فاغنر سيطرت على ثلاث مدن روسية وتوجهت نحو موسكو وبوتين اعتبر ما حدث تمرداً وطعنة في الظهر
بيلاروسيا تنجح في تهدئة روسيا بإقناع فاغنر ومؤسسها بالعودة إلى مواقعها
الثورة / متابعات
أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أنّ رئيس مجموعة فاغنر المسلّحة يفغيني بريغوجين الذي أعلن تمردا مسلحا على القيادة العسكرية الروسية أبلغه مساء أمس السبت موافقته على “وقف تحرّكات” مقاتليه في روسيا وتجنّب أيّ تصعيد إضافي للوضع ، وقالت القناة غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية على تلغرام إنّ “يفغيني بريغوجين وافق على اقتراح رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو بوقف تحرّكات مسلّحي مجموعة فاغنر واتّخاذ تدابير لتهدئة التوتّرات”.
وأضافت القناة أنّ الوساطة جرت بالاتّفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستمرّت طوال يوم أمس ، وكانت السلطات الروسية قد اتهمت فاغنر بالتمرد المسلح ، وفرضت نظام عملية مكافحة الإرهاب في موسكو ومنطقتها في الوقت الذي شهدت فيه روسيا تمرّد مجموعة فاغنر، على ما أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب ليل السبت الماضي.
وكانت مجموعة فاغنر قد أعلنت الزحف إلى العاصمة الروسية موسكو بنحو 5 آلاف مقاتل ، بعد سيطرتها على مدينة روستوف ، وقال مصدر مقرب من قيادة الجزء الخاضع لسيطرة روسيا من منطقة دونيتسك الأوكرانية أمس السبت إن قافلة من مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة المتمردة تقترب من ضواحي موسكو تضم نحو خمسة آلاف رجل بقيادة القائد الكبير في المجموعة دميتري أوتكين.
وأضاف المصدر أن قائد مليشيات فاغنر سيطرت على روستوف جنوب روسيا بحوالي خمسة آلاف مقاتل ، وهي المدينة التي قال بريغوجين إنه سيطر عليها والتي تمثل أهمية كبيرة لإمدادات الحرب الروسية في أوكرانيا ، وقال المصدر إن خطة فاجنر بالنسبة لموسكو هي اتخاذ مقاتليها مواقع في منطقة مكتظة بالسكان.
إلى ذلك ألقى الرئيس الروسي خطابا قال فيه إن ما يحدث هو طعنة في الظهر ، وأن التمرد المسلح الذي أعلنته فاغنر غير مقبول ، مؤكدا تصديه لما أسماه انقلابا معاديا ، وأكد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أن موسكو لن تسمح بتحول التمرد الذي يقوده رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفجيني بريجوجن إلى انقلاب أو أزمة عالمية.
وردا على أسئلة من الصحفيين، قال ميدفيديف، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن العالم بأسره سيكون على شفا كارثة إذا سقطت الأسلحة النووية الروسية في أيدي “قطاع طرق”.
وكان عمدة موسكو قد أكد أن الوضع صعب في العاصمة واليوم الإثنين يوم عطلة ، وقرر إعلان التنقل محذرا المواطنين من التنقل والحركة.
وإزاء الأحداث التي عصفت بروسيا كان القادة الغربيون مستريحون جدا لسيرها..الرئيس الأوكراني المدعوم من أمريكا والدول الغربية قال إن قواته تحمي أوروبا من القوات الروسية، داعياً إلى تزويد جيشه “كلّ الأسلحة اللازمة” بما في ذلك مقاتلات إف-16 ، وقال زيلنسكي إنّ “أمن الجناح الشرقي لأوروبا يعتمد فقط على دفاعنا”، مضيفاً “”حان الوقت الآن لتقديم كلّ الأسلحة اللازمة للدفاع”.
وحضّ الرئيس الأوكراني الغرب على منح بلاده طائرات مقاتلة وأنظمة تكتية صاروخية من نوع “أتاكمز” التي يبلغ مداها 300 كلم.
إلى ذلك قام الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن أمريكا بأنها أمة شاذة قبل أيام، قام أمس باجراء اتصالات مع قادة كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في تطوّرات الأزمة في روسيا حيث كانت مجموعة فاغنر تشن انقلاب مسلحا منذ مساء الجمعة وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّ بايدن والقادة الأوروبيين ناقشوا “الوضع في روسيا” و”أكّدوا دعمهم الراسخ لأوكرانيا”.
وكانت فرنسا قد تحدثت وكذلك بقية الحكومات الأوروبية، وبينما كانت الأحداث تعصف بروسيا كان قادة الغرب وأمريكا يحاولون تأجيجها قبل أن ينجح الرئيس البيلاروسي من تهدئتها.
ومنذ إعلان تمرّد مجموعة فاغنر مساء الجمعة رُصدت قواتها في ثلاث مناطق روسية هي روستوف وفورونيج وليبيتسك.
وبدأ الخلاف بين مجموعة فاغنر الخاصة، ووزارة الدفاع الروسية أثناء معركة باخموت حيث اعترض رئيس مجموعة فاغنر بريغوجين “اليهودي الأصل” في معرض تجديد عقده مع وزارة الدفاع الروسية على نص العقد الجديد الذي يجعل هذه القوات تحت إمرة وزارة الدفاع الروسية بشكل من الأشكال، مما يقلص من استقلاليتها.
ومساء الجمعة أعلن التمرد والتوجه من أوكرانيا نحو روسيا لإسقاط وزير الدفاع والقيادة العسكرية الروسية حد إعلانه، وحسب محللين فإن التمرد أحدث إرباكا للجيش الروسي في أوكرانيا.
وبدا واضحا الاستغلال الغربي للتمرد الذي عصف بروسيا، واستغلال حلف الناتو ومن ورائه الأمريكي لهذا التمرد في ضعضعة الجيش الروسي والتشويش على سير عملياته، وإحداث تأثير على عمليات روسيا في أوكرانيا.