية اليهود والنصارى، يوم الولاية يعني لنا الارتباط بالله وبرسوله وبالقرآن الكريم وبقرناء القرآن من آل بيت رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.
من يتولى عليا يلتزم بسلوكه
العلامة حسين السراجي هو الآخر يرى أن يوم الولاية (الغدير) ليس يوماً شيعياً كما حاولت الوهابية تصويره للناس خلال قرون من الشحن والتمزيق، وإنما هو يوم إسلامي ومناسبة إسلامية، بل ومؤتمر إسلامي عقده النبي بحضور ما يزيد عن مائة ألف موحد وبالتالي تخص عموم المسلمين في الكون، لأن النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله جمع ما يزيد عن مائة ألف مسلم يومها ولم يجمع لوناً أو منطقة وإنما عموم الذين ظفروا بالحج في ذلك العام .
وأضاف العلامة السراجي يقول: قال المحدث الكبير العلامة جار الله الزمخشري -رحمه الله- عندما سئل عن الإمام علي: ماذا يريد الناس مني أن أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفاً وأخفت أعداؤه فضائله حسداً وشاع من بين ما ملأ الخافقين، فلا يتعب التاعبون من الإمام علي لأنه مختبر إيمان ونفاق وكثيراً ما تنضح القلوب المتعبة بمبررات ساقطة ومن جهل شيئاً فعليه بكتب التاريخ والسير ففيها ما يغني المنصف وأما مرهق القلب فلن يقنعه جبريل (ع)، فمرحى بيوم الولاية ومرحى بشيعة الإمام علي ومحبيه الصادقين المخلصين، والحقيقة إن يوم الولاية يحتاج ثورة قضائية تستعيد العدالة التي أُميتت على يد فاسدي القضاء .
وتابع: يوم الولاية يحتاج تصحيحاً لمدراء الأمن الذي انتُهك بفساد وتقصير مسؤولية في المديريات وبالتحرك الجاد للتصحيح في جميع المؤسسات تطبيقاً لمنهج الإمام علي.
مضيفاً: (البعض يحبون عليًا ويقتدون بمعاوية، يمقتون معاوية ويدانون أفعاله والبعض الآخر يتهم أنصار الإمام علي بالغطرسة والجور، وهم يعشقون نفس الصفات في معاوية).
واختتم قائلا: ليكن أمير المؤمنين حياً في حياتنا، فمن يتولى علياً يلتزم بسلوكه ومنهجه ومن زعم التولي وهو على العكس من منهج علي فوليه معاوية فإن المحب لمن يحب مطيعُ .
تجسيد ثقافة الولاية
وأشار عضو رابطة علماء اليمن العلامة محسن الحمزي إلى أن هذا الزمن الذي هو زمن العولمة والنت حتى أصبح العالم كما يقال ( قرية واحدة) — فالله تعالى حكيم رحيم وهو مالك الكون ومدبره وهو العالم بما يصلح أمور الكون بكل تكويناته (بشراً وحيواناً وغيرهما من العالم) وكلنا نشاهد ونسمع البشر المنحرفين عن طريقة الله ماذا يعملون بالعالم ؛؛؛؛ من انحرافات وجرائم تطيح بالعالم حتى تصل به (حسب قولهم) إلى ما يسمونه — المليار الذهبي — ولعله زمن (ان الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق))، بسبب هذا وذاك فإنه لا بد من منهج وقيادة وأمة تحمي العالم وتحفظه من هؤلاء الأشرار — وعلم الله سابق فاختار للعالم رجلا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليكون قرينا للقرآن قائما مقام النبي بعد رحيله من الدنيا، فكان الإمام علي -سلام الله عليه- هو الرجل المناسب لهذه المهمة فاختاره الله جل شأنه في يوم شاهر ظاهر وبحضور أكبر تجمع للأمة -آنذاك- فكان المكان وكان الزمان ١٨ ذي الحجة وفي مكان يذهب كل حاج إلى بلده ليحمل هذا الخبر الهام إلى أصحابه وقومه —- وهذا صمام أمان آخر مع حديث الثقلين المتواتر — الذي آخره ( لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)، فلزم ان تتواصل مسيرة اقتران القرآن بمن يحمونه ويفسرونه للأمة وهم أعلام الهدى من أهل بيت النبوة -عليهم السلام— فنلاحظ في عصرنا هذا تكالب اليهود والمنافقين لتقنين المثلية والسعي لتدمير العالم وإهلاكه بالحروب والأمراض الفتاكة وأخيرا بالشذوذ والمثلية حتى الوصول إلى ما يسمونه (المليار الذهبي) لتسهل سيطرة اليهود على هذا العدد — ولهذا فلن يحفظ العالم ويقف ضد هذه المكيدة إلا ثقافة الولاية — اما ثقافة الموالاة لليهود فهي الطريق الذي يصل باليهود إلى تلكم النتيجة -؛؛ فالعالم كله مطلوب منه التثقف بثقافة الغدير —- ثقافة الولاية.